أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017
3151
التاريخ: 6-4-2022
1901
التاريخ: 12-12-2014
3778
التاريخ: 22-11-2015
3604
|
أكثرَ القرشيون والمسلمون من الشعر في أحد
وهو كثيرٌ ، نكتفي بمختارات نقلها ابن هشام : 3 / 639 . منها لعبد الله بن الزِّبَعْرَى في يوم أحد :
يا غرابَ البين أسمعتَ فقل * إنما تنطق شيئاً قد فعل
أبلغن حسان عنى آية * فقريض الشعر يشفى ذا العلل
كم ترى بالجر من جمجمة * وأكف قد أترَّت ورجل
كم قتلنا من كريم سيد * ماجد الجدين مقداماً بطل
فسل المهراس من ساكنه * بين أقحاف وهام كالحجل
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
حين حكت بقباء بركها * واستحر القتل في عبد الأشل
تم خفوا عند ذاكم رُقَّصاً * رقَصَ الحفَّان يعلو في الجبل
فقتلنا الضعف من أشرافهم * وعدلنا مَيلَ بدر فاعتدل
فأجابه حسان بن ثابت :
ذهبَتْ يا ابن الزِّبَعْرى وقعةٌ * كان منا الفضل فيها لو عدل
ولقد نلتم ونلنا منكم * وكذاك الحرب أحياناً دول
نضع الأسياف في أكتافكم * حيث تهوى عللاً بعد نهل
إذ تولون على أعقابكم * هرباً في الشعب أشباه الرَّسَل
إذ شددنا شدة صادقة * فأجأناكم إلى سفح الجبل
برجال لستم أمثالهم * أيدوا جبريل نصراً فنزل
وعلونا يوم بدر بالتقي * طاعة الله وتصديق الرسل
وقتلنا كل رأس منهم * وقتلنا كل جحجاجٍ رفل
وتركنا في قريش عورة * يوم بدر وأحاديثَ المثل
ورسول الله حقاً شاهد * يوم بدر والتنابيل الهبل
نحن لا أمثالكم ولد استها * نحضر البأس إذا البأس نزل
وقال كعب بن مالك يبكى حمزة وقتلى المسلمين :
نشجتَ وهل لك من منشجِ
وكنتَ متى تدكرْ تلجَجِ
تذكر قوماً أتاني لهم
أحاديث في الزمن الأعوج
وقتلاهم في جنان النعيم
كرام المداخل والمخرج
بما صبروا تحت ظل اللواء
لواء الرسول بذى الأضوج
غداة أجابت بأسيافها
جميعاً بنو الأوس والخزرج
وأشياع أحمد إذ شايعوا
على الحق ذي النور والمنهج
فما برحوا يضربون الكماة
ويمضون في القسطل المرهج
كذلك حتى دعاهم مليك
إلى جنة دوحة المولج
فكلهم مات حر البلاء
على ملة الله لم يحرج
كحمزة لما وفى صادقاً
بذى هبة صارم سلجج . . .
أولئك لا من ثوى منكم
من النار في الدرك المرتج
فأجابه ضرار بن الخطاب الفهري فقال :
أيجزع كعب لأشياعه * ويبكى من الزمن الأعوج
فقولا لكعب يثنى البكا * وللنئ من لحمه ينضج
فياليت عمراً وأشياعه * وعتبة في جمعنا السورج
فيشفوا النفوس بأوتارها * بقتلى أصيب من الخزرج
ومقتل حمزة تحت اللواء * بمطرد مارن مخلج
وحيث انثنى مصعب ثاوياً * بضربة ذي هبة سلجج
بأحد وأسيافنا فيهم * تلهب كاللهب الموهج
وقالت صفية بنت عبد المطلب تبكى أخاها حمزة :
أسائلة أصحاب أحد مخافة * بنات أبى من أعجم وخبير
فقال الخبير إن حمزة قد ثوي * وزير رسول الله خير وزير
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة * إلى جنة يحيا بها وسرور
فذلك ما كنا نرجى ونرتجي * لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا * بكاء وحزناً محضرى ومسيري
على أسد الله الذي كان مدرهاج * يذود عن الإسلام كل كفور
فياليت شلوى عند ذاك وأعظمي * لدى أضبع تعتادنى ونسور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي * جزى الله خيراً من أخ ونصير
وقال عبد الله بن رواحة يبكى حمزة :
بكت عيني وحق لها بكاها * وما يغنى البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا * أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعاً * هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدت * وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان * مخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبراً * فكل فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم * بأمر الله ينطق إذ يقول
ألا من مبلغ عنى لؤياً * فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا * وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر * غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أبو جهل صريعاً * عليه الطير حائمة تجول
وعتبة وابنه خرا جميعاً * وشيبة عضه السيف الصقيل
ومتركنا أمية مجلعباً * وفى حيزومه لدن نبيل
وهام بنى ربيعة سائلوها * ففي أسيافنا منها فلول
ألا يا هند فابكى لا تملي * فأنت الواله العبري الهبول
ألا يا هند لا تبدى شماتاً * بحمزة إن عزكم ذليل
وقال حسان بن ثابت يبكى حمزة :
أتعرف الدار عفا رسمها * بعدك صوب المسبل الهاطل
ساءلتها عن ذاك فاستعجمت * لم تدر ما مرجوعة السائل ؟
دع عنك دارا قد عفا رسمها * وابك على حمزة ذي النائل
المالئ الشيزى إذا أعصفت * غبراء في ذي الشبَم الماحل
والتارك القرن لدى لبدة * يعثر في ذي الخرص الذابل
واللابس الخيل إذ أجحمت * كالليث في غابته الباسل
أبيض في الذروة من هاشم * لم يمر دون الحق بالباطل
مال شهيداً بين أسيافكم * شلت يدا وحشى من قاتل
أظلمت الأرض لفقدانه * واسود نور القمر الناصل
صلى عليه الله في جنة * عالية مكرمة الداخل
كنا نرى حمزة حرزاً لنا * في كل أمر نابنا نازل
وكان في الإسلام ذا تدرأ * يكفيك فقد القاعد الخاذل
لا تفرحى يا هند واستحلبي * دمعاً واذرى عبرة الثاكل
وابكى على عتبة إذ قطه * بالسيف تحت الرهج الجائل
إذ خرَّ في مشيخة منكم * مِن كل عات قبله جاهل
أرداهم حمزة في أسرة * يمشون تحت الحلق الفاضل
غداة جبريل وزير له * نعم وزير الفارس الحامل
وقال حسان بن ثابت يبكى حمزة :
يا مى قومي فاندبنْ * بسحيرة شجو النوائح
كالحاملات الوقر بالثقل * الملحات الدوالح
المعولات الخامشات * وجوه حرات صحائح
وكأن سيل دموعها الأنصاب * تخضب بالذبائح
ينقضن أشعاراً لهن * هناك بادية المسائح
وكأنها أذناب خيل * بالضحى شمس روامح
ولقد أصاب قلوبها * مجل له جلب قوارح
إذ أقصد الحدثان من * كنا نرجِّى إذ نشايح
أصحاب أحْد غالهم * دهر ألمَّ له جوارح
من كان فارسنا * وحامينا إذا بعث المسالح
يا حمزُ لا والله لا * أنساك ما صر اللقائح
ذكرتني أسْد الرسول * وذاك مدرهنا المنافح
يعلو القماقم جهرة * سبط اليدين أغر واضح
لا طائش رعش ولا * ذو علة بالحمل آنح
بحر فليس يغب جاراً * منه سيب أو منادح
لهفى لشبان رزئناهم * كأنهم المصابح
شم بطارقة غطارفة * خضارمة مسامح
المشترون الحمد بالأموال * إن الحمد رابح
والجامزون بلجمهم * يوما إذا ما صاح صائح
يا حمز قد أوحدتني * كالعود شذبه الكوافح
أشكو إليك وفوقك الترب * المكور والصفائح
وقال حسان يذكر قتل على ( عليه السلام ) أصحاب اللواء يوم أحد :
منع النوم بالعشاء الهموم * وخيال إذا تغور النجوم . .
من حبيب أضاف قلبك منه * سقم فهو داخل مكتوم
يا لقومي هل يقتل المرء مثلي * واهن البطش والعظام سؤوم
وأنا الصقرعند باب ابن سلمي * يوم نعمان في الكبول سقيم
تلك أفعالنا وفعل الزبعري * خامل في صديقه مذموم
رب حلم أضاعه عدم المال * وجهل غطى عليه النعيم
ما أبالي أنب بالحزن تيس * أم لحانى بظهر غيب لئيم
ولى البأس منكم إذ رحلتم * أسرة من بنى قصى صميم
تسعة تحمل اللواء وطارت * في رعاع من القنا مخزوم
وأقاموا حتى أبيحوا جميعاً * في مقام وكلهم مذموم
وقريش تفر منا لواذا * أن يقيموا وخف منها الحلوم
لم تطق حمله العواتق منهم * إنما يحمل اللواء النجوم
واعتبرها ابن هشام أحسن ما قيل مع أنها ليست كذلك ! وقال : « قال حسان هذه القصيدة منع النوم بالعشاء الهموم ، ليلاً ، فدعا قومه فقال لهم : خشيت أن يدركني أجلى قبل أن أصبح فلا ترووها عني » . ولعلها كانت أطول من ذلك فحذفوا منها مدحه لعلى ( عليه السلام ) ! فقد روى ابن هشام : 3 / 655 مدح الحجاج السلمى لعلى ( عليه السلام ) لقتله أصحاب الألوية ، قال :
لله أي مذبِّبٍ عن حرمة * أعنى ابن فاطمة المعمَّ المُخولا
سبقت يداك له بعاجل طعنة * تركت طليحة للجبين مجدلا
وشددت شدة باسل فكشفتهم * بالجر إذ يهوون أخول أخولا
وقال عائذ بن عمران بن مخزوم :
ما بال همٍّ عميدٍ بات يطرقني * بالود من هند إذ تعدو عواديها
باتت تعاتبنى هند وتعذلني * والحرب قد شغلت عنى مواليها
سقناكنانة من أطراف ذي يمن * عرضالبلاد على ما كان يزجيها
قالت كنانة أنى تذهبون بنا ؟ * قلنا : النخيل فأموها ومن فيها
نحنالفوارسيوم الجر من أحد * هابت معد فقلنا نحن نأتيها
فأجابه حسان بن ثابت :
سقتم كنانة جهلاً من سفاهتكم * إلى الرسول فجند الله مخزيها
أوردتموهاحياضالموتضاحية * فالنار موعدها والقتل لاقيها
جمعتموها أحابيشاً بلا حسب * أئمة الكفر غرتكم طواغيها
ألا اعتبرتم بخيل الله إذ قتلت * أهل القليب ومن ألقينه فيها
كم من أسير فككناه بلا ثمن * وجز ناصية كنا مواليها
وقال عبد الله بن الزبعرى يبكى قتلى المشركين :
ألا ذرفت من مقلتيك دموع * وقد بان من حبل الشباب قطوع
وشطبمنتهوى المزار وفرقت * نوى الحي دار بالحبيب فجوع
فذر ذا ، ولكنهل أتى أم مالك * أحاديث قومي والحديث يشيع
عشية سرنا في لهام يقودنا * ضرور الأعادى للصديق نفوع
فلما رأونا خالطتهم مهابة * وعاينهم أمر هناك فظيع
وودوا لو أن الأرض ينشق ظهرها * بهم وصبور القوم ثم جزوع
بأيماننا نعلو بها كل هامة * ومنها سمام للعدو ذريع
فغادرن قتلى الأوس عاصبة بهم * ضباع وطير يعتفين وقوع
وجمع بنى النجار في كل تلعة * بأبدانهم من وقعهن نجيع
ولولا علو الشعب غادرن أحمداً * ولكن علا والسمهرى شروع
فأجابه حسان بن ثابت فقال :
أشاقك من أم الوليد ربوع * بلاقع ما من أهلهن جميع
عفاهن صيفي الرياح وواكف * من الدلو رجَّافالسحاب هموع
فلم يبق إلا موقد النار حوله * رواكد أمثال الحمام كنوع
فقد صابرت فيه بنو الأوس كلهم * وكان لهم ذكر هناك رفيع
وحامى بنو النجار فيه وصابروا * وما كان منهم في اللقاء جزوع
أمام رسول الله لا يخذلونه * لهم ناصر من ربهم وشفيع
وفوا إذ كفرتم يا سخين بربكم * ولا يستوى عبد وفى ومضيع
بأيديهم بيض إذا حمش الوغي * فلا بد أن يردى لهن صريع
أولئك قوم سادة من فروعكم * وفى كل قوم سادة وفروع
بهن نعز الله حتى يعزنا * وإن كان أمر ياسخين فظيع
فلا تذكروا قتلى وحمزة فيهم * قتيل ثوى لله وهو مطيع
فإن جنان الخلد منزلة له * وأمر الذي يقضى الأمور سريع
وقتلاكم في النار أفضل رزقهم * حميم معاً في جوفها وضريع
وقال عمرو بن العاص في يوم أحد :
خرجنا من الفيفا عليهم كأننا * مع الصبح من رضوى الحبيك المنطق
تمنت بنو النجار جهلاً لقاءنا * لدى جنب سلع والأماني تصدق
فما راعهم بالشر إلا فجاءة * كراديس خيل في الأزقة تمرق
أرادوا لكيما يستبيحوا قبابنا * ودون القباب اليوم ضرب محرق
كأن رؤوس الخزرجيين غدوة * وأيمانهم بالمشرفية بروق
فأجابه كعب بن مالك :
ألا أبلغا فهراً على نأى دارها * وعندهم من علمنا اليوم مصدق
بأنا غداة السفح من بطن يثرب * صبرنا ورايات المنية تخفق
صبرنا لهم والصبر منا سجية * إذا طارت الأبرام نسمو ونرتق
لنا حومةٌ لا تستطاع يقودها * نبي أتى بالحق عفٌّ مصدق
ألا هل أتى أفناء فهر بن مالك * مقطع أطراف وهام مفلق
وقال ضرار بن الخطاب :
لما أتت من بنى كعب مزينة * والخزرجية فيها البيض تأتلق
وجردوا مشرفيات مهندة * وراية كجناح النسر تختفق
فقلت يوم بأيام ومعركة * تنبى لماخلفها ماهزهز الورق . . . الخ .
وقال عمرو بن العاص :
لما رأيت الحرب ينزو * شرها بالرضف نزوا
وتناولت شهباء تلحو * الناس بالضراء لحوا . . . الخ .
فأجابهما كعب بن مالك :
أبلغ قريشاً وخير القول أصدقه * والصدق عنه ذوى الألباب مقبول
أن قد قتلنا بقتلانا سراتكم * أهل اللواء ففيما يكثر القيل
ويوم بدر لقيناكم لنا مدد * فيه مع النصر ميكال وجبريل
إن تقتلونا فدين الحق فطرتنا * والقتل في الحق عند الله تفضيل
وإن تروا أمرنا في رأيكم سفهاً * فرأى من خالف الإسلام تضليل . . الخ
وقال كعب أيضاً يبكى حمزة :
صفية قومي ولا تعجزي * وبكِّى النساء على حمزة
ولا تسأمى أن تطيلى البكا * على أسد الله في الهزة
فقد كان عزاً لأيتامنا * وليث الملاحم في البزة
يريد بذاك رضا أحمد * ورضوان ذي العرش والعزة
وقد رووا لكعب بن مالك قصائد في رثاء حمزة وشهداء أحُد ، فيها :
رقت همومك فالرقاد مسهد * وجزعت أن سلخ الشباب الأغيد
ولقد هددت لفقد حمزة هدة * ظلت بنات الجوف منها ترعد
قرم تمكن في ذؤابة هاشم * حيث النبوة والندى والسودد
والعاقر الكوم الجلاد إذ غدت * ريح يكاد الماء منها يجمد
والتارك القرن الكمي مجدلاً * يوم الكريهة والقنا يتقصد
وتراه يرفل في الحديد كأنه * ذو لبدة شثن البراثن أربد
عم النبي محمد وصفيه * ورد الحمام فطاب ذاك المورد
وأتى المنية معلماً في أسرة * نصروا النبي ومنهم المستشهد
شتان من هو في جهنم ثاوياً * أبداً ومن هو في الجنان مخلد
ومن مقطوعاته :
فإن تسألى ثم لاتُكذبي * يخبرك من قد سألت اليقينا
بأنا ليالي ذات العظام * كنا ثمالاً لمن يعترينا
تلوذ النجود بأذرائنا * من الضر في أزمات السنينا
ويوم له رهج دائم * شديد التهاول حامى الارينا
شهدنا فكنا أولى بأسه * وتحت العماية والمعلمينا
وعلمنا الضرب آباؤنا * وسوف نعلم أيضا بنينا
سألت بك ابن الزبعرى فلم * أنبئك في القوم إلا هجينا
خبيثاً تطيف بك المنديات * مقيماً على اللؤم حينا فحينا
تبجست تهجو رسول المليك * قاتلك الله جلفا لعينا
تقول الخنا ثم ترمى به * نقى الثياب تقيا أمينا
ومنها :
سائل قريشاً غداة السفح من أحد * ماذا لقينا وما لاقَوْا من الهرب
فكم تركنا بها من سيد بطل * حامى الذمار كريم الجد والحسب
فينا الرسول شهابٌ ثم يتبعه * نور مضى له فضل على الشهب
الحق منطقه والعدل سيرته * فمن يجبه إليه ينجُ من تبب
يمضى ويذمرنا عن غير معصية * كأنه البدر لم يطبع على الكذب
بدا لنا فاتبعناه نصدقه * وكذبوه فكنا أسعد العرب
جالوا وجلنا فما فاءوا وما رجعوا * ونحن نثفنهم لم نأل في الطلب
ليس سواء وشتى بين أمرهما * حزب الإله وأهل الشرك والنصب
ومنها :
ألا هل أتى غسان عنا ودونهم * من الأرض خرق سيره متنعنع
صحار وأعلام كأن قتامها * من البعد نقع هامد متقطع
مجالدنا عن ديننا كل فخمة * مذربة فيها القوانس تلمع
ولما ابتنوا بالعرض قال سراتنا * علامَ إذا لم نمنع العرض نزرع
وفينا رسول الله نتبع أمره * إذا قال فينا القول لا نتطلع
تدلى عليه الروح من عند ربه * ينزل من جو السماء ويرفع
نشاوره فيما نريد وقصرنا * إذا ما اشتهى أنا نطيع ونسمع
وقال رسول الله لما بدوا لنا * ذروا عنكم هول المنيات واطمعوا
وكونوا كمن يشرى الحياة تقرباً * إلى ملك يحيا لديه ويرجع
ولكن خذوا أسيافكم وتوكلوا * على الله إن الأمر لله أجمع
فسرنا إليهم جهرة في رحالهم * ضحياً علينا البيض لا نتخشع
فجئنا إلى موج من البحر وسطه * أحابيش منهم حاسر ومقنع
ثلاثة آلاف ونحن نصية * ثلاث مئين إن كثرنا وأربع
فلما تلاقينا ودارت بنا الرحي * وليس لأمر حمسه الله مدفع
ضربناهم حتى تركنا سراتهم * كأنهم بالقاع خشب مصرع
وراحوا سراعاً موجفين كأنهم * جهام هراقت ماءه الريح مقلع
فنلنا ونال القوم منا ، وربما * فعلنا ، ولكن ما لدى الله أوسع
ونحن أناس لا نرى القتل سبة * على كل من يحمى الذمار ويمنع
بنو الحرب إن نظفر فلسنا بفحش * ولا نحن من إظفارها نتوجع
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|