أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-14
286
التاريخ: 2024-10-21
250
التاريخ: 2024-07-04
713
التاريخ: 2024-03-29
966
|
كانت مدينة «أرمنت» تقدس نوعًا من الثيران منذ أقدم العهود، وسيظل موضوع شك إذا كان الفرعون «نخت حور حب» (نقطانب) قد عمل مجهودًا جديدًا لعبادة عجل «مدمود» باسمه الجديد «بوخيس» أو أن نفس هذا الفرعون قد جهزه بدفن جديد على غرار كل من العجل «أبيس» والعجل «منفيس» السالفين، وإذا كان الفرض الأخير هو الصحيح فما ذلك إلا لأن هذا الفرعون كان يريد أن ينال حظوة أهل الجنوب؛ إذ كان غريبًا عنهم. والواقع أن الفروق بين العجل «بوخيس» من جهة، وبين العجلين «أبيس» و«منفيس» من جهة أخرى دقيقة جدًّا حتى إنه لا يمكن استنباط شيء منها، وسواء كان هناك عجل متقمص في «أرمنت» قبل حكم الفرعون «نخت حور نب» (نقطانب) أو لا فإن التغييرات التي حدثت في تقديسه كانت أساسية، حتى إنه أصبح من المسلم به أن نعدَّ عهد هذا الفرعون بداية تاريخ الثور «بوخيس «.
وكان «بوخيس» يُنتخب من بين عجول متوسطة العمر على أن يكون فيه علامات تميزه عن الماشية الأخرى.
وهذا الثور لم يكن له في بادئ الأمر أية علاقة بالإله «منتو» الممثل في صورة صقر ومن أصل نجمي غير أنه كان قد اندمج منذ عهد مبكر في شخصية جاره القوي. فكانت عبادة «منتو» وكذلك عبادة «بوخيس» منتشرتين جنبًا لجنب في بعض جهات مقاطعة «طيبة» وبخاصة في «طود» و«المدمود»، وفي عهد متأخر كذلك في «الكرنك»، هذا إلى أنه كان يوجد محراب للعجل بالقرب من مدينة «هابو». على أن تتويج الثور «بوخيس» لم يُحتفل به منذ بداية «بطليموس السابع» في «طيبة»، غير أن الثور لم ينقطع عن سكنه في «أرمنت» التي لم يكن يتغيب عنها إلا لزيارة سنوية لمحاريبه الثلاثة الرئيسية، وكان يُدفن بعد موته في جبانة العجول العامة في «أرمنت» وهي التي تُسمى عند اليونان «بوخيوم». ولما أراد المصريون أن يظهروا التأثير الذي تركته العبادة «الهليوبوليتية» على عبادة «أرمنت» سموا هذه الجبانة «قصر آتوم»، وقد كُشف عنها حديثًا، وتحتوي على مقابر يتراوح تاريخها بين حكم «نقطانب الثاني» والإمبراطور «دقلديانوس» (راجع Mond. The Bucheum Vol. 3 Vol).أما المقابر التي هي أقدم من هذا العهد فليست معروفة، وقد قدم لنا معبد «البوخيوم» مثل «السرابيوم» عددًا عظيمًا من اللوحات تشمل معلومات تاريخية ثمينة، وكان الثور «بوخيس» يوحي بتكهنات في «المدمود». وقد وُجد فيها كذلك مسارح كانت تقوم فيها منازلات لم تصل إلينا عنها تفاصيل بكل أسف.
وكان الثور «بوخيس» أبيض اللون برأس أسود، ويحمل بين قرنيه قرص شمس يعلوه ريشتان، والواقع أن صبغة عجل «أرمنت» اللاهوتية مركبة جدًّا؛ فقد تأثرت عن طريق الإله «منتو» الذي يتصل صلة وثيقة بالإله «آمون» جاره في «طيبة» وكذلك بالإله «رع»؛ ونحن نعلم من جانبنا أن إله «أرمنت» كان قد تأثر بالمذهب الشمسي منذ زمن مبكر، وكان يُعبد باسم «منتو. رع»؛ وقد ذكرنا من قبل أن «البوخيوم» كانت تُسمى «قصر آتوم»، وكان الثور «بوخيس» نفسه يحمل ألقابًا هليوبوليتية، فكان يُسمى «روح رع»، وحاجبه. ولدينا حقائق كثيرة تؤهل ثور «أرمنت» ليكون بين دائرة آلهة «آمون» وبخاصة علاقات حسن الجوار التي كانت توجد بين «منتو» و«آمون» وكذلك صبغة الإله «آمون» بوصفه إله النبات والتناسل بعد أن وُحد بالإله «مين». وقد حاول رجال «اللاهوت» أن يضعوا علاقات بين «بوخيس» و«آمون» باعتبارهما أعضاء في جماعة ثمانية الآلهة، فأربعة آلهة كان يُسمى كل واحد منهم «منتو» في «أرمنت» و«طود» و«المدمود» و«الكرنك» على التوالي قد وُحدوا بأربعة الآلهة المذكورين في مجموعة الآلهة الثمانية. وقد كان «بوخيس» نفسه يُعد ابن «نون» (المحيط الأزلي). وقد وُحد هذا الإله كذلك بالإله «بتاح تاتنن» في دوره بوصفه ثعبانًا خالقًا للأرض ولكن من جهة أخرى كان يُعد ابنه؛ لأن «بتاح» كان يُعد كذلك والد الآلهة الأزلية. وكان «آمون» الأقصر يأتي كل عشرة أيام إلى «أرمنت» ويحمل لثور «منتو» الموحد بالآلهة الأزليين قربانًا، كما كان يحملها إلى محراب مجموعة ثمانية الآلهة الواقع على مقربة من مدينة «هابو» على أن هذه التخيلات التي لم يكن لها أي أثر على المعتقدات الشعبية تمثل لنا بصورة واضحة الحالة النفسية التي كانت سائدة في هذا العهد في دائرة رجال «اللاهوت» والمغلقة أمام العامة (راجع Otto Untersuchengen XIII, Leipzig 1938).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|