المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

قاعدة « الإتلاف »
16-9-2016
النظريات الجيوبولتيكية – نظرية القوة البرية - رودلف كيلن
8-10-2021
أهمية الترتيب الداخلي الجيد للمصنع
2-6-2016
الحمل والولادة
23-11-2015
العدل في كل شيء
1-10-2021
Set Closure
28-7-2021


وقاية وحماية الزوجة  
  
330   08:51 صباحاً   التاريخ: 2024-10-17
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص47ــ51
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2020 1434
التاريخ: 2024-05-20 754
التاريخ: 2023-03-07 958
التاريخ: 2024-10-05 232

الزوج السعيد هو الذي يحمي زوجته في الدنيا من أذى نفسها وأذى الناس حتى تشعر بالأمان والإطمئنان وهو الذي يقي زوجته من عذاب الله عزَّ وجل وجهنم والنيران في دار الآخرة والحياة.

ولا ريب بأن مقولة الأمن من مقولات الحياة المهمة في دار الدنيا، ومن المقولات الأساس والأهم في دار الآخرة.

وباعتقادي فإن أي فتاة حينما ترغب في الزواج تستحضر في ذهنها الشعور بالأمان والاطمئنان حينما تكون في كنف زوجها وحضنه، وعلى الزوج أن يتفهم هذه المسألة وأن يُشعر زوجته بهذه الرغبة، والزوج وفضلاً عن أنه لا بد له أن يجعل زوجته في جو آمن ومحمي عليه أن لا يكون هو بنفسه عامل تدمير لمقولة الأمن بالنسبة للزوجة، ففي كثير من الأحايين وللأسف الشديد فإن الزوج بنفسه يكون ناسفاً لمقولة الأمن بالنسبة للزوجة، وحينها تتطلع الزوجة إلى من هو خارج إطار الزواج لكي يضمن لها مقولة الأمن بخلاف ما هو متوقع عادة .

ومهما يكن من شيء فإننا سوف نقسم الحديث هنا إلى قسمين :

القسم الأول: حماية الزوجة بالمعنى الأخص أي حمايتها من أذى الناس في الخارج، ومنع أي أحد من الطامعين فيها، أو العازمين على ضربها، أو جرحها، أو قتلها، أو الإعتداء عليها بقصد الإغتصاب الجنسي أو غير ذلك.

وهنا يلزم على الزوج حماية زوجته من كل هذه التعرضات من أي شخص سواءً كان قريباً أم بعيداً، خليلاً أم غريماً أو غير ذلك .

ولقد جاء في الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله: ((إذا دخل عليك رجل يريد أهلك ومالك فأبدره بالضربة إن استطعت، فإن اللص محارب الله ولرسوله (صلى الله عليه وآله)(1).

وورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن الرجل يكون في السفر ومعه جارية له فيجيء قوم يريدون أخذ جاريته أيمنع جاريته من أن تؤخذ وإن خاف على نفسه القتل؟ قال: نعم)). قلت: وكذلك إذا كانت معه امرأة؟ قال: نعم ))(2)، وعن أبي جعفر (عليه السلام): ((قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قُتل دون مظلمته فهو شهيد، ثم قال: يا أبا مريم هل تدري ما دون مظلمته؟ قلت: جعلت فداك، الرجل يقتل دون أهله ودون ماله وأشباه ذلك فقال: يا أبا مريم إن من الفقه عرفان الحق))(3).

وبالجملة فلا بد من الدفاع عن الزوجة من جملة ما يدافع عنه .

قال الشهيد الأول قدس سره في اللمعة الدمشقية في مسألة العقوبات المتفرقة من كتاب الحدود: ((ومنها الدفاع عن النفس والمال والحريم بحسب القدرة معتمداً على الأسهل ودم المدفوع هدر حيث يتوقف ولو قتل كان كالشهيد))(4)، وقال الشهيد الثاني قدس سره في الروضة البهية شارحاً :

(ومنها الدفاع عن النفس والمال والحريم) وهو جائز في الجميع مع عدم ظن العطب، وواجب في الأول (5) والأخير (6) (بحسب القدرة) ومع العجز يجب الهرب مع الإمكان، أما الدفاع عن المال فلا يجب إلا مع اضطراره إليه(7)، وكذا يجوز الدفع في غير ما ذكر(8) مع القدرة، والأقرب وجوبه مع الضرورة، وظن السلامة (معتمداً) في الدفاع مطلقاً (على الأسهل) فالأسهل كالصياح ثم الخصام ثم الضرب، ثم الجرح ، ثم التعطيل)، ثم التدفيف (ودم المدفوع هدر حيث يتوقف) الدفاع على قتله، وكذا ما يتلف من ماله إذا لم يمكن بدونه .

(ولو قتل) الدافع (كان كالشهيد) في الأجر(9) .

إن حماية العرض من الكرم والحمية، وعدم الحماية من البخل والدياثة. قال في جامع السعادات: ((ما يبذل لوقاية العرض، وحفظ الحرية، ودفع شر الأشرار وظلم الظلمة، فإن السخي لا يقصر في شيء من ذلك، والبخيل ربما منع بخله عن ذلك، فيهتك عرضه ويذهب حرمته. وفي بعض الأخبار دلالة على أن البذل لذلك صدقة وتقدم أن ما وقى المرء به عرضه فهو له صدقة)).

القسم الثاني: وقاية الزوجة من الإنحراف ومن عذاب الله عز وجل، والأصل في ذلك القرآن الكريم، حيث قال تعالى بصدد ذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

وللأسف الشديد فإن بعض الأزواج يخضعون لزوجاتهم حينما يرغبن إليهم بالسماح لهن بفعل المعاصي والمنكرات، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في النار، قيل: وما تلك الطاعة؟ قال: تطلب إليه الثياب الرقاق فيجيبها))(10)، وبهذا المعنى قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((كل امرىء تدبره امرأة فهو ملعون))(11) يعني تدبره في المعصية، وإلا لو ارشدته إلى الطاعات فما الضير في ذلك.

فالمطلوب من الزوج إذن وعظ زوجته لوقايتها من الذنوب ومن غضب الله عزَّ وجلَّ فعن الصادق (عليه السلام) قال: ذکر رسول الله (صلى الله عليه وآله) النساء فقال: عظوهن بالمعروف قبل أن يأمرنكم بالمنكر))(12) .

إن ما يُحزن لأجله في هذه الأيام أن بعض الفتيات يشترطن البقاء على عدم التحجب للإرتباط بالأزواج، بل إن منهن من ترفض الزوج بالمطلق ليس لأجل أي شيء وإنما لأجل أنه يريد أن تلبس الحجاب وهذا ما واجهته فعلاً في إحدى المرات التي كنت أعالج فيها قضية طلاق، بل لا أبالغ إذا قلت بأن من الفتيات من تعلق قبول الخاطب لها بأن يقبل بأن يكون لها أصدقاء رجال كما جرت عليه عادتها قبل الإرتباط به .

وعلى أي حال فعلى الزوج أن يقي زوجته من الإنحراف الدنيوي المؤدي إلى السخط الإلهي في الآخرة، ولهذا قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((لا يكن أهلك أشقى الخلق بك))(13). فلا بد للزوج من أن يكون سبباً لنجاة زوجته في الآخرة فضلاً عن كونه سبباً لسعادتها في الدنيا، ومن هنا فعلى النساء أن يخترن رجلاً يكون عوناً لهن على أمور الآخرة، وبالنسبة للزوج فليبدأ بنفسه قبل غيره فعن الصادق (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6] جلس رجل من المسلمين يبكي وقال: أنا قد عجزت عن نفسي كُلفت أهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك))(14).

_____________________________

(1) الوسائل، باب 5، أبواب الدفاع، ح1.

(2) م. ن، باب 46 من أبواب جهاد العدو، ح12.

(3) م . ن، ح9 .

(4) الزبدة الفقهية، ج 9، 433 - 435.

(5) الدفاع عن النفس.

(6) الدفاع عن الحريم.

(7) فيجوز وإذا اضطر يجب.

(8) يعطل أحد الأعضاء.

(9) م. س.

(10) ميزان الحكمة، ج 4 ، ص 290.

(11) م. ن.

(12) مكارم الأخلاق، ص298.

(13) ميزان الحكمة، ج 4، ص 287.

(14) مكارم الأخلاق، ص 281. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.