المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Mean
20-2-2021
{اذ يتوفى الذين كفروا الـملآئكة}
2024-06-11
 المعجلات الخطية
12-3-2016
اشتراط البلوغ في وجوب الصوم.
19-1-2016
حادثة سقوط نيزك في سنة 313هـ
2023-06-08
انسانية الامام علي (عليه السلام)
25-4-2021


عدم تنفيس الغضب من مجاري الأحداث في الخارج بالزوجة  
  
244   05:52 مساءً   التاريخ: 2024-10-02
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص415ــ416
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي إذا غضب وسخط خارج المنزل من أمر ما لا يترجم

هذا الغضب ترجمة فعلية بضرب أو إيذاء زوجته.

وبناءً على هذا فإن على الزوج الفصل بشكل كامل بين زوجته وبين ما يريد تنفيسه من ناحية سلبية جراء سخطه المتولد من ما جرى معه في الخارج؛ نعم للزوج أن يطلب من زوجته مشاركته في همومه وسخطه الخارجي فتشاركه الهموم والسخط ، لكن ليس له أن يؤذيها ويضربها لكي يشفي غليله الذي ولدته أحداث وصروف الزمان.

وأنا بدوري أشنّع على قول القائل بأن الزوجة مصب تنفيس الغضب ويريد بذلك أنه يمارس هذا التنفيس بالزوجة ضرباً وإيذاءً، والعجب العجاب مما سمعته مرة من أحد المتفوهين حيث أنه كان يتحدث أمام جماعة من الناس عن مواصفات الزوجة المحترمة والفاضلة، ومن جملة الفضائل التي سردها قصة تلك الزوجة التي جاء زوجها إلى البيت وكان غضباناً ساخطاً مما حصل معه في الخارج، فما لبثت تلك الزوجة إلا أن جاءت بالسوط وأعطته لزوجها لكي ينفس غضبه، ثم أن هذا الزوج حمل السوط وما زال يجلد الزوجة به ويضربها حتى ناهز المائة جلدة، وبعدها زال السخط عن الزوج وارتاح.

إن هذه القصة إن دلّت على شيء فإنما تدل على وحشية الزوج وقسوته من جهة، وعلى ثقافة مهترئة تستند إليها الزوجة، ولهذا فإن من روى هذه القصة عليه أن يتوب ويُقلع من عدّ هذا الفعل من فضائل الزوجة لأن هذا مغاير لكل موازين ومعايير الفضيلة.

إن ضرب الزوجة وتنفيس أي غضب خارجي وأي سخط بها، إنما هو من باب الإيذاء بلا سبب وهو محرم شرعاً، وقبيح عقلاً، ومستهجن عرفاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.