المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

خدمات الصحيفة الإلكترونية
13-1-2023
الإيمان بالغيب
25-09-2014
داود الأبزاري
8-8-2017
المحطات الغير النمطيّة لتوليد الطاقة الكهربائيّة
25-7-2019
عبء الاثبات
21-6-2016
خنفساء الحبوب ذات الصدر المنشاري Oryzaephilus surinamensis
2-2-2016


التعفف والتورع عن المقاربة المحرمة  
  
174   09:14 صباحاً   التاريخ: 2024-09-30
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص284ــ286
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23 1132
التاريخ: 2024-05-18 709
التاريخ: 9-1-2018 1967
التاريخ: 2023-09-29 1453

الزوج السعيد هو الذي يكون متعففاً ومتورعاً عن مقاربة أي أنثى لا تحل له شرعاً، وذلك مهما ضغطته وحشرته الطوارئ، وكلما كان الضغط على الزوج قوياً وكلما تعفف وتورع كان أجره على الله أكبر، إذ أن ما يؤخذ من الحلال مع الإمكان واليسر لا يصار إلى أخذه بالحرام، وترك الحرام عند المؤمن قدر لا خيار، إذ أنّ لذة ساعة تتبعها ندامة طويلة لا تستأهل من المؤمن أية عناية.

إنَّ في قصة النبي يوسف عليه السلام خير تذكير لنا، فقد ورد عن ابن عباس قال: مكث يوسف عليه السلام في منزل الملك وزليخا ثلاث سنين، ثم أحبته فراودته، فبلغنا والله أعلم أنها مكثت سبع سنين على قدميها وهو مطرق إلى الأرض لا يدفع طرفه إليها مخافة من ربه، فقالت يوماً:

ارفع طرفك وانظر إلي.

قال: أخشى العمى على بصري.

قالت: ما أحسن عينيك.

قال: هما أول ساقط على خدي في قبري.

قالت: ما أحسن طيب ريحك.

قال: لو شممت رائحتي بعد ثلاث من موتي لهربت مني.

قالت: لم لا تقترب؟

قال: أرجو بذلك القرب من ربي.

قالت: فراشي الحرير قم واقضي حاجتي.

قال: أخشى أن يذهب من الجنة نصيبي.

قالت: اسلمك إلى المعذبين.

قال: يكفيني ربي(1).

وفي ليلة من ليالي الشتاء والمطر والهواء على أعنف ما يكون، وطالب علم من إحدى مدارس أصفهان جالس في غرفته قد أوقد شمعة وبين يديه كتابه، فلم يشعر إلا وباب الغرفة فتح ودخلت بنت من أجمل نساء الدنيا، كانت قد ضلت الطريق، فأعطاها فراشه ولكنه لم يستطع القراءة، فقد جاء دور الشيطان، فرأى أن يحرق أصبعه بالشمعة لينشغل بالألم عن الحرام، فأحرق اصبعه، هذا والبنت تلحظ ذلك من فراشها، وفعلاً انشغل باصبعه وتضميده، وما أن هدأ حتى عاد الموضوع بأعنف ما يكون بحيث لم يتمالك على نفسه، فأحرق الأصبع الثاني، ثم أخذ في تضميده وما أن هدأ الألم حتى عاد وضعه كما كان أو أكثر فأحرق اصبعه الرابع وهكذا وما تصرم الليل إلا وأصابعه كلها محترقة.

وعند الصباح جاء الجيش والشرطة يفتشون عن البنت لأنها كانت بنت الملك، وسألها أبوها عن مبيتها فحكت له القصة، وفهم الملك أبعادها فأرسل خلفه وسأله عن أصابعه المحترقة، فلم يكتمه الحقيقة. فقال الملك: إني لا أجد لبنتي زوجاً خيراً منك، فزوجه إياها وجعله وزيراً له.

وهذه القصة لها مشابه في الزمن الغابر، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عابداً من بني إسرائيل أضاف امرأة من بني إسرائيل فهم بها، فأقبل كلما هم بها قرّب أصبعاً من أصابعه إلى النار، فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح فقال: أخرجي، لبئس الضيف كنت لي(2).

_______________________

(1) قصص وعبر ص 198 - 199.

(2) م. ن، ص 44 - 45. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.