المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الأمر بالتبار  
  
139   09:18 صباحاً   التاريخ: 2024-09-28
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص132 ــ 139
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-15 963
التاريخ: 2023-05-13 1528
التاريخ: 2024-07-07 574
التاريخ: 6/10/2022 1233

(البِرّ في اللغة): الصلة، والاتساع في الإحسان (1).

فالبر هو المبالغة في الإحسان والإكثار منه حتى يتعدى من مفهوم الإحسان إلى مفهوم البر.

طرح القرآن الكريم والسنة النبوية التعاون الاجتماعي بين المجتمع الإسلامي في مختلف مفاصله وحالاته ومن أهمها علاقة المحبة والمودة والتبار والتواصل والتزاور التي تشكل هذه المفاهيم قاعدة أساسية للمجتمع الواحد الصالح المتراص الصفوف المتقدم الحضاري على بقية المجتمعات، وقد مرَّ هذا المجتمع بهذه التجربة في عهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عندما كان صحابته متراحمين فيما بينهم متفانين لعقيدتهم فمن القرآن الكريم آية المودة وآيات الرحمة والتراحم وآية الاعتصام وغيرها.

وأما الأحاديث فهي كثيرة وكثيرة جداً وهي تنقسم إلى أقسام عديدة:

الأول: ما صدر من النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) في خطابهم لأولادهم وأهليهم حيث إن هؤلاء يجب أن يكونوا أول الملتزمين بهذه المفاهيم كما في خطاب النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإلى بضعته الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وسبطيه الحسن والحسين (عليهما السلام).

وخطاب أمير المؤمنين (عليه السلام) لولديه الحسن والحسين (عليهما السلام) وبقية أولاده. 

الثاني: ما صدر عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في خطابهم لشيعتهم والموالين لهم حيث إن هذه الطبقة قريبة منهم والمفروض أنهم يسمعون لهم أكثر من غيرهم ويمتثلون أوامرهم واسم التشيع مأخوذ من المشايعة والمتابعة.

الثالث: الخطاب لعموم المسلمين على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم واتجاهاتهم لأن هذه المفاهيم هي مفاهيم قرآنية وإسلامية عامة للجميع ولا تختص بفئة دون أخرى أو اتجاه دون اتجاه.

فمن القسم الأول:

ما جاء في وصية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، لولده بقوله:

وَعَلَيْكُمْ يَا بَنِيَّ (2) بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ وَالتَبَارُ (3)، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّقَاطَعَ وَالتدَابُرَ (4) وَالتفرقَ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2] (5).

فالخطاب وإن كان لأولاده إلا أن هذه المفاهيم لا خصوصية لهم بل هي لجميع عموم المسلمين وإن كان المخاطبون هم الأولى بالامتثال والتطبيق فيما بينهم كأولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وفيما بينهم وبين عموم المسلمين لأنهم معنيون بالأمر أكثر من غيرهم.

ومن القسم الثاني:

1- ما جاء في الحديث الصحيح عَنْ شُعَيْبِ الْعَقَرْقُوفي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ (6): اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا إِخْوَةٌ بَرَرَةً، مُتَحَابينَ في الله (7)، مُتَوَاصِلِينَ، مُتَرَاحِمِينَ، تَزَاوَرُوا وَتَلاقُوْا، وَتذَاكَرُوا أَمْرَنَا، وَأَحْيُوهُ (8)، (9).

2- وَعَنْ كُلَيْبِ الصَّيْدَاوِي:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)، قَالَ: تَوَاصَلُوا، وَتَبَارُوا، وَتَرَاحَمُوا وَكُونُوا إِخْوَةٌ بَرَرَةً كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ) (10).

3ـ وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ، قَالَ: سمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: تَوَاصَلُوا، وَتَبَارُوا، وَتَرَاحَمُوا، وتعاطفوا (11)، (12).

وما قلناه في القسم الأول يجري هنا فإن هذه المفاهيم لا تخص شيعة أهل البيت ولكن لعلاقتهم بأئمتهم وانتسابهم إليهم فهم أولى من يطبق هذه المفاهيم وربما يتوهم البعض أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لم يعتنوا بعموم المسلمين لذلك خطاباتهم موجهة إلى شيعتهم فتكون النظرة نظرة طائفية ضيقة، وهذا توهم غير صحيح بل أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، كانوا يحملون مسؤولية جميع المسلمين ويفرحون بفرحهم ويحزنون لحزنهم فهم يعيشون آلامهم وآمالهم وخطاباتهم لعموم المسلمين والحرص عليهم لا تقل كماً وكيفاً عن خطابهم لشيعتهم والموالين لهم كما سوف يأتي في القسم الثالث.

وأما خطابهم لشيعتهم لأنهم أقرب الأشخاص إليهم ويترقب أن يمتثلوا أوامرهم وينتهوا بنواهيهم.

ومن القسم الثالث:

1ـ ما جاء في الحديث الصحيح عَنْ سَمَاعَةَ، قَالَ:

سَأَلْتُ أَبا عَبْدِ اللهِ (عيه السلام)، قُلْتُ (13): قَوْمٌ (14) عِنْدَهُمْ فُضول وبإخوانهم حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، وَلَيْسَ تَسَعُهُمُ (15) الزَّكَاة، أَيَسَعُهُمْ (16) أَن يَشبَعُوا وَيَجُوع إخوانهم، فَإِنَّ الزَّمَانَ شَدِيدٌ (17). 

فقالَ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ (18)، لَا يَظْلِمُهُ (19) وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْرِمُهُ (20)، فَيَحِق عَلَى الْمُسْلِمِينَ (21) الاجْتِهَادُ فِيهِ، وَالتَّوَاصُلُ، وَالتَّعَاوُنُ عَلَيْهِ (22)، وَالْمُوَاسَاةُ لِأَهْلِ الْحَاجَةِ، وَالْعَطف مِنكُمْ، يَكُونُونَ (23) عَلى ما امَرَ اللهُ فِيهِمْ {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، مُتَرَاحِمِينَ (24).

2- وقد ورد الحديث أكثر تفصيلاً عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)، قَالَ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يُظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذلُهُ، وَلَا يَخُونُهُ، وَ (25) يَحِقٌّ (26) عَلَى الْمُسْلِمِينَ الاجْتِهَادُ فِي التوَاصْلِ (27)، وَالتَّعَاوُنُ (28) عَلَى التَّعَاطفِ، وَالْمُوَاسَاةُ لِأَهْلِ الْحَاجَةِ وتعاطف بَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ حَتى تَكُونُوا (29) كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] (30) مُتَرَاحِمِينَ، مُغتَمِّينَ لِمَا (31) غَابَ عَنْكُمْ مِنْ (32) أَمْرِهِمْ على ما مضى عَلَيْهِ (33) مَعْشَرُ الْأَنْصَارِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) (34).

3- وَعَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى:

عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: يحق (35) عَلَى الْمُسْلِمِينَ الاجْتِهَاد في (36) التواصل والتعاون على التعاطف، وَالْمُؤاسَاة (37) لِأَهْلِ الْحَاجَةِ وَتَعَاطف بَعْضِهِمْ عَلى بَعْضٍ حَتى تَكُونُوا (38) كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، مُتَرَاحِمِينَ، مُغتَمِّينَ لِمَا غَابَ عَنْكُمْ (39) مِنْ أَمْرِهِمْ على ما مضى عَلَيْهِ مَعْشَرُ (40) الْأَنْصَارِ عَلى عَهْدِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) (41).

هذا نموذج من خطاب وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) لعموم المسلمين في التواصل والتراحم والتعاطف والمحبة ومساعدة بعضهم بعضاً وينبغي لهم أن يكونوا كما كانت الأنصار في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومواساتهم للمهاجرين وإيثارهم على أنفسهم حتى مدحهم القرآن الكريم على ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ القاموس المحيط، ج 1، ص 498، (برر).

2ـ في نسخ (ق، بح، بف): (يا بنيّ).

3ـ التبارّ: التفاعل من البر: انظر: الصحاح، ج 2، ص 588، (برر).

4ـ (التدابر): أن لا يعطي كل واحد منكم أخاه دبره وقفاء، فيعرض عنه ويهجره.

النهاية، ج 2، ص 97، (دبر).

5ـ الكافي، (الطبعة الحديثة): ج 13، ص 455، باب 35 - باب صدقات النبي (صلى الله عليه وآله)، وفاطمة والأئمة (عليهم السلام) ووصاياهم.

6ـ في الأمالي والمصادقة: (وأنا حاضر).

7ـ في نسخة (ف): (وكونوا).

8ـ في الأمالي: (وأحيوا أمرنا).

9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 448، رقم 2072، باب 76، وفي الطبع القديم ج 2، ص 175، الأمالي للطوسي، من 58، المجلس 2، ج 56، بسنده من أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب مصادقة الإخوان، ص 34، ح 8، مرسلا عن شعيب العقرقوفي، الوافي، ج 5، ص547، ح2550، الوسائل، ج 12، ص 215، ح 16118، البحار، ج 74، ص 401، ج 45.

10ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص: 448، رقم 2073، باب 76، وفي الطبع القديم، ج 2، ص 175، الزهد، ص 83، ح 49، عن محمد بن سنان، عن كليب الأسدي، الوافي، ج 5، ص547، ح2551، الوسائل، ج 12، ص 216، ح 16120، البحار، ج 74، ص 401، ج 46.

11ـ في الغيبة: (وتعاطفوا).

12ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج3، ص: 118، رقم 2074، باب 76، وفي الطبع القديم ج 2، ص 175، الغبية للنعماني، ص 150، صدر ح 8، بسنده عن محمد بن سنان الوافي، ج 5، ص 547، ح 2552، الوسائل، ج 12، ص 216، ح 16121، البحار، ج 74، ص 401، ج 47.

13ـ في نسختي (بر، بك): وكتاب المؤمن: (من).

14ـ في نسخ (بث، بخ، بر، بك) والوافي: (أقوام).

15ـ في نسخ (ظ، ى، بر، بف، بك) والوافي: (يسعهم).

16ـ في كتاب المؤمن: (وما يسعهم)، بدل (أيسعهم).

17ـ في الوافي (شدة الزمان كناية عن ضيق المعاش وعسر حصوله).

18ـ في نسخة (بث): (وأخو المسلم).

19ـ في نسخ (ى، بث، بح): فلا يظلمه.

20ـ في نسختي (بث، بخ): (ولا يخونه). وفي نسخ (بر بف، بك): (ولا يحزنه).

وفي الوافي: (ولا يذله ولا يخونه).

21ـ في نسخ (بخ، بر، بك): (المسلم).

22ـ في نسخة (ى): (عليه).

23ـ في نسختي (ظ، بح): (تكونون).

24ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج7، ص: 330، رقم 6194، وفي الطبع القديم ج 4، ص 50، كتاب المؤمن ص43، ح101، عن سماعة الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه، ح 2070، من قوله المسلم أخو المسلم وفيه باب التراحم والتعاطف، ج 2075، من قوله: فيحق على المسلمين الاجتهاد فيه، وفي الأخيرين بسند آخر، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. راجع: الكافي، نفس الكتاب، باب أخوة المؤمنين بعضهم البعض، ح 2046 و2052، ومصادقة الإخوان، ص 48، ح 1، الوافي، ج 5، ص 548، ح2555، الوسائل، ج 16، ص 385، ح 21830.

25ـ في الكافي، ح 2075، (المسلم - إلى ـ ولا يخونه و).

26ـ في نسخة (بر): (حق).

27ـ في نسخة (ب): (والتعاقد).

28ـ في نسخ (د، ز، ص، ض، ف، بس، بف)، وشرح المازندراني والوسائل: (والتعاقد).

29ـ في نسخة (ج): (حتى يكونوا).

30ـ هكذا في القرآن سورة الفتح الآية: 29 و(ز) والكافي، ح 2075، وفي سائر

النسخ والمطبوع: (رحماء بينكم).

31ـ في نسخة (ب): (لمّا) بالتشديد.

32ـ في نسخة (ف): (عن).

33ـ في نسخة (ف): (عليه).

34ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 447، رقم 2070، وفي الطبع القديم. ج2، ص 7174، وفي الكافي أيضاً، كتاب الإيمان والكفر، باب التراجم والتعاطف، ح 2075، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم. وفي الكافي أيضاً، كتاب الزكاة، باب النوادر، ح 6194، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة عن ابي عبد الله (عليه السلام) إلى قوله: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، (متراحمين) كتاب المؤمن ص43، ح101، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في أوله، وراجع الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب أخوة المؤمنين بعضهم لبعض، ح 2046، الوافي، ج 5، ص 548، 2554، الوسائل، ج 12، ص203، ح 16092، البحار، ج 74، ص 256، ح 53.

35ـ في حاشية نسخة (ز): (الحق).

36ـ في نسختي (ف): (و) بدل (في).

37ـ (المواساة) المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق، وأصلها الهمزة، فقلبت واواً تحفيفاً. النهاية، ج 1، ص 50، (أسا).

38ـ في نسخة (ف): (يكونوا).

39ـ في الوسائل: (منهم).

40ـ في (ج) وحاشية (بر): (معاشر).

41ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 449، رقم 2075، وفي الطبعة القديمة ج 2، ص 175، راجع: ح 2070 ومصادره، الوافي، ج 5، ص 547، ح 2553، الوسائل، ج 12، ص 215، ح 16119. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.