المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



تعاون العائلة في الزراعة  
  
220   04:08 مساءً   التاريخ: 2024-09-20
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 254 ــ 255
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2023 1189
التاريخ: 2023-05-20 1010
التاريخ: 2024-09-30 209
التاريخ: 11/12/2022 1325

في العصر الزراعي، كانت العادة أن يقوم الأبناء، قبل سن البلوغ، وبهدف مساعدة الوالدين، بالذهاب إلى المزارع، ويعملون ما يقدرون عليه، فيتعلمون فنون الزراعة، حتى إذا ما بلغوا سن الشباب يكونون قد حصلوا على مهارة، في الحرث والبذر والسقي والحصاد وغير ذلك، بل إنهم عندما يبلغون سن العشرين يتحملون مسؤولية المزرعة كالمزارعين المحنكين، الذين قضوا عمراً طويلاً في الحقول.

وفي تلك المرحلة كانت معظم الأعمال كالتجارة والصناعة اليدوية، بسيطة وسهلة، ولم تكن تحتاج إلى دراسة عالية، وكان أبناء أصحاب المهن والتجار والطبقات الأخرى يذهبون إلى مراكز أعمال آبائهم، ويتعلمون بالتدريج أسلوب عملهم، وعندما يصلون سن الشباب فإنه يصبح بإمكانهم أن يتحملوا مسؤولية العمل. وتكون النتيجة أن أبناء المزارعين والكسبة والتجار، عندما يبلغون سن الشباب، ومع البلوغ الجنسي، يصلون أيضاً إلى الرفاه الاقتصادي، ونتيجة حصولهم على الاستقلال المادي، فإنهم كانوا يقدمون على الزواج في سن مبكرة، ولهذا فإنهم كانوا يملكون قانونياً، الزوجة في سن الشباب، ويبتعدون عن أخطار الفساد.

تغيرت حياة الإنسان مع مجيء الثورة الصناعية، واتخذ النشاط الاقتصادي شكلا آخر، فالعمل في الميدان الصناعي، والوصول إلى الاستقلال المالي، يستلزم تخصصاً، والحصول على المعلومات التخصصية يحتاج إلى وقت قد يصل بضع سنين.

والشبان الذين يريدون أن يتخصصوا في فرع من الأعمال عليهم أن يتوجهوا إلى الدراسات العليا، ويدرسوا لسنوات في الجامعة لكي يتمكنوا من الحصول على موقع ممتاز يوفر لهم الكرامة والمال، والشاب الذي يخطط ليكون مساعد مهندس، أو عاملاً فنياً يتحمل المسؤولية في الميدان الصناعي، عليه أن يمضي فترة تدريبية يتلقى خلالها دروساً تخصصية تتضمن معلومات كافية تسمح له بالتعامل مع الآلات الدقيقة ليصل إلى وضع مالي مناسب وفي كلتا الحالتين فإن الاستقلال المالي يأتي بعد بضع سنين من سن البلوغ.

والشبان خلال هذه المدة، يواجهون وضعاً خاصاً، من جهة يتحملون ضغط الغريزة الجنسية ويرغبون بالزواج المبكر، لتخفيف حدة الالتهاب الغريزي الطبيعي فيهم، ومن جهة أخرى لا يتمكنون من الحصول على زوجة بسبب فقدانهم للمال اللازم، ولذا يضطرون لتأخير زواجهم.

إن تأخير الزواج هو أحد النتائج الخطرة للحياة الصناعية، وله نتائج وخيمة، وبإمكانه أن يلقي بالشبان إلى هاوية الفساد والسقوط الأخلاقي، ويجلب لهم ويلات لا يمكن تلافيها.

تأخير الزواج في المجتمع الصناعي:

(يقول ويل ديورانت: إن النمو الجنسي، يأتي بسرعة، ولكن النمو الاقتصادي يتأخر. إن تحديد الشهوات في الحياة القروية أمر معقول وعملي، أما في المجتمع الصناعي حيث يتأخر الزواج حتى سن الثلاثين، فهو أمر صعب وغير طبيعي، حيث تتمرد الشهوة، ويصبح كف النفس غير ميسور، أما العفة التي كانت تعتبر من الفضائل فترفض، ويزول الحياء الذي كان مدعاة لتوثيق المحبة، ويبدأ الرجال يفتخرون بخطاياهم، وأما النساء فإنهن يردن مجاراة الرجال في إباحتهم، فتصبح الفحشاء أمراً عادياً، وتختفي البغايا من الشوارع، لا برقابة الشرطة، بل بمنافسة الهاويات، وتنهار مبادئ الأخلاق في المجتمع القروي، ولا يعود المجتمع المدني يقيم لذلك اعتبارا) (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مباهج الفلسفة، ص 96. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.