المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مرحلة ما بعد الولادة  
  
72   09:55 صباحاً   التاريخ: 2024-09-19
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 132 ــ 134
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2021 2085
التاريخ: 13-9-2018 2016
التاريخ: 9-1-2016 1823
التاريخ: 26-10-2017 2552

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

العلاقة بين الزوج والزوجة وبينهم وبين الأولاد وبينهم وبين الوالدين علاقة مودة ورحمة، وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوء للأعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد... هذا فيما إذا كانت الحياة الزوجية تسير وفق المعايير الإسلامية وتأخذ بنصائح وتوجيهات النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام).

الأخذ بالتعاليم الإسلامية والعمل بها، هي الرابط الذي يؤدي إلى تماسك الأسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموحد، وهذا الاحترام المتبادل والتعاون والتماسك الواقعي من أهم الطرق الى حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الأسرة، وهي أيضاً ضرورية للتوازن الإنفعالي عند الطفل.

يقول الدكتور (سبوك): (اطمئنان الطفل الشخصي والأساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة).

ومن أجل تربية الأولاد تربية اسلامية صحيحة، ومن أجل ادامة المودة والرحمة بين الزوجين، ومن أجل سعادة الأسرة وسعادة المجتمع الاسلامي ورقيه، يجب مراعاة المراحل ما قبل الزواج وما قبل الحمل وانعقاد النطفة وما بعدهما: والمراحل التي يجب مراعاتها عزيزي الشاب هي: مرحلة ما بعد الولادة

هذه المرحلة مهمة جداً ويجب الاهتمام بها والعمل على وصايا الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام)، لأن هذه المرحلة تعتبر أول محيط اجتماعي يحيط بالطفل، وإنها الأساس في البناء الجسدي والعقلي والاجتماعي للطفل، ولها تأثير حاسم وجدي في سعادة الطفل وسعادة الأسرة والمجتمع.

(وصايا هامة)

1ـ الأذان والإقامة:

أول عمل يقوم به الأبوان بعد الولادة هو: إسماع الطفل اسم الله تعالى، أي عليه أن يؤذن في اذنه اليمنى ويكبر في اليسرى، عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في اليسر فأنها عصمة من الشيطان الرجيم) (1).

2ـ تسمية المولود:

ويستحب تسمية الوليد بأحسن الأسماء، والأسماء الحسنة تحصن الطفل من السخرية والإستهزاء من قبل الآخرين، إذا كان اسمه غير متعارف ومستهجن يسبب له نقص وعقد نفسية يكون لها تأثير في حياته الاجتماعية.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمداً فإذا مضى لنا سبعة أيام فان شئنا غيّرنا وان شئنا تركنا) (2).

3ـ العقيقة:

ومن مستحبات الولادة العقيقة، وهي ذبح شاة في المناسبة، وحلق رأس الطفل، حيث جاء في الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام): (يعق عنه واحلق رأسه يوم السابع، وتصدق بوزن شعره فضة) (3).

هذه المستحبات وغيرها لها آثار نفسية حسنة للطفل عندما يكبر ويفهم ان والدية قد اعتنوا به في ولادته.

4ـ الختان للولد مبكراً:

أيضاً له فوائد وآثار نفسية للطفل، قال الصادق (عليه السلام): (اختنوا أولادكم لسبعة أيام فانه أظهر وأسرع لنبات اللحم...) (4).

5ـ التركيز على حليب الأم:

الحليب هو المصدر الأساسي والوحيد لتغذية الطفل في الأشهر الأولى من حياته، وأفضل الحليب حليب الأم، لأن الرضاعة لها تأثيرها على الجانب العاطفي للطفل وذلك بدافع غريزة الأمومة التي أودعها الله تعالى في المرأة.

وتتوثق أواصر المحبة والعلاقة بين الطفل وأمه عن طريق الرضاعة، ويكون الطفل سعيداً وينمو قوياً وسالماً.

فحليب الأم أفضل غذاء للطفل، وان عملية الرضاعة يشعر الطفل من خلالها بالأمانة والطمأنينة والرعاية، وكذلك حليب المرضعة يؤثر على الطفل من ناحية نموه الجسدي والنفسي.

قال الإمام علي (عليه السلام): (انظروا من ترضع أولادكم فان الولد يشب عليه) (5).

6ـ الطهارة:

يستحب الأم أن تكون على طهارة عندما ترضع ولدها والأفضل أن تكون على وضوء....

وان تذكر الله وتقرء القرآن والأدعية أثناء الرضاعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي، 6 / 24.

2ـ المصدر السابق.

3ـ المصدر السابق.

4، المصدر السابق.

5ـ المصدر السبق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.