المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6787 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



ظهور متون التوابيت.  
  
390   07:20 مساءً   التاريخ: 2024-09-12
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج3 ص 460 ــ 468.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

ونجد كذلك في الوقت نفسه أنه ظهر في عالم الوجود طائفة أخرى من «الأدب الجنازي» وهو ما يسميه علماء الآثار «متون التوابيت» وهي صيغ مشابهة لسابقتها وتتحد معها كل الاتحاد في القيام بوظيفتها، غير أنها كانت أكثر ملائمة لحاجات الإنسان العادي من أي شخص آخر من الطبقات العالية؛ ولذلك كان كل دهماء الشعب يستعملونها في ذلك الوقت؛ أي في العهد الإقطاعي. وقد كان ما يسمى «كتاب الموتى» الذي جاء فيما بعد مؤلفًا من منتخبات أُخذت من «متون التوابيت»، وهذه كانت في الواقع تتألف من مقتبسات كثيرة أخذت من «متون الأهرام»، وكانت تكتب في هذا العصر على أوجه التوابيت الداخلية المصنوعة من خشب الأرز. ولا يزال عدد تلك المتون الجنازية آخذًا في الازدياد؛ إذ تكشف الآن توابيت جديدة من ذلك العصر تضاف متونها إلى المجموعة التي وُجدت من قبل. وكان كهنة كل بلدة يمدون كل صانع محلي لهذه التوابيت بنسخ من تلك المتون أو التعاويذ، وكان الكُتاب المختصون بملاحظة صانع التابوت قبل تركيب قطعه يملئون أوجهه بالكتابة بالقلم والمداد، وذلك بتدوين نسخ من هذه المتون. وكانت كلها تدوَّن بدون اعتناء وعدم دقة؛ إذ كان مجهود الكُتاب إذ ذاك منصرفًا إلى ملء تلك الألواح المؤلفة لأوجه التابوت بالكتابة بأسرع ما يمكن؛ حتى إنهم كانوا في بعض الأحيان يكررون كتابة الفصل الواحد مرتين أو ثلاث مرات فوق نفس التابوت الواحد، وقد وجدنا الفصل الواحد قد كتب ما لا يقل عن خمس مرات فوق تابوت (1) بعينه (انظر شكل 1 [الحياة الدينية في عهد الدولة الوسطى]) وقد لا يكون ذلك إهمالًا من الكاتب أو مجرد ملء الفراغ الذي أمامه بالكتابة، بل يكون ذلك التكرار مقصودًا؛ وذلك لأجل أن يضمن بقاء صيغة من هذه الصيغ إذا ضاعت أو هُشمت الأخرى. أما فيما يختص بالجزء الذي اتحدت فيه «متون التوابيت» هذه مع «متون الأهرام»، فإنا قد ألفنا وظيفتها ومحتوياتها؛ وذلك لأن عالم الآخرة الذي كان يتطلع إليه أهل هذا العهد الإقطاعي كان لا يزال إلى درجة عظيمة عالمًا سماويًّا وشمسيًّا كما كان في عصر الأهرام؛ أي إن عبادة الإله «رع» كانت العبادة السائدة في ذلك الوقت، ولهذا فإن «متون التوابيت» تكشف لنا عن السيادة المدهشة التي كانت لتلك الآخرة السماوية؛ إذ نجد نفس توحيد المُتوفَّى مع إله الشمس كالذي وجدناه في متون الأهرام. فمثلًا يوجد فصل عنوانه «صيرورة المُتوفَّى رع آتوم «(Lacau, Ibid, P. 100). ثم عدة فصول أخرى عنوانها «صيرورة المُتوفَّى صقرًا» (Lacau, Ibid, P. 37) وهو الطائر المقدس الممثل لإله الشمس. وعلى أية حال فإن اللاهوت الأوزيري الذي كان قد أخذ في الانتشار بصفة واضحة منذ الأسرة الخامسة قد تدخل في «متون التوابيت» بل في الواقع استولى عليها كما تدخل كذلك في «متون الأهرام» بالضبط، وأحسن مثال لذلك هو المتن الذي صار فيما بعد جزءًا من «كتاب الموتى» باسم الفصل السابع عشر، (2) وقد أصبح في العهد الإقطاعي الذي نحن بصدده من الفصول المحبوبة؛ إذ نجده يتقدَّم على كل المتون الأخرى المكتوبة على عدة من التوابيت، وهو في جملته يعبر عن توحيد المُتوفَّى مع إله الشمس ولو كان يظهر معه بعض الآلهة الآخرين أيضًا.

إذ يقول الرجل المتوفى:

إني «آتوم» وأنا الذي كنت وحيدًا

وإني «رع» عند أول ظهوره

وإني الإله العظيم خالق نفسه

والذي سوى أسماءه ورب الآلهة

والذي لا يدانيه أي إله بين الآلهة

وأمس ملكي وإني أعرف الغد.

وقد عثر على شرح لهذا المتن القديم يرجع تاريخه إلى العهد الإقطاعي، وهذا الشرح كُتب بصفة تعليق على السطر الذي جاءت به عبارة «أمس ملكي» «وإني أعرف الغد» ففسر هذا السطر بقول الشارح: «ذلك هو «أوزير»»، مع أنه من الواضح تمامًا أن هذا النص كان خاصًّا بإله الشمس فقط كما يُفهم من سياق الكلام. ولقد كان من جراء صبغ تلك المتون بالصبغة الأوزيرية، أن أدخل العالم السفلي الذي كان خاصًّا بأوزير في المتون الشمسية والسماوية، وبهذه الكيفية لم يكن لدينا في متون التوابيت مجموعة المعتقدات الشمسية والأوزيرية وحسب، وهي التي امتزج بعضها بالبعض الآخر بحالة أتم وأكثر مما كانت عليه من قبل، بل كانت النتيجة أن «رع» إله الشمس قد حشر الآن في عالم الآخرة السفلي الخاص «بأوزير»، وعلى ذلك يمكن عرض الحوادث في ذلك الصدد بصورة تشعر بشيء من المبالغة إذا قلنا إن «أوزير» في «متون الأهرام» قد رفع إلى السماء في حين أننا نجد أنه في «متون التوابيت» و«كتاب الموتى» قد أنزل «رع» من مقره السماوي إلى الأرض، ولكن الارتباك «اللاهوتي» الذي نتج عن ذلك كان أدهى وأمرَّ مما جاء في متون الأهرام؛ فقد تم الامتزاج بين المصير السماوي المتألق الفاخر وبين عالم آخر مظلم واقع في ظلمات العالم السفلي، وبجانب ذلك مثوى سماوي. وإنه لمن الأمور الصعبة أن يكوِّن الإنسان أية فكرة متصلة الحلقات عن الحياة في عالم الآخرة التي كان يأمل أهل ذلك العصر الوصول إليها؛ إذ نجد الصورة الشمسية الأوزيرية المركبة وهي التي ذُكرت في متون الأهرام، وفيها قد أرخى أولئك الكهنة الذين ترجع إليهم كل الارتباكات التي نجدها في «متون التوابيت» لخيالهم العنان يجول كيف يشاء. فالمتوفى المصري القديم الذي كان يشاطره «أوزير» مصيره — وكان كذلك يُسمي «أوزير» ابنه «حور» (ابن أوزير) — يُسمِع نفسه كلمات الخضوع والوعد بالسعادة، الموجهة إليه من ابنه المقدس «حور»، على أن مثل تلك الصور كانت تنتقل فجاءة فتغير امتيازات شمسية كما يأتي هكذا: إنك تطوف حول الأقطار مع «رع» فهو يجعلك ترى الأماكن الممتعة، وتجد الأودية مفعمة بالمياه لغسلك وإنعاشك، فإذا أنت تقطف أزهار البطاح ونوار «هني» وزهور السوسن، والزئبق، وتأتي إليك طيور البرك آلافًا جاثمة في طريقك، وعندما ترمي مقمعك لصيدها يسقط منها ألف برنين صوته وتشمل الإوز، والعصفور الأخضر والسمان، وطيور «كونست»، وقد أمرت بأن يؤتى إليك بالغزلان الصغيرة والعجول البيض، وأمرت بأن يحضر إليك الجَدَّاء والكباش المسمنة بالحبوب، وقد ربطت لك سلم السماء، والإلهة «نوت» تفتح لك ذراعيها، وإذا أنت تسبح بسفينتك في بحيرة الزئبق. ففي هذا المتن نشاهد المُتوفَّى يصطاد في الأودية والبطاح؛ وهي التسلية المحببة إلى الفرعون وأشرافه، ولكنا نلاحظ أن المؤلف ينتقل فجاءة إلى بحيرة علوية في عالم السماء. ومع أن ذلك المصير الذي نجده خاصًّا بالملوك في كل الصيغ التي جاءت بها متون الأهرام قد صار الآن على هذا النحو من نصيب كل إنسان من الشعب، فإن الحياة التي كانت أبسط من تلك التي وصفناها، وهي التي كان الفرد المتواضع يعيش فيها ويصبو إلى دوام استمرارها معه في عالم الآخرة فيما بعد الموت؛ كان يلحظ وجودها كذلك أيضًا في متون التوابيت. فكان المُتوفَّى حيثما يكون وضعه في التابوت يمكنه أن يقرأ تعويذة خاصة، ببناء بيت لرجل (3) في العالم السفلي، وحفر بركة لحديقة، وغرس أشجار فاكهة. وعندما كان المُتوفَّى يصير صاحب بيت تحيط به الحديقة والبركة حولها الأشجار الوارفة، فإنه كان يحب أن يضمن استيطانه فيه، ومن ثم كان لا بد له من فصل يتضمن وجود الرجل في بيته، (4) غير أن سكناه هذا البيت منفردًا من غير مرافقة أسرته وأصحابه كانت فكرة لا يمكن احتمال وجودها؛ ومن ثم كان يوجد كذلك فصل آخر لذلك عنوانه «ختم (5) مرسوم خاص بالأسرة وإعطاء الرجل أهل بيته في العالم السفلي.» ونجد في المتن الخاص بهذا الفصل أن تفاصيل المرسوم قد عُينت خمس مرات مختلفة في أشكال مختلفة، فنجد «أن الإله «جب» إله الأرض قد قرر بأن أهل بيتي يعطون إليَّ وهم أولادي وإخوتي ووالدي ووالدتي وعبيدي وكل عقاري.» وخشية أن ينتزعها منه أي شيطان رجيم نجد الفقرة الثانية من هذا الفصل تؤكد «أن «جب» قد قال إنه سيطلق لي في الحال سراح أهل بيتي أي أطفالي وإخوتي وأخواتي ووالدي ووالدتي وكل عبيدي وعقاري ناجين من كل إله ومن كل إلهة ومن كل متوفى (غيره) أو أي إنسان ميت غيره»، ولضمان تنفيذ ما جاء بهذا المرسوم كان يوجد فصل آخر أيضًا عنوانه «ضم (6) أهل بيت الرجل في العالم السفلي. وبهذا الفصل كان يتم اجتماع شمل أهل البيت من الأب والأم والأطفال والأصدقاء والأقارب والأزواج والحظيات والعبيد والخدم وكل ما يملكه الرجل ليكون معه في العالم السفلي، مع أن فكرة إعادة بيت الرجل وأهل بيته إليه في عالم الآخرة كانت تتضمن الاعتقاد القديم بضرورة تقديم الطعام باستمرار إلى المتوفى، ومن ثم كان يوجد فصل آخر لذلك عنوانه «فصل (7) في أكل الخبز في العالم السفلي»، أو أكل الخبز على مائدة «رع» وبذل الرخاء في «هليوبوليس»، ويظهر لنا في الفصل الذي يلي هذا الفصل مباشرة في متون التوابيت كيف «أن القاعد يقعد ليأكل الخبز عندما يقعد «رع» ليأكل الخبز أيضًا، أعطني خبزًا عندما أكون جائعًا، وأعطني جعة عندما أكون عطشان.» وقد ظهر لنا في متون التوابيت هذه اتجاه ظاهر جدًّا سنراه بعد، وقد انتشر انتشارًا تامًّا بحسب الغرض الذي قصد منه، وهذا الاتجاه ينحصر كذلك في أن عالم الآخرة هو مكان الأخطار والمشاق التي لا عدد لها، وأن معظم تلك الأخطار مادية، وإن كانت في بعض الأحيان خاصة بتأهيل المُتوفَّى وإعداده إعدادًا عقليًّا. وكان السلاح الذي يستعمل للنجاة من تلك الأخطار والمشاق يعد أضمن الوسائل التي يمكن الحصول عليها لحماية المتوفى؛ وذلك بتمكن المُتوفَّى من بعض القوى السحرية التي كانت في العادة رقية خاصة تتلى عند اللحظة الحرجة، وقد تحوَّل هذا الاتجاه الفكري بعد ذلك فصار «متون التوابيت» ثم صار في النهاية «كتاب الموتى» الذي جعل من هذه المتون مجموعة من التعاويذ تزداد على مر الأيام، وكانت تعتبر في نظر القوم لا محالة ذات أثر فعال في حماية المتوفى، أو تضمن له في الحياة الأخروية الحصول على أي نعيم كان يحبه في الحياة الدنيا (Lacau, “T. R.”, LXXVIII, P. 126).

 

شكل 1: تابوت من الخشب من عهد الدولة الوسطى.

 

وعلى ذلك كانت توجد تعويذة يصبح بها المُتوفَّى ساحرًا، وهي موجهة إلى الأفراد المنعمين الذين في حضرة «آتوم» إله الشمس، وهذه التعويذة في ذاتها رقية تُختم بالكلمات التالية: «إني ساحر». وخوفًا من فقدان المُتوفَّى قوَّته السحرية كان هناك احتفال يحتوي على وضع رقية سحرية مع المُتوفَّى حتى لا تُنزع منه قواه السحرية حينما يكون في العالم السفلي، مع أن أبسط هذه الأخطار التي من أجلها أُلفت هذه الرقى كان منشؤه من غير شك التخيلات الصبيانية الساذجة التي كان دهماء الشعب يتخيلونها، وكانت تكون في غالب الأحيان سخيفة إلى أقصى حد؛ إذ نجد تعويذة عن منع أخذ رأس الرجل منه، مع أنه يوجد في متون الأهرام الرقية القديمة التي تمنع إجبار المُتوفَّى على أكل براز نفسه (Lacau, “T. R.” XXIII, P. 66)، أو شرب بوله. وكان لا بد لجسم الإنسان من التحلل، ومن ثم كان يوجد لمنع هذا التحلل رقيتان حتى لا يتحلل جسمه في العالم السفلي (Lacau, “T. R.” XXV, P. 73)، وقد كان من جراء ثقة الإنسان العمياء بمثل هذه التعاويذ أن صار في يد الكهنة فرصة لا حد لها بما تدره عليهم من الكسب الوفير، وقد كان في مخيلاتهم باضطراد إنتاج التعاويذ الجديدة باستمرار، وقد كانت تباع هذه التعاويذ مثل صكوك الغفران في القرون الوسطى في أوروبا بطبيعة الحال إلى المشترين السذج الذين كان عددهم يزداد على الدوام. وقد ساعدت هذه الوسيلة كثيرًا على ازدياد مخاوف الشعب من أخطار ومشاق الحياة الآخرة، كما ساعدت على نشر الاعتقاد في كفاية مثل هذه الطرق لدرئها. ويجب علينا أن نتعرف عمل أولئك الكهنة، وكان يمثل في صورة كاتب سري اسمه «جيجا «(Lacau, “T. R.”, IX, P. 26)، وهو يعد عدوًّا للموتى؛ من أجل ذلك أُلفت رقية خاصة لمساعدة المُتوفَّى على تكسير القلم، وتهشيم أدوات الكتابة، وتمزيق الملفات الخاصة «بجيجا» الشرير. وكذلك نجد أن الخطر المهدِّد الذي كان يتقَى شره في متون الأهرام هو مهاجمة الثعابين السامة للمتوفين، وكان أهل العهد الإقطاعي كذلك يحبون أن يدرءوا هذا الخطر نفسه عنهم؛ ولذلك كان يوضع مع المُتوفَّى لفافة فيها رقى لأجل دفع الثعبان ودفع التماسيح عنه (Lacau, “T. R.”, LXXIII, P. 119)، وفضلًا عن ذلك كانت الطريق الخاصة بالمتوفى معرقلة بالنيران، وكان لا بد له من الهلاك المحتم، إذا لم تكن لديه رقية ليخرج بها من النار أو يتمكن بها من الخروج من النار خلف الإله العظيم (8).  وعندما كان المُتوفَّى يضطر بالفعل إلى الدخول في النار كان في قدرته أن يدخلها في أمان منها بوساطة «تعويذة لدخول النار والخروج من النار خلف السماء.» والواقع أن الكهنة قد رسموا للمتوفى مصورًا للسياحة التي ينتظر أن يقوم بها ليكون مرشدًا له عند باب النار العظيم في المدخل ليريه الطريقين اللتين يمكنه أن يستأنف منهما سيره، وقد كانت إحدى تينك الطريقين برية والأخرى مائية، وكان بينهما بحيرة من نار، وكان هذا المصور ملونًا بالألوان المختلفة على مسطح قعر التابوت من الداخل؛ حيث يكون جثمان المُتوفَّى فوقها؛ إذ إن ذلك المكان هو الملائم لرسم مصور العالم السفلي فيه، وكان مع هذا المصور دليل سحري أيضًا يسمى «كتاب (9) الطريقين» وكان كذلك مكتوبًا فوق رقعة التابوت، على أنه كان يحتمل أن يحدث بالرغم من كل هذه الإرشادات أن المُتوفَّى لسوء حظه قد يجول في مكان إعدام الآلهة، ولكنه كان ينجو من ذلك بتعويذة تسمى «عدم الدخول في مكان إعدام الآلهة«. وخوفًا من أن يُحكم على المُتوفَّى بالمشي منكسًا على رأسه؛ فإنه كان يجهز بتعويذة تمنعه المشي على رأسه منكسًا (Lacau, “Textes Religieux Egyptiens, XLIV, P. 91)، وكان أولئك الموتى التعساء الذين حُكم عليهم بالمشي المنكس أشد أعداء الإنسان في عالم الآخرة؛ ولذلك كانت الحيطة منهم أمرًا ضروريًّا جدًّا؛ إذ يقال للمتوفى: «إن الحياة تأتي إليك ولكن الموت لا يسعى إليك … وهي «الجوزاء والشعرى ونجم الصباح» تنجيك من حنق الموتى الذين يمشون ورؤوسهم إلى أسفل وأنت لست منهم … استيقظ للحياة فإنك لن تموت، قم للحياة فإنك لن تموت«. وبهذه الحالة كان الاعتقاد في قوة تأثير السحر آخذًا في الانتشار، وكان بمثابة سلاح لا يخطئ في يد المتوفى، وسنرى في النهاية أن السحر يسود كل المعتقدات الجنازية الأخرى، كما سيكشف لنا ذلك «كتاب الطريقين» الذي دوِّن في هذا العصر ثم «كتاب الموتى» الذي جاء بعد مضي عدة قرون على ذلك العهد الذي نحن بصدده؛ إذ ليس من شك في أن المذهب الأوزيري كان له أثر عظيم في انتشار استعمال هذه الطرق السحرية الجنازية. ولا شك في أن أسطورة «أوزير» التي كانت منتشرة في هذا الزمن انتشارًا عامًّا قد جعلت كل طبقات الشعب يعرفون نفس هذه الطرق التي اتخذتها «إزيس» لإحياء زوجها «أوزير» من الموت، وهي تلك الطرق التي كان يعتقد كل مصري قديم أنها ذات تأثير عظيم في عالم الآخرة، كما كانت ناجعة التأثير بالنسبة إلى «أوزير» من قبل. وبقدر ما كان مذهب «أوزير» قويًّا في عصر الأهرام فإن انتشاره العام الآن في العهد الإقطاعي كذلك قد فاق كل انتشار معروف سبق من قبل؛ إذ نجد فيه ظفر ديانة الشعب التي كانت مناهضة وقتئذ لعبادة «رع» الحكومية، وهي التي كانت تشبه أية كنيسة معترَف بها الآن. وقد كانت سيادة «رع» تعتبر ظفرًا سياسيًّا، أما ظفر ديانة «أوزير» التي كان يشد أزرها بلا ريب طائفة من مهرة الكهنة وربما كانوا يقومون لها بدعاية مستمرة وقتئذ؛ فإنه لم يكن في طاقة أية طائفة، ولا طاقة الحكومة، ولا الأشراف مناهضتها؛ وذلك لأن النعم التي كان يقوم بإغداقها المصير الأوزيري في الحياة الآخرة على كل الناس يجعلها ذات جاذبية قوية شاملة لا تناهضها أية جاذبية أخرى منافسة لها، وإذا كانت تلك النعم المذكورة في زمن ما قاصرة على الفرعون وحده كما كان المصير الشمسي في متون الأهرام قاصرًا عليه، فإننا قد شاهدنا أنه حتى الآخرة الشمسية الملكية قد صارت الآن من حق الجميع يستوي فيها الفرعون مع بقية أفراد الشعب.

.............................................

1-  إن متون التوابيت هذه يتألف منها أعظم وأكبر مجموعة من المصادر الدينية المصرية التي بُدئ في نشرها الآن، وقد ظهر جزءان فعلًا. ويوجد من هذه التوابيت مائة بالمتحف المصري، وهذا خلافًا لما يوجد في المتاحف الأوروبية والأمريكية، ومجموعها كلها 138 تابوتًا. وفي عام 1921 أخذ معهد جامعة «شيكاجو» الشرقي على عاتقه إنقاذ هذه المجموعة الضخمة من الأدب الديني المصري من الضياع فهو الآن يقوم بنشرها تباعًا، وقد قام الدكتور «دي بك» بنقل هذه المتون فاستغرق عشر سنين وقد تم نقلها الآن، وهذه النسخ تحتوى على 30000 سطر 6825 صفحة من المخطوطات (De Buck, “The Egyptian Coffin Texts”, Vols. I and II).

2- Grapow, “Religiose Urkunden”, Sprúch 17

3- Lacau, “T. R.” LVII, P. 114

4- Ibid, XXXIV; P. 84

5- Ibid, LXXII, P. 116

6- Lacau, “T. R.” II, P. 9

7- Ibid, III, P. 15

8- لقد أصبح من الثابت تقريبًا أن سيدنا «إبراهيم» كان يعيش في هذا العصر؛ أي عصر الدولة الوسطى الذي ظهرت فيه متون التوابيت، وربما كان من معجزات هذا العصر الدخول في النار والخروج منها بالسحر قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (قرآن كريم. (Lacau, “T. R.”, XLVIII, P. 95).

9- كتاب الطريقين متون سحرية لم تظهر أولًا إلا في عهد الدولة الوسطى على توابيت من مقاطعة الأشمونين، وسنتكلم عنها في فصل خاص لأهميتها (راجع:  (Lacau, “Sacrophages Anterieurs au Nouvelle Empire”, Vol. I, PP. 189 198, 207–221; Vol. II, PP. 26 ff. Pls. LV, LVII).




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).