أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
4160
التاريخ: 2023-04-29
1097
التاريخ: 3-12-2015
2100
التاريخ: 23-10-2014
2074
|
قال تعالى: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}:
"إذا" ظاهرة في الاستقبال. والآية إخبار عن تحقّق أمر لم يتحقّق بعد.
وفي الآية تبشير للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنصر والفتح في مستقبل الأيام، بما تقرّ به عينه صلى الله عليه وآله وسلم.
واختلف المفسِّرون في المراد بـ {نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}، على أقوال، هي:
• جنس النصر والفتح، الصادق على جميع المواقف التي أيّد الله فيها نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم على أعدائه، وأظهر دينه على دينهم، كما في حروبه، ومغازيه، وإيمان الأنصار وأهل اليمن به.
• صلح الحديبيّة في العام السادس للهجرة، الذي سمّاه الله تعالى فتحاً، إذ قال عنه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}[1].
• فتح مكّة في العام الثامن للهجرة، الذي يُعدّ أم فتوحات النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته، والنصر الباهر الذي انهدم به بنيان الشرك في شبه الجزيرة العربيّة.
والأوفق بين الأقوال، هو القول الثالث، ويؤيده: وعد النصر الذي جاء في الآيات النازلة في الحديبية: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا}[2]، فإنّ من القريب جدّاً أن يكون ما في هذه الآيات، وعداً بنصر عزيز يرتبط بصلح الحديبية، وهو نصره تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على قريش، حتّى فتح مكة، بعد مضي سنتين من صلح الحديبيّة.
وأمّا القولان الأوّلان، بالحمل على جنس النصر والفتح أو على خصوص صلح الحديبيّة، فلا يلائمهما قوله تعالى بعد ذلك: {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}[3].
قال تعالى : {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}:
الأفواج، هم الجماعات المارّة المسرعة. والآية تبشير للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بدخول الناس في دين الله، أي الإسلام، جماعة بعد جماعة في مستقبل الأيام[4].
قال تعالى : {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}:
لمّا كان هذا النصر والفتح، إذلالاً منه تعالى للشرك، وإعزازاً للتوحيد، وإبطالاً للباطل، وإحقاقاً للحقّ، ناسب المقام:
• تنزيه الله تعالى وتسبيحه، عن الشرك والكفر.
• حمد الله تعالى وشكره، على نعمة النصر والفتح.
وقوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، تعليل للأمر بالاستغفار، للحثّ والتأكيد على لزوم الإنسان له في علاقته مع ربّه[5].
[1] سورة الفتح، الآية 1.
[2] سورة الفتح، الآيات 1-3.
[3] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص376-377.
[4] انظر: م.ن، ص377.
[5] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص377.
تَدَبُّر: إنّ للربّ تعالى على عبده أن يذكرَه بصفات كماله، ويذكر نفسه, بما له من النقص والحاجة. ولمّا كان في هذا الفتح فراغه صلى الله عليه وآله وسلم من جلّ ما كان عليه من السعي في إماطة الباطل وقطع دابر الفساد, أمره الله تعالى أن يذكره عند ذلك بجلاله, وهو التسبيح، وجماله, وهو التحميد، وأن يذكره بنقص نفسه وحاجته إلى ربّه, وهو طلب المغفرة, ومعناه فيه صلى الله عليه وآله وسلم - وهو مغفور - سؤال إدامة المغفرة, فإنّ الحاجة إلى المغفرة بقاءً, كالحاجة إليها حدوثاً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|