المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

Racah V-Coefficient
16-4-2019
اسلام عبد الله بن سلام
11-5-2017
محمد بن الحسين بن موسى بن محمد
22-8-2016
Physical Properties of Some Carboxylic Acid Derivatives
2-10-2018
phonic substance
2023-10-26
الحسين عليه السلام ورؤياه لقاتله
2-04-2015


شروط ومواصفات حب الله / الشكر لله  
  
227   08:58 صباحاً   التاريخ: 2024-09-08
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 41 ــ 43
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2018 2073
التاريخ: 2024-06-15 676
التاريخ: 2023-06-01 1002
التاريخ: 8-11-2018 1868

من شروط حب الله تعالى شكر الله على صنيعه وعلى نعمائه وبما وهب وأجزل من عطايا لا تعد ولا تحصى. فشكر المحب لله يجب أن يكون من قبيل الإعتراف بالنعمة التي أنعمها على محبيه والعاملين من أجله، يشكرونه عليها ويؤدونها حق تأديتها بالقول والفعل. قال الله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]. وقال أيضاً: {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

وقال: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145]، فواجب المحب لله تعالى أن يشكر الله على حبه له وعطائه الذي لا يعد، ونعمائه التي لا تحصى، حتى يدرك المحبة فيزداد محبةً له.

جاء في دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة: (فإن دعوتك أجبتني، وإن سألتك أعطيتني، وإن أطعتك شكرتني، وإن شكرتك زدتني كل ذلك إكمالٌ لأنعمك عليّ وإحسانك إلي) (1).

إن المؤمنين الذين رسخت قلوبهم بحب الله وهامت قلوبهم نراهم قد أغدق عليهم من حبه ورحمته الواسعة، لأن حبهم له متمثل في نيل مرضاته سبحانه. وهم يسعون لكسب هذه الصفة وطلب القرب منه بأداء الطاعات وتحمل المسؤوليات.

ومن خلال حب الله تعالى يتفرع حب رسوله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) والصالحين الذين ساروا على نهج الله وشريعته. ومن إتبع الرسول (صلى الله عليه وآله) فقد أحب الله وأحبه الله، ومن خالف الرسول (صلى الله عليه وآله) فقد عادى الله وعاداه الله. ومن حب الرسول (صلى الله عليه وآله) يتفرع حب أهل بيته (عليهم السلام) وفي طليعتهم الأئمة الطاهرون (عليهم السلام) ومن بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) تجب الطاعة المطلقة لهم. وهم الشهداء على الناس وهم خزنة علم الرسول. ومخالفتهم مخالفة له، ومخالفته مخالفة لله. قال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]. فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم فقد أبغضه الله. ولا شك في أن الله تعالى لم يفرض حبهم إلا لأنهم أهل للحب والولاء من ناحية قربهم إليه ومنزلتهم عنده. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من لم يحب عترتي فهو لإحدى ثلاثٍ: إما منافق، وإما لزنيةٍ، وإما إمرؤ حملت به أمه في غير طهر) (2). وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: (من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن آذى علياً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله) (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ صحيفة الحسين (عليه السلام)، 172.

2ـ الخصال، 110.

3ـ كشف الغطاء، 1 / 17. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.