 
					
					
						تفسير {اقرا باسم ربك الذي خلق}					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						 مركز نون للتأليف والترجمة
						 المؤلف:  
						 مركز نون للتأليف والترجمة					
					
						 المصدر:  
						هدى القرآن
						 المصدر:  
						هدى القرآن					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص128- 129
						 الجزء والصفحة:  
						ص128- 129					
					
					
						 2024-09-07
						2024-09-07
					
					
						 1095
						1095					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}: 
الأمر في الآية {اقْرَأْ} لا يُراد به الأمر التشريعيّ، لأنّ الأمر التشريعي لأمِّيّ لا يقدر على القراءة تكليف بما لا يُطاق، وذلك قبيح من المولى الحكيم. بل هو أمر تكوينيّ له نظائره في القرآن، كقوله تعالى للنار: {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[1]، فصارت برداً وسلاماً. وكقوله تعالى للسموات والأرض: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}[2].
وكقوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[3]. فهذا القادر المتعال يأمر نبيّهصلى الله عليه وآله وسلم بالقراءة بأمر تكوينيّ، فيكون قارئاً.
وأمّا معنى الباء في {بِاسْمِ رَبِّكَ} فهي للابتداء أو للاستعانة، فعلى الابتداء يكون المعنى:
أنّ مبدأ قدرتك على الأشياء كلّها - ومنها: القراءة - هو الله تعالى، ويكون المعنى على الاستعانة: أنّ قدرتك على القراءة، مع أنّك رجل أمّي، تتحقّق بالاستعانة باسم ربّك. والمعنى الأوّل يناسب مقام الإخلاص في التوحيد الأفعالي، وأنّه لا مؤثّر في الوجود إلا الله.
وأمّا الربّ: فله معانٍ، فإنْ كان بمعنى المتعال والثابت والسيد، فهو من الأسماء الذاتيّة، وإنْ كان بمعنى المالك والصاحب والغالب والقاهر، فهو من الأسماء الصفاتيّة، وإنْ كان بمعنى المربّي والمنعم والمتمّم، فهو من الأسماء الأفعاليّة.
وفي الآية إشارة إلى قصر الربوبيّة في الله عزّ اسمه، وهو توحيد الربوبيّة المقتضية لقصر العبادة فيه، فإنّ المشركين كانوا يقولون: إنّ الله سبحانه ليس له إلا الخلق والإيجاد، وأمّا الربوبيّة، وهي الملك والتدبير، فلمقرّبي خلقه، من الملائكة والجنّ والإنس، فدفعه الله بقوله: {رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} الناصّ على أنّ الربوبيّة والخلق له وحده.
وعلى هذا، يختلف معنى الآية، باختلاف معاني الربّ. وبالنسبة إلى المعنى المعروف، وهو المربّي والمنعم، الذي هو من الأسماء الأفعاليّة، فالمعنى: اقرأ مبتدأً باسم من ربّاك وأعطاك هذه اللياقة وهذا الاستعداد[4].
 
[1] سورة الأنبياء، الآية 69.
 
[2] سورة فصّلت، الآية 11.
 
[4] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص323, الخميني، روح الله: تفسير سورة الحمد، تفسير آية: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
تفسير بالمصداق: روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا محمد إقرأ. قال: وما أقرأ؟ قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾, يعني خلق نورك الأقدم قبل الأشياء..." (القمي، تفسير القمي، م.س، ج2، ص430).
 
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  مقالات قرآنية
					 الاكثر قراءة في  مقالات قرآنية					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة