المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



هجرة أقوام البحر الأبيض المتوسط وهجومهم على وادي النيل.  
  
328   03:46 مساءً   التاريخ: 2024-09-04
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج7 ص 82 ــ 89.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-10 354
التاريخ: 2024-02-06 1123
التاريخ: 2023-07-27 1217
التاريخ: 2024-05-08 792

ذكرنا في الجزء السادس من «مصر القديمة» أن أقوامًا من البحر الأبيض المتوسط ظهروا في مصر، وبخاصة قوم «شردانا» وقلنا إن ظهورهم لا بد أن يكون قبل عهد «رعمسيس الثاني» ويحتمل أن يرجع عهد هؤلاء القوم بالذات إلى أوائل الدولة الحديثة، وقد فصلنا القول بعض الشيء في تاريخهم، وأنهم لم يأتوا إلى مصر في أوَّل الأمر إلا لغزوها. ولا نزاع في أن أقوام البحر الآخرين كانوا على اتصال بمصر منذ أزمان سحيقة في القدم، وتدل شواهد الأحوال على أنه منذ أوائل الألف الثالثة قبل الميلاد قد وفدت من «أوروبا» والبحر الأبيض المتوسط أقوام من الغرب إلى الشرق.

وكانت أوَّل موجة وصلت إليه في أواخر الدولة القديمة، وكانت قد بُذرت في هذه الفترة أولى بذور العداء بين المصريين واللوبيين، ولم تُعد بعد الحملة التي قام بها «سحورع» على قوم «التحنو» ضمن هذا العداء؛ لأن هذه الحملة لم يقم بها «التحنو» بدون شك، بل كان غرض «سحورع» منها توسيع نفوذ مصر، ومد حدودها من جهة الغرب. وعلى الرغم من أن المصادر المصرية — حتى عهد الدولة الوسطى وعهد الانحطاط الذي تلاه — ليست واضحة، وعلى الرغم من أن المسابقة بين الأقوام الوافدين من الغرب كانت غاية في الأهمية، فمن المسلم به أن الحدود المصرية قد هدَّدت؛ فقد كانت هناك هجمة لوبية محسة في العهد الإقطاعي الأوَّل — وإن كانت المصادر قد سكتت عنها، وقد كان زحفهم حتى بداية الدولة الحديثة لا ضرر فيه نسبيًّا، ولم يكن صده يحتاج إلى مجهود كبير، وقد بدأت الهجرة بصورة جدية مستمرة من الشمال الغربي في عهد الدولة الحديثة فزحفت أقوام كثيرة على وادي النيل، وواجهت مصر في عهد الأسرتين التاسعة عشرة، والعشرين أخطر الصعاب في صد هجومهم. وقد كان هجوم اللوبيين في هذا الوقت يسير جنبًا إلى جنب مع الهجرة العظيمة التي كانت قائمة في ذلك الوقت في أصقاع شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي التي كان يطلق عليها «هجرة أقوام البحر الأبيض المتوسط»، وقد جاءت في نهاية عهد الثقافة «المنوانية» في «كريت». وفي «بلاد اليونان» كان قد بدأ الزحف الإغريقي الخاص في العهد الذي يطلق عليه «الهجرة الدورية «.

والواقع أن البقاع التي حول البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت كانت في حركة هائلة. ومن المحتمل أن يسلم الإنسان بأن الهجرة «الإليرية» التي كانت متجهة نحو احتلال الأراضي الواقعة حول البحر الإيجي، وهي «البلقان» و«تراقيا» و«آسيا الصغرى»، وكذلك سيل الهجرة الذي كان يتدفق عن طريق بوغاز «جبل طارق» وانتشر في شمال «أفريقيا» — يرجع كله إلى نفس الأصل أي إنه كان هجرة لقوم جدد وفدوا من قلب «أوروبا «.

ومن المدهش أن هؤلاء الأقوام الذين يدعون «بأقوام البحر» في المتون المصرية التي يرجع عهدها إلى الدولة الحديثة لم يتسن لنا أن ندرس أسماءهم إلا عن طريق قرنهم بما جاء في متون «العصر الكلاسيكي»، أي بعد كتابة النقوش المصرية بنحو ألف سنة تقريبًا. وهذه الموازنة كانت مفيدة بطبيعة الحال لأنها توحي — عندما نقابلها في الوثائق المصرية — بأسماء بعض القبائل الآتية من شمال البحر الأبيض المتوسط، ومن «آسيا الصغرى» — وكانوا يهاجرون إلى المواطن التي سينالون شهرة فيها، مثال ذلك قوم «شردانا» وقوم «شكلش» وقوم «بلست» (فلسطين) وقوم «أقابواش» وقوم «مشوش» وهجرتهم جعلت تحديد موطنهم على وجه التحقيق في آسيا الصغرى مستحيلًا، لأنه عند حلول العهد الكلاسيكي كان كثير من أسماء هؤلاء الأقوام قد ازدوج. فنجد واحدًا في الشمال الغربي، وآخر في الجنوب، أو في الجنوب الشرقي. فمثلًا نجد «الكليكيين» في «الطرواد» وكذلك نجدهم في «كليكيا» كما نجد «بداسوس» في «الطرواد» و«بداسا» في «كاريا»، وكذلك نجد مملكة «ليسيا» على الساحل الجنوبي والبلاد التي حول نهر Aesepus في «طروادة» وكانت تسمى «ليسيا». وقد أصبح من المستحيل الآن أن نحدد من هذه الأسماء المكان الذي بدأ منه قراصنة البحر، أو أقوام البحار عندما نجدهم يقتحمون «سوريا» و«مصر«.

غير أنه في السنوات الأخيرة كان لحل رموز اللغة «الخيتية» شأن كبير في الكشف عن عدد كبير من أسماء أقوام البحر. ولا شك في أن الحقائق التي سنحصل عليها من اللوحات «الخيتية» عند درسها تمامًا ستكون مرضية أكثر من التي وصلنا إليها من المتون الكلاسيكية؛ وذلك لأن الوثائق «الخيتية» معاصرة للوثائق المصرية. وكثيرًا ما نعرف منها الأقوام المجاورين لهذه الممالك التي نحن بصددها، وهذه المعلومات ستساعدنا يومًا على تحديد هذه البلاد زمن حروبهم مع مصر. وصعوبة الموضوع الآن تنحصر في أن درس جغرافية «آسيا» في طفولتها لا يزال غاية في الارتباك، فمثلًا نجد أن «إخيخياوا Ahhiyawa «  قد حدد موقعها كل من الأستاذين «ماير» و«جارستانج» في «كليكيا«.وقد رأى رأيهم الأستاذ «سومر» كذلك، في حين أن «فورر» قد وضعها في بلاد اليونان.

أما «جوتز» فوضعها في «طروادة» مع إبداء الشك. وقال عنها «هورزنى»: إنها «رودس «. وقد كان اقتراح «فور» الأول أن يضعها في «بمفيليا» كما فعل «إدوردمير»، غير أن ذلك لم يقبل، وهكذا نرى بلبلة في تحديد هذه الأماكن. وسنتأكد من مواقع هذه الأقاليم على مر الزمن كما حُدد موقع «قزواتنا» أخيرًا، فقد كانت في وقت من الأوقات تُوضع على ساحل البحر الأسود، وقد حُدد موضعها الآن على وجه التأكيد بأنها «كاتاؤنيا» في الجبال الواقعة في الشمال الشرقي من «كليكيا» كما ذكرنا ذلك من قبل (راجع الجزء السادس)، وقد ذكرنا كذلك في الجزء السادس عند التحدث في موقعة «قادش» عن أسماء الأقوام الذين حاربوا «رعمسيس الثاني» مع ملك «خيتا» ووازنا أسماءهم — كما ذُكرت في النقوش المصرية — بنظائرها في النقوش الخيتية. وتدل الموازنة على أن كل الأسماء المصرية التي وُجدت لها نظائر في الوثائق الخيتية هي أسماء حلفاء «خيتا» على «رعمسيس الثاني» في موقعة «قادش» وعلى أية حال نجد أن «لوكي» أو «لوكا» (ليسيا) قد ذُكرت قبل ذلك بمائة عام في خطابات «تل العمارنة»، كما أنها ذُكرت بعد «قادش» بخمسين سنة في عهد «مرنبتاح» أما القبائل الأخرى التي لم تظهر أسماؤها في موقعة «قادش» فهي «أقايواشا» (أخخياوا) وقد هاجمت «مرنبتاح» ثم «تورشا»، وقد هاجمت هذا الفرعون ومن بعده «رعمسيس الثالث» كما سنرى بعد.

 

شكل 6: فلسطيني.

 

وفضلًا عن ذلك فإنه مما يدعو إلى الدهشة أن نجد بعض القبائل البارزة جدًّا في الوثائق المصرية لم تذكر على ما يظهر في المتون الخيتية، ونخص بالذكر منها «شردانا» و«بلست» (فلسطين). وقبائل «شردانا» — كما نعلم — كان لها أهمية تفوق أية قبيلة أخرى، وكان يحارب منهم عدد عظيم في صف مصر، أو عليها في فترة من الزمن تبلغ حوالي مائتي سنة. أما قبائل «بلست» وهم الفلسطينيون الذين ذُكروا في التوراة فلم يأتوا إلا متأخرين؛ إذ لم يظهر اسمهم إلا في عهد «رعمسيس الثالث». وقد كان لهم أهمية عظمى في ذلك الوقت (1). أما القبائل الأخرى الباقية التي لم يأتِ ذكرها في النقوش الخيتية فلم تكن من الأهمية بمكان، وهي «الشكلش «(2)، و«المشوش»، وأخيرًا قبيلة «تكر» أو «ثكل« (3) (زكاروا) ثم قبيلة «وشش» وقد ظهرت قبيلتا «الشكلش» و«مشوش» بوصفهما محاربتين «مرنبتاح» و«رعمسيس الثالث» في حين أن «ثكر» (زكاروا) و«وشش» قد ظهرتا بعد في الحروب التي شنها أقوام البحار على «رعمسيس الثالث «.

ومما سبق يمكن تقسيم أقوام البحار الذين ذُكروا على الآثار المصرية قسمين؛ الأوَّل يشمل الأقوام الذين كانوا معروفين عند دولة «خيتا»، والثاني هم الأقوام الذين لم يُذكروا في النقوش الخيتية، وقد ذكرنا هؤلاء الأقوام الذين كان «لخيتا» بهم صلة، وكان معظمهم بطبيعة الحال حلفاءها في موقعة «قادش» (راجع مصر القديمة ج6). أما أولئك الأقوام الذين أتوا من وراء أفقهم أقوام «دنى» أو «دنونا« »وشردانا» «دردنى» و«إروننى» و«شكلش»، و«مشوش» و«بليست» و«ثكل» (زكارو) و«وشش». وإذا استثنينا قومي «ثكل» و«وشش» وجدنا أن كل هؤلاء قد ظهروا قبل «عهد رعمسيس الثالث» أي قبل الوقت الذي استولى فيه على «بوغازكوى» عاصمة «خيتا»، وانتهت بعدها وثائق الدولة الخيتية، وعلى ذلك ينبغي أن يكون اسمها في الوثائق الخيتية إذا كانت دولة «خيتا» لها معاملة معهما. ولكن لما لم نجدهما مذكورين فمن حقنا أن نقرر هنا أنهما لم يكن لهما مع خيتا أي اتصالات سياسية، ومن جهة أخرى نرى بعض هذه القبائل قد حذف اسمه لأنه لم يكن له أية أهمية تُذكر. ومن الجائز أن هذا ينطبق على الفلسطينيين؛ لأنه لم يصبح لهم شأن يذكر حتى عهد «رعمسيس الثالث» أي عند سقوط «بوغازكوى». وقد كان عدد الفلسطينيين على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط لا يُذكر كما يدل على ذلك صورة الحامية عند «قادش» غير أن هذا القول لا ينطبق على «شردانا»؛ لأن قومهم كانوا قد برزوا على مسرح التاريخ منذ ما يقرب من مائتي سنة.

وتنقسم أقوام البحر قسمين؛ الأوَّل هم الذين ذكرهم المصريون و«الخيتا» على السواء، والثاني هم الذين لم يُذكروا، وهذا يكشف عن حقيقة هامة ذلك أننا إذا تركنا جانبًا قوم «لوكى» أو «لوكا»، وحلفاء «خيتا» في موقعة «قادش» وجدنا أن القومين اللذين جاء ذكرهما مشتركًا في المتون المصرية والخيتية هما: «أقايواش» و«تورشا». ومما يستحق الذكر هنا أنهما حاربا «مرنبتاح». ومن المعترف به الآن لدى علماء الآثار أن «أقايواش» هم قوم «الأخيين  Achaens « إحدى ولايات بلاد اليونان (أخيا) وهي «أخخيياوا  Ahhiyawa « ، ومن المحتمل أن قوم «تورشا» — في المتون المصرية — هم «تارشا» في المتون «الخيتية». ويوجد تفسير آخر عن موقع هذه القبيلة وهو مقبول في ظاهره، وهو الذي يجعل «تورشا» و«أقايواش» متقاربين في المكان. وذلك إذا قبلنا توحيد «تورشا» المصرية بقبيلة «تارشا» الخيتية، وقد ذكرت مع «آدانيا» على حدود «قزوادنا». وعلى ذلك تكون بلا شك هي «ترسوس» الواقعة في «كليكيا «وإذا كان هذا الزعم صحيحًا أصبح من الحقائق الهامة أن عددًا من العلماء يريدون أن يضعوا «آخياوا» في «كليكيا» كما ذكرنا آنفًا، وأن أهالي «كليكيا» كانوا يُسمون قديمًا «هيباخيين«. وعلى ذلك يصبح من الممكن أن تكون «تورشا» في المتون المصرية تمثل أهالي «ترسوس» لا أهالي «طروادة». على أن كل ذلك من باب الاستنباط وحده. والواقع أننا لا زلنا بعيدين عن الوصول إلى الحقيقة، وقد ذكرنا كل الاحتمالات في مواقع هذه الأقاليم عند الكلام على موقعة «قادش «. ولقد كانت هذه القبائل في الوقت الذي ظهرت فيه الوثائق الخيتية والمصرية تسكن حول جبال «تورس» وخلفها — وبخاصة على الشاطئ الجنوبي «لآسيا الصغرى». ولا نزاع في أنهم قد بدئوا زحفهم من هناك على «سوريا» ومصر، غير أننا لا نعلم إذا كانوا قد اتخذوا دائمًا موطنهم هناك، أو أنهم قد أتوا من مكان آخر، وإذا كان الأمر كذلك فمن أين؟ ومن المحتمل أن بعضهم أتى في زمن مبكر عن هذا من أقصى الشمال الغربي للقارة.

والإنسان بعد هذا الاستعراض يجد أنه لا يزال أمامنا كثير لتحقيق مواقع هذه الأماكن، والدور الذي لعبته كل قبيلة أو إقليم في غزوهم لمصر في عهد كل من «مرنبتاح» و«رعمسيس الثالث «.

ونعود الآن بعد هذا البحث الطويل في شرح الأقوام الذين كانت تتألف منهم بلاد «لوبيا»، وكذلك الأقوام الذين حاربوا ملك مصر في عهد الأسرة التاسعة عشرة — وبخاصة أقوام البحر في عهد الفرعونين «مرنبتاح» و«رعمسيس» إلى بحث المصادر التي تركها لنا «مرنبتاح» عن حروبه مع «لوبيا» وأقوام البحر الأبيض المتوسط كما تسميها المصادر المصرية، ثم استخلاص ما يمكن استخلاصه منها. وسنبدأ أولًا — كما هي عادتنا — بوضع هذه المصادر أمام القارئ، ثم التعليق عليها.

......................................

1- و«بلست» أو «بلستي» (فلسطين) قد جاء ذكرها أولًا في النقوش التي من عهد «رعمسيس الثالث»، وقد جاء ذكر البلد على تمثال مغتصب في عهد غير مؤكد. ويظن «ستايندورف» أنه عهد الأسرة الثانية والعشرين، وقد اغتصبه شخص يُدعى «بيتز» رسول «كنعان» «لفلسطين». وقد ذكرها في نقوش «رعمسيس الثالث» حيث نجد أن القوم الذين يحملون هذا الاسم من أقوام البحار الذين غزوا مصر وسوريا من الجزر وكانوا متصلين بصفة خاصة بقوم «ثكر» الذين كانوا يماثلونهم في الشكل والأسلحة، وكانوا يلبسون لباس الرأس نفسه المحلى بالريشة مسلحين بالحراب والدرع المستدير والسيوف الطويلة العريضة، والخناجر المثلثة الشكل التي كان يستعملها قوم «شردانا» ولما كان قوم «ثكر» في قصة «ون آمون» (راجع الأدب المصري القديم ج1) التي يرجع عهدها إلى الأسرة الواحدة والعشرين؛ يقطنون بلدة «دور» فإننا لا نكون قد حدنا عن جادة الصواب إذا اقترحنا أن «بلستي» أي (الفلسطينيين) كانوا يسكنون على الساحل من جهة الجنوب بعد «دور» حتى إذا لم يكن هناك براهين تعضد هذا الزعم. يُضاف إلى ذلك أن قرن «بلست» بكنعان على التمثال السالف الذكر يمكن أن يعضد هذا الزعم بعض الشيء، والآن يجب أن نحاول هنا تلخيص البراهين التي ترمي إلى تحديد موطن الفلسطينيين الأصلي قبل ذلك العهد، فالتقاليد العبرية تتفق هي والتقاليد الإغريقية على أن الفلسطينيين من جنس أجنبي، وقد كانوا لا يُختنون، وهم في ذلك يختلفون عن الساميين، ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن الأدلة القليلة التي لدينا تشير إلى أن «بلستي» أو فلسطيني عصر «رعمسيس الثالث» لم يهاجموا من مصر من جهة البحر وحسب بل تدل الشواهد كذلك على أنهم قد ساروا برًّا مخترقين آسيا الصغرى على ما يظهر قاصدين شمالي «سوريا». والظاهر أنه في هجرتهم هذه كانت نساؤهم وأولادهم يستعملون العربات التي تجرها الثيران المسمنة التي نراها مصورة في الموقعة البرية في نقوش مدينة «هابو «. وأخيرًا لم نجد أي شيء يتعارض مع ما جاء في متون مدينة «هابو» عن أن الفلسطينيين كان مثلهم كمثل حلفائهم قد بدئوا غزواتهم من جزر البحر الأبيض، هذا إلى أننا لم نجد ما يدحض التقاليد التي وردت في التوراة أو فيما كتبه الإغريق من أن الفلسطينيين قد جاءوا إلى فلسطين عن طريق «كريت». ولكن فروق التسليح التي بين المنويين (كريت) والفلسطينيين مضافًا إليها قرص «فياستوس» الذي كانوا يلبسونه قد جعل من المحقق أن «كريت» لم تكن الموطن الأول للفلسطينيين مهما كان طول مدة إقامتهم هناك في طريقهم إلى مصر و«فلسطين» أما موطنهم الأصلي فيمكن أن يُبحث عنه في مكان ما في شمال بحر إيجه، ومن المحتمل أن احتلالهم للجزر هناك كان إحدى مراحل هجرتهم وقد أخذ بعض المؤرخين حديثًا يربطون اسم «بلستي» باسم «بلاسوي» لما بين الاسمين من التشابه اللفظي، غير أنه من المستحيل إعطاء رأي قاطع في ذلك الأمر (راجع Gardiner, Onomastica, 205).

2- الشكلش: هم أهل «صقلية» وعلى حسب ذلك الظن تكون الغزوات التي وقعت في عهد كل من «مرنبتاح» و«رعمسيس الثالث» قد بدأت من غربي البحر الأبيض المتوسط، وهذا الرأي يوافق ما جاء عن علاقتهم باللوبيين، وكذلك وُجدت تماثيل صغيرة من الرنز في «سردنيا» وكذلك كأس من الفضة عُثر عليه في «شيويزى» وقد رُسم عليه بعض الخوذات التي تشبه خوذات «شردانا» ويقول الأستاذ «مسبرو» أن هؤلاء القوم قد هاجروا من «ليديا» وأن الشردانيين كذلك من أصل آسيوي، غير أن قوله هذا لا يرتكز على سند (راجع Onomastica 1, p. 197).

3- الثكر: أحد أقوام البحر الذين هاجموا «مصر» و«سوريا» في عهد «رعمسيس الثالث» ومن المحتمل أنهم قوم من سكان الجزر، جاءوا في عهد الغزوة الكبرى، وفي قصة «ون آمون» نعلم أن «ثكر» كانوا يحكمون بلدة «دور» الواقعة على الساحل الفينيقي، وهي جنوبي «الكرمل» وقد ذُكروا فيما بعد بأنهم قراصنة بحر، ثم اختفوا بعد ذلك من مسرح التاريخ، وقد عُملت محاولات لتوحيد قوم «ثكر» بقوم أو مكان مذكور في التوراة بلدة «رفلاح»، ويقول الأستاذ «هول» الذي ذكر هذا الاقتراح أن «ثكل» أو «ثكر» يجوز أن تعدها «صقلية» أحسن من أن تكون «شكلش» ويحبذ هذه الفكرة كذلك الأستاذ «ألبريت» وهذه الموازنات لا ترتكز إلا على مشابهة الصوت، ولذلك لا يعتمد كثيرًا عليها (راجع Onomastica 1, P. 199 ff).

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).