أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2021
2023
التاريخ: 2-02-2015
2110
التاريخ: 16-6-2021
2223
التاريخ: 16-6-2021
2586
|
قال تعالى: { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا }:
المراد برسول الله، صالح عليه السلام، نبي ثمود، وقوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ }، منصوب على التحذير، وقوله تعالى: {وَسُقْيَاهَا }، معطوف عليه. ومعنى الآية: فقال لهم صالحعليه السلام، برسالة من الله: احذروا ناقة الله وسقياها، ولا تتعرّضوا لها، بقتلها، أو منعها عن نوبتها في شرب الماء، وقد فصَّل الله القصّة في أكثر من موضع في القرآن الكريم: { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[1]، {وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ * فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ }[2]، {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ }[3].[4]
وقال تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا }:
العقر، إصابة أصل الشيء، ويُطلق على نحر البعير والقتل. والدمدمة على الشيء، الإطباق عليه، يُقال: دمدم عليه القبر، أي أطبقه عليه، والمراد: شمولهم بعذاب يقطع دابرهم، ويمحو أثرهم، بسبب ذنبهم. وقوله تعالى: {فَسَوَّاهَا }، الظاهر أنّ مرجع الضمير إلى ثمود، باعتبار أنّهم قبيلة، أي فسوّاها بالأرض، أو هو تسوية الأرض، بمعنى تسطيحها وإعفاء ما فيها من ارتفاع وانخفاض. وقيل: الضمير للدمدمة المفهومة، من قوله تعالى: {فَدَمْدَمَ }، والمعنى: فسوّى الدمدمة بينهم، فلم يفلت منهم قويّ، ولا ضعيف، ولا كبير، ولا صغير[5].
قال تعالى: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا }:
مرجع الضمير إلى "الدمدمة" أو "التسوية"، والواو، للاستئناف أو الحال. والمعنى: ولا يخاف ربّهم عاقبة الدمدمة عليهم وتسويتهم، كما يخاف الملوك والأقوياء عاقبة عقاب أعدائهم وتبعته، لأنّ عواقب الأمور هي ما يريده، وعلى وفق ما يأذن فيه، فالآية قريبة المعنى من قوله تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }[6]. وقيل: ضمير {وَلَا يَخَافُ }، للأشقى، والمعنى: ولا يخاف عاقر الناقة عقبى ما صنع بها. وقيل: ضمير {وَلَا يَخَافُ }، لصالح، وضمير {عُقْبَاهَا }، للدمدمة، والمعنى: ولا يخاف صالح عقبى الدمدمة عليهم، لثقته بالنجاة. والوجهان الأخيران ضعيفان، لا يُلائمهما ظاهر سياق ومرجع الضمائر فيه، ولا سيما قوله تعالى قبل هذه الآية: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم }[7].
[1] سورة الأعراف، الآية 73.
[2] سورة هود، الآيات 64 ـ 68.
[3] سورة الشعراء، الآيات 155 ـ 158.
[4] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص299.
[5] انظر: الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص371-372, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص299.
تَدَبُّر: التعبير بصيغة الجمع عن عقر الناقة، مع أنّ الذي عقر هو شخص واحد, للإشارة إلى أنّ مَنْ يرضى بذنوب الآخرين وجرائمهم ويمضيهم عليها, يكون شريكاً لهم في ذنوبهم وجرائمهم.
[6] سورة الأنبياء، الآية 23.
[7] الطبرسي، مجمع البيان، م.س، ج10، ص372, الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص299.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|