أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/10/2022
1389
التاريخ: 2023-03-25
1034
التاريخ: 7/9/2022
1459
التاريخ: 9-1-2023
1002
|
يحاول البعض أن يتشبث بإعطاء صبغة تقديسية للعن من خلال وجود لفظ اللعن في القرآن الكريم ونسبته في بعض الآيات لله سبحانه ويريد أن يعطي معناً واحداً للعن في القرآن الكريم بما في ذلك لعن الله سبحانه، ويطلق العنان للأهواء والرغبات والعادات والحقد والبغضاء والمأرب الأخرى ثم يجير ذلك باسم الدين واسم المذهب ومحبة أهل البيت (عليهم السلام) ثم تلصق تلك الترهات ومساوئ الأخلاق بأهل البيت (عليهم السلام) وأن هذه أخلاقهم وسجياتهم حتى تعمم على كل المجتمعات المؤمنة وتتخلق بهذه الأخلاق السيئة من حيث يشعرون أو لا يشعرون حتى تنقلب الموازين والمفاهيم ويصبح المنكر معروفاً والمعروف منكراً، وهذا التصرف خطأ فادح وجريمة كبيرة تجر الويلات والمصائب على الدين والمذهب والأمة الإسلامية فإن اللعن في القرآن الكريم ذكر له العلماء وجوهاً متعددة يتمايز بعضها عن بعض.
قال الحيري النيسابوري (361 - 431هـ):
اللعن على أربعة أوجه:
أحدها: العذاب، كقوله: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 88]، وقوله: {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159]، وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا} [النساء: 52].
وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23]. وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} [الأحزاب: 64]، وقوله {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 68].
والثاني: الدعاء بالتنزيه كقوله: {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159].
والثالث: القسم (1) كقوله: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47].
وقوله: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [المائدة: 78].
والرابع: الطرد كقوله: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} [الأحزاب: 61] (2).
فالمعنى الأول: الذي اعتبره أحد أوجه اللعن هو العذاب، وقد روي هذا عن ابن عباس في تفسيره وعن مقاتل قال: (كل شيء في القرآن ـ لعنه الله ـ يعني عذاب الله). (واللعنة في القرآن العذاب. ولعنه الله يلعنه لعناً عذبه ..... والعذاب من مختصات الله سبحانه (3).
والمعنى الثالث: المسخ قال لسان العرب: واللعين: الممسوخ. وقال الفراء اللعن المسخ أيضاً قال الله (عز وجل) {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47]، أي (نمسخهم) ومعنى اللعن لأصحاب السبت هو مسخهم، وكذلك لعن بني إسرائيل بكفرهم هو مسخهم.
والمعنى الرابع: الطرد من رحمة الله قال في لسان العرب: واللعن الإبعاد والطرد من الخير، وقيل الطرد والإبعاد من الله ... ولعنه يلعنه لعناً طرده وأبعده ...... وكل من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحق العذاب قصار هالكاً واللعن: التعذيب، ومن أبعده الله لم تلحقه رحمته وخُلد في العذاب، وهذا من فعل الله سبحانه.
بينما المعنى الثاني: السب، والدعاء على الغير هو الذي يتناسب مع فعل الإنسان، قال في لسان العرب: اللعن (ومن الخلق: السب والدعاء واللعنة: الدعاء عليه).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ قال مصحح الكتاب: كذا بالنسختين، ويبدو أنه سهو الكاتب والصحيح (المسخ) كما جاء في تفسير ابن عباس والطبري ......
2ـ وجوه القرآن للحيري النيسابوري، ص 508.
3ـ لسان العرب، ج 8، ص 92.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|