المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الارض المنقوشة
12/9/2022
Mutual Information
14-11-2021
ضرورات من أجل الوقاية الصحية
16-11-2017
Molar Equilibrium Concentration
19-4-2017
الإستخارة
22-9-2016
What are the next steps in genomic research?
2-11-2020


سوء التربية والحقارة  
  
351   11:07 صباحاً   التاريخ: 2024-08-30
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 72 ــ 73
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن أحد أسباب عقدة الحقارة هو سوء التربية في مرحلة الطفولة.

فالأطفال الذين يترعرعون تحت سيطرة العنف وخشونة الوالدين، أو المدللين بسبب الإفراط في حب الوالدين، تنتظرهم في مرحلة الشباب عقدة الحقارة ولا يستطيعون معاشرة الناس بجدارة ولا ينسجمون معهم بالنشاطات الإجتماعية.

إن هؤلاء بإمكانهم إصلاح أنفسهم بشيء من الإرادة والحزم ومن ثم نبذ الصفات السيئة التي داخلتهم إثر التربية السيئة للوالدين وإحلال الصفات الحسنة محلها فيعوضون بذلك عن حقارتهم فيتخلصون من الشعور بالضعة والذل.

الحقارة الوهمية:

إن إحدى المسائل التي يجب دراستها في بحث (الحقارة) هي أن الكثير من الشبان والكهول لا يمكنهم التمييز بين الحقارة الحقيقية والحقارة الوهمية، ولذا فهم يشعرون بالحقارة والضعف إثر عدم الإهتمام بهم فمثل هؤلاء الأشخاص ولكي يغطوا ضعفهم الخيالي ويعوضوا عن حقارتهم الوهمية فإنهم يقدمون على ممارسة الأعمال بخشونة وعنف، وهذا الأمر يؤدي إلى خلاف بين الشباب والكبار وهذا الخلاف يؤدي إلى صراع وعدم تفاهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.