أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2019
1404
التاريخ: 2024-08-28
206
التاريخ: 12-8-2020
2898
التاريخ: 23-8-2016
1332
|
بعد أن قارنّا بين المجتمع الإسلامي وقيمه من حيث الاتجاه الجماعي، وبين المجتمع الغربي من حيث فردانيّته وأنانيّته، يحسن بنا أن نعرف الأسباب التي تدعو إلى تقاطع الناس وتنافرهم، وهذه الأسباب تجري على قطع الرحم أيضاً.
سيطرة روح المادّية: على المجتمع والأفراد، ممّا يُسبِّب تمحور كلّ إنسان حول ذاته، بالشكل الّذي يؤدّي إلى عدم الاهتمام بالآخرين. وهذا ما نراه في المجتمعات الغربية الّتي لا تقيس علاقاتها مع الآخرين إلا بالقياس المادّي، ويختصرون علاقاتهم بقياس الجيب وما يحويه من المال.
وهذه الروح المادّية رفضها الإسلام العزيز، داعياً إلى عدم الاستغراق في حبِّ الدنيا، وحبِّ المال، المؤدِّيان إلى كثير من المساوئ، ومنها قطع الرحم.
إنّنا نرى كثيراً من الأغنياء المنكبّين على جمع المال، لا يتواصلون مع أقاربهم، وما ذلك إلا لأنّهم فقراء، لا يستفيدون منهم شيئاً، بمقياس الجيب والمصالح المادّية.
التكبُّر: وسيطرة الروح المادّية، تؤدّي بالإنسان الّذي تغلّبت عليه هذه الروح، إلى التكبُّر على الآخرين واحتقارهم وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال حبّة من كبر"[1].
وإذا كان التكبُّر مذموماً في الإسلام، فإنّ التكبُّر على ذي الرحم أشدُّ قبح, فكم نرى غنيّاً، أو ذا جاه، لا يصل رحمه الفقير أو الّذي لا جاه له، ولا يعرف له قرابته ويتكبَّر عليه، أمّا إذا رأى رحمه الغني الوجيه احترمه، وهذا في الحقيقة ليس صلة للرحم، بل اعتناء بالمال والمصالح الضيّقة، لا بشخص الرحم، فهذا احترم المال ولم يحترم قريبه، ألا يعلم هذا المتكبِّر أنّ الله:
﴿لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾[2].
سوء الظن: وهو مسبِّب للكثير من العداوات والأحقاد، وكم من أخوين تقاطعا لأنّهما أساءا الظن، وكم من عائلات وأسر تفكّكت بسبب هذه الخصلة المدمِّرة.
ولذلك حذّرنا الله من هذه الرذيلة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾[3].
وكثيرٌ من الأحاديث ذُكرت حول هذا الموضوع, يقول أبو عبد الله (عليه السلام) قال: أمير المؤمنين (عليه السلام): "ضع أمر أخيك على أحسنه حتّى يأتيك ما يغلبك منه ولا تظنّن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً"[4].
الحسد: وهو أيضاً ماحقٌ أو حالقٌ للدِّين، ومقطِّع أوصال الأحبّة والمؤمنين، ولقد حذّرتنا الشريعة الإسلامية من هذه الخصلة.
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ﴾[5].
﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾[6].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: "ألا إنّه قد دبّ إليكم داءُ الأمم من قبلكم وهو الحسد ليس بحالق الشعر لكنّه حالق الدِّين"[7].
ألم يكن الحسد سبباً لقتل قابيل لأخيه هابيل، قال الإمام الصادق (عليه السلام): "والحسد أصله من عمى القلب... وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد وهلك مهلكاً لا ينجو منه أبداً..."[8].
والنبي يوسف (عليه السلام) ألم يحاول إخوته قتله انطلاقاً من صفة الحسد، وقصّته معروفة.
الغيبة: وهي أيضاً مسبّبة لتفكّك العوائل، في حين إنّ الله تعالى ينهانا عنها لمصلحتنا.
﴿... وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾[9].
النميمة: وفحش الكلام، وعدم وجود الاحترام المتبادل، والعقد النفسية (خجل، حياء) فضلاً عن الغزو الثقافي الغربي لنا، بحيث نكاد نصير كالغرب في أخلاقه وقيمه وتوجهاته.
هذه الأسباب لم نفصِّل فيها، حتى لا يطول المقام، ويحسن مراجعة الكتب الأخلاقية، الّتي تتحدَّث عن هذه المواضيع بإسهاب، وتعطي العلاج لهذه الرذائل، فبعلاجها يُعالج موضوع قطيعة الرحم، وكثير من العداوات والأحقاد في المجتمع ككل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|