أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2021
2411
التاريخ: 2024-07-06
524
التاريخ: 24-8-2020
2070
التاريخ: 11/12/2022
1822
|
من الصواب أن نسأل أنفسنا لماذا نؤاخي فلانًا من الناس ونزهد بغيره، وربّما كان الجواب لأنّه يحمل مؤهّلات أخلاقيّة عالية، وقد تمّ اختباره قبل اختياره، بينما الآخر لا رغبة بإقامة علاقة به لما هو معروف عنه من سوء السمعة، وربّما كان الجواب أيضًا أنّ لنا مصلحة ماليّة معه، ولذلك قدّمنا العلاقة به على غيره وآثرناه بما يحقّق لنا من نفع وكسب، رغم ما تنطوي عليه شخصيّته من رذائل الأخلاق، بحيث يصعب أن يكمل الإنسان طريق الأخوّة معه، وسرعان ما يتعرّض للتزلزل أو الشقاق، وربّما كان الجواب غير ذلك حيث إن تصوّر الأسباب الداعية للعلاقة بالناس لا تكاد تُحصى وتختلف من شخص إلى آخر والّذي نريد تسليط الضوء عليه هنا ليس إلَّا ميزان اتّخاذ الإخوان كما أرشدتنا إليه الأحاديث الشريفة الواردة عن أئمّتناعليهم السلام والّتي صنّفت نوعين من الأخوّة أحدهما مذموم والآخر مطلوب، والمستفاد هو طالما كان الدافع إلهيًّا ولوجهه تعالى فالأخوّة مرغوب بها، وإلَّا إذا كان دنيويًّا فهي مرغوب عنها.
ولذا، حريّ بنا أن نقف موقف السؤال لأنفسنا ونقول لماذا نؤاخي فلانًا دون فلانٍ؟
والحقيقة أنّ الأخوّة النفعيّة الدنيويّة هي عداوة، لأنّها تستبطن خيانة للطرف الآخر حيث لا تقوم على الصدق في بذل المودّة له لقاء ما حثّ عليه الدين الحنيف أو رجاء ثواب الآخرة، بل لأجل المكاسب التجاريّة والمصالح الزائلة وليس غريبًا في حالة كهذه أن ينتهي الأمر بالفراق أو القطيعة حينما تنقضي المصالح أو عندما يوجد بديل عنه يُمكن الاستفاة منه أكثر من سابقه، فقد جاء عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "كلُّ مودّةٍ مبنيّةٌ على غيرِ ذاتِ اللهِ ضلالٌ، والاعتمادُ عليها مُحالٌ"[1].
وعنه (عليه السلام): "الناسُ إخوانٌ فمنْ كانَت أخوّتهُ في غيرٍ ذاتِ اللهِ فهي عداوةٌ".
وذلك قوله عزّ وجلّ: ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾[2]. [3]
وليس بالإمكان أن يُزان نجاح الأخوّة وفشلها بالغُنم والغُرم الدنيويّين، بل ما دامت لمحض المصلحة الدنيويّة فهي فاشلة يبوء صاحبها بالحرمان جاء في الحديث: "من آخى في اللهِ غَنِمَ ومن آخى في الدنيا حُرِمَ"[4].
ومن يوقن أنّ الآخر إنّما يزعم أنّه أخوه لكن ليس في الله فإنّ عليه الحذر منه والانتباه الدائم، صيانة لنفسه وحفاظًا على دينه جاء في الخبر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "منْ لمْ تكنْ مودّتهُ في اللهِ فاحذرْه، فإنَّ مودّتهَ لئيمةٌ وصُحبَتهُ مشؤومةٌ"[5].
وينشأ الشؤم في هذه الصحبة بِلحاظ أهدافها والبواعث عليها باعتبارها غير منزّهة عن إظهار شيء وإضمار شيء آخر، إضافة إلى أنّها في غير السبيل الّذي أراده الله لها، حيث أراد أن تكون أخوّة في ذاته لكنّ الإنسان إذا أرادها في غير الله، فما عساها تكون؟
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|