أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
4234
التاريخ: 2024-08-30
222
التاريخ: 27-11-2014
2535
التاريخ: 14-06-2015
1922
|
المصاحف الباقية إلى قرون
منها : مصحف عبد الله بن مسعود ، قال الحسين بن محمد الديار بكري في تاريخ [ 18 ] الخميس « 1 » : « ولمّا بلغ ابن مسعود إنه أْحرق مصحفه ، وكان له نسخة عند أصحابه بالكوفة أمرهم بحفظها الخ » ذكره في جواباته عن مطاعن عثمان ، كما في العبقات .
قال محمد بن إسحاق النديم في فهرسه الذي ألفه في سنة 377 ما لفظه « 2 » : « رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف ابن مسعود ليس فيها مصحفان متفقان ، وأكثرها في رقّ كثير النسخ ، وقد رأيت مصحفاً قد كتب منذ نحو مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب » إلى آخر كلامه .
ومرّ أنّ الحسين بن حمدان الخصيبي الخبلاني المتوفى سنة 358 أو سنة 346 وكانت ولادته في سنة 260 قال في الهداية « 3 » : « وجدت في قراءة ابن مسعود » الظاهر في أنّه رأى مصحفه ، بل الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المتوفي سنه 588 قال في مناقبه ما لفظه المحكي في البحار « 4 » : « رأيت في مصحف ابن مسعود ثمانية مواضع « علي » ( عليه السلام ) فيظهر بقاءه إلى عصره .
ومنها : مصحف أبيّ بن كعب بقي إلى عصر فضل بن شاذان القمّي المتوفى سنة 240 ، وقد رآه ثقة من أصحابنا بالبصرة عند محمد بن عبد الملك الأنصاري الذي كان يروي عن آبائه عن أبيّ ، وقد أخبر ذلك الثقة الفضل بن شاذان بترتيب سوره ، وحكاه ابن النديم عن الفضل بن شادان في فهرسه « 5 » مفصلًا ، كما حكى في الفهرست « 6 » عن الفضل ترتيب السور في مصحف عبد الله بن مسعود ، وبينَ ترتيبي المصحفين على ما حكاه ابن النديم عن الفضل بن شاذان مخالفة من جهاتٍ مع ما أورده السيوطي في الاتقان « 7 » عن ابن اشته من ترتيبهما.
ومنها : مصحف عقبه بن عامر الجهني المخالف لمصحف عثمان رآه بمصر أبو سعيد بن يونس الذي مات بمصر في سنه 347 كما مر تفصيله .
ومنها : مصحف خالد بن أبي الهيّاج صاحب علي ( عليه السلام ) كتبه بخطه ، وبقي إلى القرن الرابع حتى رآه ابن النديم كما ذكره في الفهرست ص - 60 وقال « 8 » : « رأيته في قمطر كبير وهبه بعض الشيعة من أهل الكوفة عند قرب موته لصاحبه الشيعي محمد بن الحسين المعروف بابن أبي بعره الذي كان بياّعاً للكتب ، وله خزانة ما رأيت لأحد مثلها في كثرة » إلى قوله : « توفي ابن أبي بعرة وفقدنا بعد موته القمطر بجميع ما فيه من التحف والكتابات والخطوط للعلماء إلا هذا المصحف الذي وصل إلى أبي عبد الله بن جاني ( قدس سره ) » انتهى ملخصاً .
يستفاد من مجموع الاخبار والسير أنّ اختلاف تلك المصاحف ما كان في مجرد ترتيب السور تقديماً وتأخيراً فقط ، فإنّ هذا الاختلاف لا ينشأ منه خوف ضياع القرآن ، واختلاف الأمّة فيه حتى يجب دفعه بحمل جميع النسخ على ترتيب واحد ، كما نرى في ديوان واحد يعمل على أنحاء ، فتارة تعمل قصائده على حسب زمان نظمها وإنشائها أولًا فأوّلًا ، وأخرى يعمل بترتيب الأنواع كالغزل والتشبيب والمديح والرثاء ، وثالثة بترتيب حروف القوافي ، بل كان اختلاف المصاحف في ترتيب السور ، وفي عددها ، وفي ترتيب بعض الآيات تقديماً وتأخيراً ، وفي هيئات بعض الكلمات والحروف بزيادة أو نقص أو تبديل كلمة بأخرى مرادفة أو غير مرادفة مغيّراً للمعنى أو غير مغير له ، ولا شك أنّ الاختلاف كذلك إنّما حدث في المصاحف من قبل الكتاب والقراء والجامعين والزوار « 9 ».
ففي الدر المنثور « 10 » ج 1 ص 1 : « أخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلواة ، وابن الأنباري في المصاحف كلّهم عن محمد بن سيرين أنّأبيّ بن كعب كان يكتب فاتحة الكتاب والمعوّذتين و « اللهم إياك نعبد واللهم إياك نستعين » ، ولم يكتب ابن مسعود شيئاً منهن ، وكتب عثمان بن عثمان فاتحة الكتاب والمعوّذتينً »
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : « كان عبد الله لا يكتب فاتحة الكتاب في المصحف » وقال : « لو كتبتها لكتبت في أوّل كل شئ » .
وحيث أنّ القرآن الشريف هو وحي واحد من عند الواحد إلى الواحد ، وتقرر الشئ الواحد بأنحاء متعددة متخالفة مستحيل عقلًا ؛ للمضادة ، فالقرآن ما نزل إلا على حرفٍ واحد وقراءة واحدة ، وحديث سبعة أحرف ووجوه موضوع ، إلا أنْ يكون لفظه أو مراده بسبعة وجوه : الأنواع من الأوامر والنواهي والقصص ، إلى غير ذلك مما شرح في أحاديث كثيرة ، وأقوال مذكورة في الإتقان « 11 » كيف ونزول القرآن على أنحاء مختلفة قد نفاه قوله تعالى : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء: 82] حيث أستدل على عدم تحقق الاختلاف فيه على كونه من عند الله ، فلا شك في أنّ أختلافات المصاحف ليست من عند الله ، والمنزل من عنده ليس له إلا وجه مشخص واحد . . . . « 12 » ما أنزل ، وَجَبَ على كل مسلم . . . . والمنزلة . . . . ، فواجب على رئيس المسلمين النافذ كلمته والعالم بخصوصيات القراءة المنزلة أن يبديها ويعينها لهم ؛ صوناً لكتاب الإسلام الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42] ، عن معرضيه الضياع و . . . الاختفاء واختلاف الأمة فيه .
____________
( 1 ) تاريخ الخميس : 2 / 273 .
( 2 ) الفهرست : 29 .
( 3) الهداية الكبرى : 91 .
( 4 ) مناقب آل أبي طالب : 2 / 301 ، والبحار : 35 / 56 .
( 5 ) الفهرست : 29 / 30 .
( 6 ) الفهرست : 29 ، باب ترتيب القرآن في مصحف عبد الله بن مسعود .
( 7 ) الإتقان : 1 / 175 ، 176 .
( 8 ) الفهرست : 46 .
( 9 ) كذا في المخطوط . . . وربما تكون « الذوات » ويعني بهم عليةٍ القوم والأصحاب وربما عنى بالزوار : المزورين الذين حاولوا التلاعب بالمصاحف كالزنادقة واليهود أخزاهم الله .
( 10 ) الدر المنثور : 1 / 2 .
( 11 ) الإتقان : 1 / 129 وما بعدها .
( 12 ) هنا كَلمات مطموسة لم نتمكن من قراءتها . . . والباقي قرأناه بصعوبة بالغة . ولم نغير حرفاً ولم نشأ التكهن بوضع كلمات من عندنا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|