المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

suction (adj.)
2023-11-23
مصادر الحصول على الأخبار- الصحف الأجنبية والمحلية
7/11/2022
إرشاد ديني للممرضات
19-1-2016
عش مثل طفل في عامه الخامس
18-5-2022
الأنماط المختلفة للعلاقات المكانية بين المدينة وريفها- العلاقات الدينية
24/10/2022
Diphthongs CHOICE
2024-06-25


الشباب ومشكلة الحروب  
  
596   04:34 مساءً   التاريخ: 2024-08-24
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 178 ــ 180
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

لا شك في أن الشباب يكونون دائماً ضحية لسياسات أنظمتهم الهوجاء والرعناء، إذ أنهم يمتلكون طاقة وقوة كان ينبغي الإستفادة منها في موارد أخرى تعود على البلد بالخير والعطاء. وبالتالي فهم ضحية الحروب الظالمة. وكم عانت البشرية منها، وكم استهلكت تلك الحروب من الشباب وهدرت من الطاقات. فالحرب أينما وقعت دارت على رؤوس الشباب بشكل أساس. وكانوا ضحاياها في ساحات القتال. كما أنهم ضحاياها لتخلف التنمية إبان الحرب وتناقص الخدمات وتدهور الاقتصاد. فالشاب الذي يجند للحرب كثيراً ما يطول تجنيده سنوات عديدة في ثكنات الجيش أو مواقع القتال. فيحال بينه وبين مستقبله وبناء حياته الأسرية، من الزواج وإنجاب الأبناء، ومواصلة الدراسة، والعمل والإنتاج، كما تكون الحروب مصدراً للقلق والإضطراب النفسي والجسمي لدى جيل الشباب الذي يُساق إلى الخدمة العسكرية وساحات القتال بقرار من تجار الحروب.

وقد كشفت حرب فيتنام والحرب الكورية وحرب صدام في الخليج والحرب العراقية الإيرانية ومن قبلها حروب كثيرة أهلية ودولية، عن الآثار التدميرية على الملايين من الشباب كضحايا ومعاقين ومصابين بأمراض نفسية. هذا في الحروب الظالمة. أما الحرب العادلة، حرب الدفاع عن المقدسات والمبادي الحقة، أو حماية مصالح الأوطان والأمة والقيم السامية النبيلة، لهي حرب مقدسة. وهي إحدى عناصر حماية الأمن والسلم.

والإسلام وفق منطقه، ومنهجه في فهم الحياة والموت والآخرة قد جعل الجهاد والشهادة من المبادئ السامية. قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الزمر: 69].

وفي موضع آخر أوضح القرآن الكريم أن القتال يجب أن يكون ضد الطاغوت (ضد الطغاة) الذين يتجاوزون على أمن البشرية وحقوقها. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

وهكذا فإن الشباب في منطق الحرب المادية هم وقود الحرب وأدوات لمصالح الحكام والطغاة، وتجار الحروب.

وفي منطق الإسلام إن القادرين على الجهاد يتحملون مسؤولية الدفاع عن الوطن والمواطن والثروة وجميع المقدسات، ومحاربة الظلم والفساد والطغيان. ودعوة القرآن إلى البشرية هي دعوة الحب والسلام قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (وهل الدين إلا الحب) (1). وليست دعوة الحروب والعدوان قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنفال: 61].

أعزاءنا الشباب:

إن القتال في منطق الدين هو الدفاع عن الحق وأهله ودفع العدوان، وإزاحة كابوس الطواغيت عن طريق الهدى والسلام.

وشتان بين جيلين من الشباب، جيل يعيش نظرية الحب والسلام، ويعتبر الحرب أداة للدفاع عن الحق، وجيل يعيش على الحرب كأداة للظلم والاستغلال والعدوان على حقوق الآخرين داخل البلد وخارجه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، 12 / 219. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.