المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



لا تعطِ الآخرين عذراً جاهزاً  
  
320   12:09 صباحاً   التاريخ: 2024-08-11
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص97ــ98
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016 2467
التاريخ: 29-6-2016 2915
التاريخ: 9-10-2021 1855
التاريخ: 25-7-2016 1865

في التعامل مع الناس لا يجوز أن نعطي أعذاراً مسبقة لهم، لكي لا يلتزموا بما يجب عليهم..

ألا ترى كيف أن النبي يعقوب (عليهم السلام) عندما قال لأولاده - بعد أن طلبوا منه أن يصحبوا يوسف (عليه السلام) معهم - {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف: 13] وكيف استغلوا هذه الحجة لتبرير غياب يوسف عندما {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} [يوسف: 16] إِذ {قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: 17].

وهكذا فلا يجوز أن تعطي الآخرين عذراً جاهزاً.. فلا تقل مثلاً لولدك وأنت تطلب منه أن يؤدي واجباته المدرسية: (أعرف أنك تعب جداً، ولكن لا بد أن تؤدّي ما عليك) فلربما استغل حجة التعب للتخلص من أداء واجباته واعترافك يتعبه سيكون حجة عليك.

وكذلك لا تقل للموظف عندك: (أنت تصل متأخراً إلى المكتب، لكني أعرف أنك لا تحب الاستيقاظ باكراً وأنك تستصعب العمل في الصباح). فحين تقدّم عذراً كهذا يفهم الآخر أن ما فعله ليس خطأ فيفتح أمامه مجال الإمعان في استغلال ذلك الواقع، فضلاً عن أنه يعتبرك ضعيفاً.

ولا بد أيضاً أن تتوقف عن استعمال العبارات التي تكون مثابة دعوة للآخرين لكي يغبنوك ويهضموا حقك مثل: (أنا لست كبيراً جداً)، أو (لست بارعاً)، أو (لن أستطيع فهم المسائل القانونية إطلاقاً). فهي بمثابة رخصة للآخرين حتى يستغلوك.

عندما تواجه متبرماً أو متطفلاً أو كثير نقاش أو متبجحاً أو ثقيل ظل أو من يماثلونهم من هاضمي حقوق الآخرين، فعليك بوصف تصرفاتهم بعبارات مثل: «لقد قاطعتني لتوك»، أو (أنك تتذمر من أمور لن تتغير إطلاقاً). فمثل هذا الأسلوب وسيلة ممتازة تجعل الناس يدركون أسلوبهم المجافي، وكلما ازداد هدوؤك وصراحتك في توجيه ملاحظاتك وآرائك إلى صلب الموضوع، تضاءل الوقت الذي تقضيه في مقعد الضحية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.