المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

الصفات المعتمدة في تصنيف التربة
2024-07-17
صفات الله الذاتية والفعلية
28-09-2014
حاسوب مهجن hybrid computer
12-3-2020
إضاءة أخلاقيّة.
2024-01-15
سنن إزالة النجاسات
1-2-2023
Spectrin
28-2-2020


ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / تعليم القرآن  
  
298   11:15 صباحاً   التاريخ: 2024-08-10
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص142ــ152
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية يحتوي على جميع الأحكام والقوانين من أجل سعادة الإنسان وهدايته، فالقرآن عبارة عن المائدة السماوية والكنز الذي يحتوي

على الحقائق والأسرار الإلهية.

إن القرآن الكريم ربيع القلوب المتصدأة والأفكار المتحجرة والمريضة، فهو شفاء لما في الصدور، والحبل الإلهي المتين، ينجو من تمسك به واعتصم، ويهلك من تخلف عنه، وجعله وراء ظهره.

إن القرآن هدىً للعالمين، فيه ضمان سعادة كـلّ مـن عـمـل بـه واتبع هداه، فتلاوته مفتاح الارتباط بالحق تعالى والتدبّر في آياته ييقظ القلوب وينعش العقول.

قال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في وصفه للقرآن: ((هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى المؤدّي إلى الجنّة والمنجي من النار، لا يخلق مـن أزمنة، ولا يغثّ على الألسنة؛ لأنه لم يجعل لزمان دون زمان...))(1).

ومن هنا فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يولي القرآن أهمية خاصة، كما أن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) كانوا ـ مضافاً إلى اهتمامهم الشديد بالقرآن ـ يدعون أبناءهم إلى حفظ القرآن وتعليمه والعمل به، ويرغبونهم في ذلك، وكانوا يعتبرون تعليم القرآن من أحد الحقوق المسلّمة للولد على أبويه:

1ـ الوصية بالقرآن

أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) ولده الحسن (عليه السلام)، فقال: ((الله الله في القرآن، فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم))(2).

تعليم القرآن

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حق الولد على والده أن يُحسّن اسمه... وَيُعَلِّمه الكتاب))(3).

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ((علموا أولادكم ياسين فإنها ريحانة القرآن))(4).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ((حق الولد على والده إذا... انثى يعلمها سورة النور))(5).

وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) في حفظ القرآن

قال أبو عمر النحوي: جاء غالب إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بالفرزدق بـعد الجمل بالبصرة، فقال: إنّ ابني هذا من شعراء مضر فاسمع منه، قال: ((عَلمه القرآن)) فكان ذلك في نفس الفرزدق فقيّد نفسه في وقت، وآلى أن لا يحل قيده حتى يحفظ القرآن(6).

3ـ أجر حفظ القرآن الأخروي

وردت روايات كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) بأن الله تعالى ســوف يجزي الآباء والأمهات الذين علموا أبناءهم وحفظوهم القرآن، ومما روي في ذلك:

أ. تتويج الآباء بتاج الملك

قال معاذ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ((ما من رجل علّم ولده القرآن إلا توّج الله أبويه يوم القيامة بتاج الملك، وكُسيا حلّتين لم يرَ الناس مثلهما))(7).

ب الجزاء العجيب

قالت عائشة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من عَلَّمَ ولداً له القرآن قلده الله عز وجل يـوم القيامة بقلادة يُعجب منه الأولون والآخرون))(8).

ج. لباس الجنة جزاء تعليم القرآن

وقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((ومن علّمه القرآن دعي الأبوان، فكُسيا حلّتين يُضيء نورهما وجوه أهل الجنة))(9).

د. سيماء من تعلم القرآن يوم القيامة

وعنه (عليه السلام)، قال: ((تعلموا القرآن؛ فإنّه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون، فيقول له: أنا القرآن الذي كنتَ أسهرت ليلك، وأظمأت هواجرك وأجففت ريقك، وأسبلت دمعك فأبشر، فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه، ويُعطى الأمان بيمينه والخلد في الجنان بيساره، ويُكسى حلّتين، ثمّ يقال له: اقرأ وارقَ، فكلما قرأ آية صعد درجةً، ويُكسى أبواه حلّتين إن كانا مؤمنين، ثمّ يقال لهما: هذا لما علّمتماه القرآن))(10).

هـ. ثقل الميزان وجواز العبور على الصراط

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من علّم ولده القرآن... ويثقل ميزانُه، ويُجاوِز به على الصراط كالبرق الخاطف، ولم يفارقه القرآن حتى ينزل من الكرامة أفضل ما يتمنى))(11).

ترغیب معلم القرآن

روى محمد بن علي بن شهر آشوب أنّ عبد الرحمان السلمي علم ولد الحسين (عليه السلام) الحمد، فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار وألف حلّة، وحشا فاه درّاً، فقيل له في ذلك، فقال (عليه السلام): ((وأين يقع هذا من عطائه ـ يعني تعليمه ـ ))(12).

5. آثار تعلیم القرآن

أ. تأخير العذاب

روى الشيخ الصدوق: ((إنّ الله تبارك وتعالى ليريد عذاب أهل الأرض جميعاً حتى لا يريد أن يحاشي منهم أحداً، إذا عملوا بالمعاصي، واجترحوا السيئات فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات والولدان يتعلمون القرآن رحمهم وأخر ذلك

عنهم))(13).

ب ثواب عشرة آلاف حجة وعمرة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من علم ولده القرآن فكأنما حج البيت عشرة آلاف حجة، واعتمر عشرة آلاف عمرة، واعتق عشرة آلاف رقبةً من ولد إسماعيل، وغزا عشرة آلاف غزوة، وأطعم عشرة آلاف مسكين مسلم جائع، وكأنما كسى عشرة آلاف عارٍ مسلم، ويكتب له بكل حرف عشر حسنات، ويمحو الله عنه عشر سيئات، ويكون معه في قبره حتى يُبعث))(14).

6ـ الترغيب في قراءة القرآن

أ. تأديب الأولاد بتلاوة القرآن

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظلّ الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه))(15).

ب. قراءة سورة الكافرون عند النوم

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبعض أصحابه: ((إذا أردت المنام فاقرأ هذه السورة ـ يعني الجحد))(16).

وقال صلوات الله عليه وآله: ((قولوا لصبيانكم إذا أرادوا المنام أن يقرأوا هذه السورة حتى لا يتعرّض لهم الجن))(17).

ج. تلاوة القرآن عند الأسحار

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((كان أبي كثير الذكر ... وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ، ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر))(18).

د. وصية الصادق (عليه السلام) لولده إسماعيل

روى حريز عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال لولده إسماعيل: ((يا بني، اقـرأ المصحف، فقال: إني لستُ على وضوء، فقال: لا تمس الكتابة ومس الورق))(19).

هـ. تلاوة القرآن بصوت مرتفع

روى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((إنّ علي بن الحسين كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن حتى يُسمِعَه أهل الدار))(20).

7ـ أثار تلاوة القرآن في الدار

لقراءة القرآن في الدار آثار حسنة تملأ ذلك الدار وأهله نوراً، فالحري بـنـا تـعليم أبنائنا قراءة آياتٍ من القرآن في كلّ يومٍ بصوتٍ حسنٍ وعذب، والآن نحاول أن نشير إلى بعض تلك الآثار:

أ. كثرة الخير والبركة

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن، فإنّ البيت إذا قُرِئ فيه تيسر على أهله، وكثر خيره، وكان سكانه في زيادة))(21).

ب. رواح الملائكة ومجيئها إلى تلك الدار

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((البيتُ الذي يُقرأ فيه القرآن ويُذكر الله عزّ وجلّ فيه تَكثُر بركته، وتحضره الملائكةُ وتَهجُره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض))(22).

8ـ آثار ترك قراءة القرآن في الدار

كما أن قراءة وتلاوة القرآن في الدار تؤدّي إلى إضاءة الدار، وتزيد فيه الخيرُ والبركةُ على أهلِه، وتكون سبباً لرواح الملائكة ومجيئها، كذلك لترك قراءة القرآن آثار عكسية، نشير إليها:

أ. قلة الخير والبركة على أهل الدار

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن فإنّ البيت... إذا لم يُقرأ فيه القرآن ضُيّق على أهله، وقلّ خيره، وكان سكّانُه في نقصان))(23).

ب. رواح الشياطين ومجيئهم إلى تلك الدار

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((إنّ البيت الذي لا يُقرأ فيه القرآن، ولا يُذكر الله عزّ وجل تقل بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين))(24).

9. تعليم الأطفال على المستحبات

ومن الوظائف الأخلاقية التي تكون على عاتق الأبوين بالنسبة لأبنائهم، هو تعرّفهم وتعليمهم المستحبات والأفعال غير الواجبة في الشريعة والمؤكد على فعلها، بذلك يكون الأبوان عاملين ومبلّغين لهذه السنن الحميدة، كما لو أخذ الأب بيد ولده إلى المسجد، وأجلسه إلى جانبه، وعلّمه أحكام صلاة الجماعة وأهمية الحضور في الجماعات، أو ترغيبه ولده في الصلاة أوّل الوقت وصلاة النافلة واليقظة مبكراً، وبيان أهمية صلاة الليل.

قد يتصوّر البعض أن تكليف الأطفال والأحداث بالمستحبّات يؤدّي إلى تضجرهم وتنفّرهم عن فعل الواجبات، لكن هذا التصوّر خاطئ ومنشأه الجهل بوصايا وإرشادات المعلمين والمتخصصين بالإسلام؛ لأنّ تعاليم الأئمة ليست جزافاً، بل نابعة من المعرفة التامة بخصوصيات الإنسان، مضافاً إلى كونها شذرات من الوحي الإلهي.

ثم إننا نجد في وصايا المعصومين (عليهم السلام) بأن التعرّف على الأحكام والسنن الدينية والعمل بها يُجلّي القلوب، ويزيح عنها الرينَ، وتُحَلّق روحَ الأحداث الطاهرة في ظلّ الارتباط بالخالق في أفق الكمال اللامتناهي، فيكون لها بذلك صفاء وجلاء ملكوتي خاص. لكن وكما أشرنا سابقاً لابد أن يكون ترغيب الأبناء في العمل بالواجبات والمستحبّات طبيعياً وخاضعاً للأصول التربوية لا بالقوة والقسر، وإليك نماذج من تلك المستحبات:

1. الحضور في صلاة الجماعة

ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره قوله تعالى: {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ}: دخل أبو طالب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي وعلي بجنبه، وكان مع أبي طالب جعفر، فقال له أبو طالب: صل جناح ابن عمّك، فوقف جعفر على يسار رسول الله (صلى الله عليه وآله)(25).

2. الترغيب لإقامة الليل

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((رحم الله عبداً قام في الليل، وأيقظ أهله فصلوا، ألا وإن أفضل الأعمال صلاة الرجل بالليل، والذي نفسي بيده إنّ الرجل إذا قام من الليل يصلّي، تسبّح ثيابه ومن حوله))(26).

وقال علي (عليه السلام): ((وأُوصيكم بقيام الليل من أوّل زوال الليل إلى آخره، فإن غلبكم النوم ففي آخره، فمن منع لمرض فإنّ الله يعذر بالعذر))(27).

وقال زيد بن علي: كان أبي (علي بن الحسين (عليه السلام)) لا يفرّط في صلاة خمسين ركعةً، قلت: وكيف صلاة الخمسين ركعةً؟ قال: ((سبع عشرة ركعة الفرائض، وثمان قبل الظهر، وأربع بعدها، وأربع قبل العصر، وأربع بعد المغرب، وثمانٍ صلاة السحر، وثلاث الوتر وركعتا الفجر)) قال: وكان علي بن الحسين (عليه السلام) يعلمها أولاده(28).

3ـ الترغيب في قضاء النوافل اليومية

قال الإمام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وصف أبيه علي بن الحسين (عليه السلام): ((وكان يقضي ما فاته من صلاة نافلة النهار في الليل، ويقول: يا بني، ليس هذا عليكم بواجب، ولكن أحبّ لمن عوّد منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها))(29).

4ـ ركعتا نافلة العشاء

قال أبوعبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((كان أبي يصلّي بعد عشاء الآخرة ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما مائة آية، وكان يقول: من صلّاهما وقرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين))(30).

5ـ تعليم النبي (صلى الله عليه وآله) الزهراء (عليها السلام) صلاة ليلة الأربعاء

قالت السيدة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن من صلّى ست ركعات قرأ في كل ركعة منها فاتحة الكتاب ثمّ: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَقِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، ثـم يـصـلـي عـلـى النبي (صلى الله عليه وآله) بما هو أهله، غفر الله له مقدار سبعين سنة من ذنوبه وأعطاه ثواباً لا يحصى))(31).

6. تعليم تسبیحات فاطمة الزهراء (عليها السلام)

روى أبو هارون المكفوف عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال له: ((يا أبا هارون، إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة، كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه فإنّه لم يلزمه عبد فشقي))(32).

7ـ إحياء ليلة النصف من شعبان

قال زيد بن علي، كان علي بن الحسين (عليه السلام) يجمعنا جميعاً ليلة النصف من شعبان ثمّ يجزيء الليل أجزاءً ثلاثة، فيصلي بنا جزءً، ثمّ يدعو فنؤمن على دعائه، ثم يستغفر الله ونستغفره ونسأله الجنّة حتى ينفجر الفجر(33).

8ـ إحياء ليلة القدر

روى عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهما السلام) عن علي (عليه السلام) قال: ((قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه، ولو كانت عدد نجوم السماء، ومثاقيل الجبال ومكائيل البحار))(34).

9ـ إحياء ليلة عيد الفطر

روى ابن طاووس عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ((كان علي بن الحسين (عليه السلام) يُحيي ليلة عيد الفطر بصلاة حتى يصبح، ويبيت ليلة الفطر في المسجد، ويقول: يا بني، ماهي بدون ليلة - يعني ليلة القدر))(35).

10. حفظ بعض الأدعية

عن السجاد (عليه السلام) عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله) ((... وقد هبط به (أي دعاء جوشن الكبير) على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في بعض غزواته وعليه جوشن ثقیل آلمه فقال: يا محمد (صلى الله عليه وآله) ربك يقرئك السلام، ويقول لك: اخلع هذا الجوشن واقرأ هذا الدعاء، فهو أمان لك ولأمتك))(36).

حينئذ قال (عليه السلام): ((إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قال: لقد أوصانا أبي (عليه السلام) بحفظ واحترام هذا الدعاء، وأمرني أن أكتبه على كفنه، وأن أعلّم ذلك لأسرتي وأُرغبهم عـلى قـراءتـه وتعليمه)) ثم بين (عليه السلام) دعاء جوشن الكبير.

يا بني اقرأ عند المنام هذا الدعاء

قال معاوية بن وهب حضر أحد أولاد الصادق عند أبيه (عليه السلام) وقال لأبيه: ((يا أبه أُريد النوم، فقال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بجلال الله، وأعوذ بسلطان الله، إنّ الله على كلّ شيء قدير، وأعوذ بعفو الله، وأعوذ بغفران الله، وأعوذ برحمة الله من شر السامة والهامة، ومن شر كل دابة صغيرة أو كبيرة بليل أو نهار، ومن شرّ فسقة الجن والإنس، ومن شر فسقة العرب والعجم، ومن شرّ الصواعق والبرد اللهم صل على محمد جدّك ورسولك))(37).

___________________________

(1) بحار الأنوار، ج 17، ص 211.

(2) كنز العمال، ج 16، ص 417.

(3) تحف العقول، ص194.

(4) أمالي الطوسي، ج 2، ص 190.

(5) وسائل الشيعة، ج 15، ص 199.

(6) قاموس الرجال، ج 7، ص 307.

(7) وسائل الشيعة، ج 4 ص 825.

(8) كتاب العيال، ج 1، ص 478.

(9) عدة الداعي، ص 79.

(10) الكافي، ج 2، ص 441.

(11) مستدرك الوسائل، ج 1، ص 290.

(12) نفس المصدر، ج 4، ص 247.

(13) وسائل الشيعة، ج 3، ص 481.

(14) مستدرك الوسائل، ج1، ص 290.

(15) كنز العمال، ج16، ص 456.

(16) مستدرك الوسائل، ج4، ص 295.

(17) نفس المصدر.

(18) بحار الأنوار، ج 46، ص 297.

(19) الاستبصار، ج 1، ص 113.

(20) وسائل الشيعة، ج 4، ص 858.

(21) عدة الداعي، ص269.

(22) وسائل الشيعة، ج 4، ص 850.

(23) عدة الداعي، ص 269 وسائل الشيعة، ج 4، ص 851.

(24) وسائل الشيعة، ج 4، ص 850؛ بحار الأنوار، ج 93، ص 161.

(25) مستدرك الوسائل، ج6، ص 338، نقلاً عن تفسير علي بن إبراهيم القمي.

(26) نفس المصدر.

(27) نفس المصدر، ج3، ص 151.

(28) مسند زید، ص 118.

(29) كشف الغمة، ج 2، ص 287.

(30) مستدرك الوسائل، ج 4، ص 204.

(31) نفس المصدر، ج 1، ص 371.

(32) أمالي الصدوق، ص 518.

(33) وسائل الشيعة، ج 5، ص 241.

(34) نفس المصدر، ج 5، ص 173.

(35) اقبال الأعمال، ص 27.

(36) مفاتيح الجنان، ص 86.

(37) مستدرك الوسائل، ج5، ص 42. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.