أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-06
768
التاريخ: 2023-12-24
1014
التاريخ: 2024-07-03
527
التاريخ: 2023-11-19
1012
|
يعود فضل اهتمام البرتغال بالكشوف الجغرافية الى الأمير هنري الملاح (1394 - 1410) ابن الملك جان الأول الذي كان يرغب في السيطرة على شواطئ المغرب المطلة على المحيط الاطلسي بغية الوصول الى غانا والاستيلاء عليها بدافع الحماس الديني من جهة والكسب المادي من جهة ثانية. ولتحقيق هذه الرغبة التي تنبتها البابوية أصدر البابا نقولا الخامس (1447 - 1455) مرسوماً بعث به الى هنري يشجعه على المضي في عمله ويمنحه الحق في السيطرة على جميع البلاد التي تخضع للمسلمين. (ان سرورنا لعظيم ان نعلم ان ولدنا العزيز هنري امير البرتغال قد سار في خطى ابيه، الملك جون، بوصفه جندياً قديراً من جنود المسيح ليقضي على اعداء الله واعداء المسيح من المسلمين والكفرة) (1). بدأ هنري عمله في تأسيس اكاديمية بحرية ومرصداً. وجمع لديه مجموعة كبيرة من العلماء الجغرافيين والخرائط التي كانت موضوعة حتى عصره. وفعلاً بدأت تباشير النجاح عندما كشف البرتغاليون جزائر ماديرا وجزر أزور ومصب نهر السنغال ثم الرأس الأخضر حيث وصلوا الى غانا. وقد سجل كشف غانا حدثاً مهماً في التاريخ الحديث حيث بدأت منها تجارة الرقيق التي حققت ارباحاً طائلة على المشتغلين بها. وازداد الاقبال على هذه التجارة بعد حركة الكشوف الاميركية حتى ادت الى قيام مجتمع غير متجانس في الولايات المتحدة الاميركية ووضعت قضية الملونين التي ما زالت حتى يومنا من المشاكل الاجتماعية التي يصعب حلها. بعد الكشف البحري الى غانا، ازداد تطلع البرتغاليين الى اكتشاف طريق يؤدي الى الهند. فنجحوا في عبور خط الاستواء سنة 1471. وتوصلوا بعدها الى كشف مصب نهر الكونغو. وهكذا احتكر البرتغاليون طريق الملاحة البحرية على طول الشاطئ الافريقي الى غينيا. اما كشف الطريق البحرية عبر رأس العواصف، الذي أطلق عليه فما بعد رأس الرجاء الصالح، انما يعود الى سنة 1487 عندما قام الملاح البرتغالي برتلمي دياز (Diaz) على رأس حملة بحرية برحلة على محاذاة الشاطئ الافريقي ووصل الى اقصى الطرف الجنوبي لأفريقيا بل عبره وسار بمحاذاة الشاطئ الشرقي. ولكنه ما لبث ان اضطر الى العودة بعد ان رفض بحارته التوغل في المغامرة. وفي عهد مانويل الثاني ملك البرتغال بدأت رحلة فاسكودي غاما (Vasco de Gama) سنة 1497 في أربع سفن ومائة وخمسين بحاراً. فوصل الى موانئ شرق افريقيا في العام التالي. وكان فيها موزمبيق وممبسه (Mambassa) ثم ما ليندي(Malinde) التي تتبع حالياً جمهورية كينيا. ومن هذا الثغر أبحر فاسكو باتجاه الهند مصطحباً معه البحار العربي ابن ماجد) شهاب الدین احمد بن ماجد السعدي النجدي) الذي ترك مؤلفات عديدة في اصول علم البحر. وكان ابن ماجد يمتلك اسطرلاباً من المعدن وخرائط تتصف بالدقة المتناهية لمعرفة خطوط الطول والعرض فسلمه فاسكو قيادة سفينته عندما لمس منه القدرة والمهارة على الابحار. وفي ايار من عام 1498 وصلت السفن الى ثغر كاليكوت (Calicut) على الشاطيء الغربي للهند. وكانت هذه المدينة من المراكز التجارية الشهيرة يقطنها جالية كبيرة من التجار العرب. ومكث فاسكو في كاليكوت مدة ثلاثة أشهر ليعود بعدها الى البرتغال يحمل الاحجار الكريمة والبضائع الهندية حيث وصل لشبونة عام 1499. وهكذا نجح البرتغاليون اخيراً في التخلص من احتكار تجار البندقية والعرب لطريق التوابل. وانشأوا لهم المراكز المسلحة في افريقيا الشرقية والساحل الغربي للهند وجزر المحيط الهندي والخليج العربي حتى حدود الصين واليابان (دلاجوا وموزمبيق وسوقوطره وهرمز ومسقط وسومطرا وجاوا وسيلان ...) كما أقاموا المخازن والقلاع في امكنة عديدة فتحول المحيط الهندي فعلاً الى مستعمرة برتغالية لا تستطيع اية سفينة ان تمخره الا بإذن ملك البرتغال او (ملك الفلفل). وبدت لشبونة منذ ذلك التاريخ من اهم من المراكز المالية المرموقة، بل منافساً لأعظم مدن اوروبا الغربية بما فيهـا الجمهوريات الايطالية نفسها. وما لبث البرتغاليون ان اضافوا الى كشوفهم هذه منطقة البرازيل عندما ضلت احدى حملاتهم البحرية (بقيادة كبرال) طريقها وهي متجهة نحو المحيط الهندي فوصلت الى البرازيل عام 1500 عند خط عرض 16 جنوباً. وازدادت كشوف البرتغاليين في تلك المنطقة بتشجيع ملك البرتغال مانويل (1495 - 1520) الذي وقع اختياره على رحالة ماهر هو امريكو فيسبوتشي (Amerga Vespussi) الذي أطلق اسمه على القارة الجديدة. فعرفت منذ ذلك الحين باسم القارة الاميركية.
..................................................
1- عبد العزيز الشناوي: اوروبا في مطلع العصور الحديثة دار المعارف بمصر 1969 الجزء الاول ص 94.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|