أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-8-2019
2205
التاريخ: 2023-07-20
1009
التاريخ: 2023-07-31
1390
التاريخ: 5/10/2022
1498
|
تخطيط وتنسيق الحدائق
أصبحت الحاجة إلى التوسع في المسطحات الخضراء في المدن أكثر منها في الريف، فالحدائق بأشجارها وشجيراتها وأزهارها ومسطحاتها الخضراء مع توفر ملاعب للأطفال والكبار والأسوار والنافورات وخرير المياه من مصادرها والفسقيات تعكس الصورة العامة وشخصية المناطق المنزرعة بها تلك الحدائق.
فالخضرة تؤدى إلى حماية البيئة من التلوث مما يؤثر على الناحية الصحية للبشر، وكذلك توفير الظل الوارف ورفع رطوبة الجو وتنقيته، وتقليل عوامل وتأثيرات الضوء وتلطيف الحرارة، وإضفاء الراحة النفسية على أحساسات البشر، بجانب قيامها بوظائف تخطيطية حيث تعمل على تحديد المدن والمناطق السكينة والفصل بين المرافق المختلفة بجانب تجميل وتنسيق الميادين، وكذلك مناطق الرائحة والاستجمام والمنتجعات والمسطحات.
تعد الحدائق النباتية بمثابة رباط قوي بين الإنسان وبين مفردات البيئة وعواملها المحيطة به في المجال البيئي والمحلى والعالمي، ولقد شعر الإنسان منذ بداية وجوده وتجواله في الكرة الأرضية بحاجته الماسة إلى وجود مهرب له تهدأ فيه نفسه، وتطمئن أحاسيسه ويستريح فيه وجدانه، متطلعاً لعناصر الجمال وملكاته مما يريحه عن كثرة العناء ومشقة العمل في تلك الحدائق.
ويمكن للحديقة أن تضفي عناصر السرور للإنسان من استزراع النبات بما له من بهجة وجمال، والنظر برضاء إلى مناظر الحدائق الخلابة كمكان يقضى فيه البشر وقتاً سعيداً مريحاً هادئاً هانئاً من حياته يتدبر في بدع صنع الله من مفاتن الطبيعة جدائل من فضة، من ذهب، سبكت في ألوان طبيعية رائعة، فتبارك الله أحسن الخالقين.
ولقد وضح جلياً بأن المكونات الكثيرة المختلفة لرائحة الزهور لها تأثيرات كيميائية سريعة على النفس البشرية وكذلك الحيوانات والحشرات بل وعلى النباتات الأخرى ذاتها، ولكن تتفاوت هذه التأثيرات من زهرة إلى أخرى تبعاً لمكونات رائحتها الخاصة.
فقد ثبت من الدراسات أن مكونات زهور أشجار الموالح مثل الليمون والبرتقال والنارنج يؤدى إلى الحيوية والانتعاش ورفع الروح المعنوية.
كما أن التركيب الكيميائي لزهور البنفسج يساعد على الاسترخاء ويضفي على النفس شعوراً بالهدوء والاستقرار.
وتتميز زهور الياسمين برائحتها الفريدة التي تعمل على إثارة مشاعر الحب وأحاسيس العاطفة.
ولذلك فقد كانت هذه الزهور مثار اهتمام علماء كيمياء الروائح منذ سنة 1899 م وفي نهاية السبعينيات تم اكتشاف (100) مادة كيميائية داخل زهرة الياسمين تمثل حوالي 90٪ من تركيب رائحتها الطبيعية.
ومن المثير للدهشة أن هذه المركبات المائة لم تولد داخل الإنسان عند اختبار رائحتها أي مشاعر للحب أو العاطفة، وهذا يعني أن كيمياء مواد الحب والعاطفة داخل زهرة الياسمين كانت مختفية في مكونات أخرى لم يتم التعرف عليها في هذا الوقت.
وقد تم إجراء الدراسات من أجل اكتشاف المواد غير المعروفة في رائحة هذه الزهرة الرقيقة وتم التوصل إلى اكتشاف أكثر من (40) مادة كيميائية جديدة في زهرة الياسمين.
ولكي تمارس حياتك بصورة طبيعية فاذهب إلى محلات الزهور فتجد فيها المشاعر المتجددة والأحاسيس المختلفة، وإذا أردت أن توقظ روح المغامرة داخل نفسك الساكنة فابحث عن زهور القرنفل.
وإذا أردت السعادة وبحثت عنها والخروج من حالة الاكتئاب التي تسيطر على مشاعرك الحزينة فاستنشق في الحال زهور النرجس.
وإذا فقدت القدرة على التركيز وأردت أن تعيد الحيوية إلى حياتك التقليدية فالجأ إلى زهور الليمون.
وإذا فقدت القدرة على الهدوء وأردت أن تستعيد الاسترخاء إلى أعصابك المرهقة فعليك بزهور البنفسج.
وعلى الرغم من أن زهرة البريميولا الساكنة وسط الأوراق الرحبة تلفت الانتباه إلى ألوانه الزاهية المتباينة كالأحمر، والبنفسجي، والأبيض، فأنها تؤدى إلى الكحة والطفح الجلدي لوجود مادة تفرزها الأوراق تؤثر على الجلد، ومع ذلك فإن جمالها أخاذ يوثر على النفس البشرية.
أن تخطيط الحدائق أو تنسيقها هو عبارة عن عملية فنية ذوقية إبداعية تتمثل في إيجاد نوع من الجمال الطبيعي، بطرق مختلفة، يكون هدفه النهائي بعث الجمال في ناحية من نواحيه النباتية أو بمعنى أدق استغلال نواحي الجمال المتعددة والتي خلقها الله عز وجل في المجموعات النباتية المختلفة بطرق متعددة لإخراجها على أبهى صورة ممكنة تبعث في نفس الناظر إليها شعوراً بالجمال والحس والتأمل في بديع صنع الله، مما يخلق في النفس البشرية الاحساس بالسلام والسكينة والطمأنينة فتزداد قدرتها على العمل والإنتاج والإبداع تحقيقاً للتقدم البشري في جميع المجالات، حتى يكون الإنسان بحق خليفة لله في الأرض يؤدى الرسالة المكلف بها طمعاً في الحصول على رضاء خالقه.
ومن هنا نشأ علم تنسيق وتخطيط الحدائق الذي أستوحى قواعد من الحدائق الطبيعية التي نشأت دون تدخل الإنسان، بل أن بعض الحدائق التي يصنعها الإنسان هي من هذا الطراز.
ويطلق اصطلاح Landscape على عملية تخطيط وتنسيق مكان ما يراد تجميله ويمكن تقسيمه إلى:
النوع الأول: Landscape design
يختص بتقسيم المساحات وتخطيطها وإنشاء ورصف الطرق ويختص أيضا بتخطيط المدن والقرى.
النوع الثاني: Landscape gardening
يختص بتنسيق الحدائق بالنباتات المختلفة أي بالعنصر النباتي في الحديقة وكذلك التوزيع الصحيح للنباتات في أركانها المختلفة مثل زراعة الأشجار والشجيرات والمسطحات الخضراء والمتسلقات وغيرها من نباتات الزينة.
النوع الثالث: Landscape architecture
يختص بإقامة المنشآت النباتية بالحديقة مثل البرجولات والنافورات والتراسات والتماثيل وكل الأعمال الإنشائية التي يراها المنسق لازمة لإنشاء حديقة ما.
والاتجاه الحديث يعتبر أن هذا النوع يشمل كلا النوعين السابقين أي Landscape gardening Landscape design أي أنه يشمل تصميم وتخطيط الحديقة وتقسيم مساحاتها وكذلك توزيع النباتات بها والعناية بهذه النباتات.
التقليد الحرفي لتصميم أي حديقة يعبر عن رغبة شخصية تتجاوب مع ظروف حالة المنطقة المراد تنسيقها وليس شكلاً مطابقاً لحديقة أخرى، فلكل حديقة ظروف تحكم تخطيطها وتنسيقها، وتعتبر الحديقة كغيرها من وسائل التعبير الفني الرفيع مثل لوحة فنية أو قطعة أثرية تسر لها النفس وتبتهج برؤيتها العين، وتنسيق الحدائق فن كسائر الفنون الأخرى معروف منذ القدم فلقد عرفه المصريون القدماء أيام تحتمس الثالث وحتشبسوت فنسقت الحدائق ورسمت في مقابرهم واستجلبت النباتات المختلفة لغرسها في حدائقهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|