أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-09
797
التاريخ: 2024-06-14
607
التاريخ: 2024-07-17
395
التاريخ: 2024-04-16
766
|
و «شردانا» قوم من أقوام البحر الأبيض المتوسط، ومن المحتمل أن اسم جزيرة «سردينيا» مشتق من اسم هذا الشعب كما يدل على ذلك نقش فينيقي وصل إليها من عهد القرن التاسع قبل الميلاد، وأول ظهور لفظة «شردانا» كان في خطابات «تل العمارنة» (1)؛ حيث نجدهم كانوا تابعين للحامية المصرية في «جبيل» (ببلوص)، وهذا يشعر بقيام حرب مع أقوام البحر الأبيض المتوسط في عهد «أمنحتب الثالث»، أو قبل ذلك عندما أخذ بعض هؤلاء الأقوام أسرى، وقد جاء ذكرهم صراحة بوصفهم أسرى على حسب ما ذُكر في «ورقة أنسطاسي» (رقم 2) (2) حيث أشيد إلى إعداد «شردانا» في «الأخضر العظيم» (البحر الأبيض المتوسط) بالسلاح، وهم من أسرى جلالته، وكذلك ذكروا في ورقة «أنسطاسي» مرة أخرى بوصفهم فرقة في الجيش المصري (3)، وكذلك جاء ذكرهم في قصيدة «رعمسيس» العظيمة في حديثه عن حملته الكبرى على «خيتا»؛ حيث يصف كيف أنه أعد جيشه وفرسانه، وجنود «شردانا»، الذين أسرهم جلالته ولا شك في أن تخصيص هؤلاء القوم الأجانب بالذكر في الجيش المصري دليل على الدور الهام الذي لعبوه بين فرق هذا الجيش، وقد حافظوا على مكانتهم الهامة بين الجنود المصريين، وبين المصريين عامة حتى عهد «رعمسيس الثالث»، كما يدل على ذلك ما جاء في فقرات عدة في ورقة «هارس«(4)، وكان أول ذكر «شردانا» بوصفهم أعداء مصر في اللوحة المهشمة التي وجدت في «تانيس« (5) حيث نقرأ: «… شردانا الثائرة قلوبهم … سفن حربية في وسط البحر …» هذا بالإضافة إلى ما جاء في اللوحة التي نحن بصددها في مدح «رعمسيس الثاني»، وهو: «وقد أهلك محاربين من سكان «الأخضر العظيم»، وبذلك أمضى الوجه البحري الليل نائمًا في سلام«.
شكل: جنود شردانا الذين كانوا في حرس «رعمسيس الثاني «.
وهذان الاقتباسان معًا يدلان على أن الدلتا قد هوجمت منذ سنوات عدة من البحر قبل عهد «مرنبتاح»، وأن قوم «شردانا» كانوا من بين المهاجمين، ومن حقنا إذن أن نشك في أن «رعمسيس الثاني» كان أول من صد هذا الهجوم؛ إذ يجوز أنه قد حدث في عهد أحد الملوك الذين سبقوه مباشرة. وقد عرفنا شخصية هؤلاء القوم الأجانب من منظر على جدار في مدينة «هابو» (6)؛ حيث نجد رسم سلسلة أمراء أجانب، ويتبع رسم كل أمير منهم عبارة مفسِّرة لشخصيته، وقد كُتب فوق الأمير الشرداني: «شرداني البحر»، وهو يميَّز عن كل الأمراء الآخرين بالخوذة التي يلبسها المثبتة فيها قرون، وشوكة بارزة تنتهي بقرص أو كرة، كما يمتاز وجهه بأنف أقنى، ولحية طويلة، ويتحلى بقرط كبير، ونلحظ أن تلك الخوذة الخاصة كان يلبسها جميع أفراد هؤلاء الأقوام الذين نشاهدهم في مناظر الجيش المصري، أو في مناظر مواقع القتال، غير أن معظمهم كان حليقًا. أما القرط فقد خُص به الأمراء، ويلحظ كذلك أن الخوذة كانت خالية من الشوكة أو القرص المثبت فيها، غير أنها تحتوي على شسع يمر تحت الذقن، أما أسلحتهم فكان من بينها السيف، ولكن سلاحهم الرئيسي الحربة، ولم يستعملوا قط القوس والنشاب، ووطنهم الأصلي الذين هاجروا منه هو كما ذكر لنا «رخاروف» بأدلة أثرية هامة، توحي بأنهم قد وفدوا إلى جزر البحر الأبيض، وآسيا الصغرى من بلاد القوقاز؛ إذ قد وجدت في هذه الجهات تماثيل صغيرة من البرنز من عصر البرنز بخوذات تشبه الخوذات التي على رءوسهم تمامًا، تلك التي كان يلبسها الشرداني، وهي التي قد وجد نظائرها في «سرديدنيا»، وأهم من ذلك في نظر الباحثين في هذا الموضوع، أمثال الدكتور «هول»، والأثري «سمث» ما وجد لهم من سيوف طويلة عريضة تشبه التي وُجدت مصورة مع جنود «شردانا» على جدران معبد «بو سمبل»، ومدينة «هابو»، كما عثر كذلك على سيوف قصيرة، أو خناجر مثلثة الشكل مثل التي كان يستعملها «الشردانا»، و«الفلسطينيون» على السواء (7).
............................................
1- راجع: Late Egyptian Misce. P. 20.
2- راجع: Anast. I, 17, 4.
3- راجع: Harris pap. 75, 1.
4- راجع: Petrie Tanis II, pl. 2. No. 78.
5- راجع: Wresz. Atlas II, 160. A, 160 B.
6- راجع: Gardiner Onomastica I, 194–199.
7- راجع: Wresz. Atlas II, 164; L. D. III, 176 c; Wresz ibid. II, 182.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|