المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تعامل الانبياء مع الناس  
  
493   10:46 صباحاً   التاريخ: 2024-07-20
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 290 ــ 292
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/10/2022 1271
التاريخ: 16-1-2023 1345
التاريخ: 2-1-2023 1350
التاريخ: 2024-02-04 1236

إن الانتصارات الكبيرة التي حصل عليها الأنبياء، طوال تاريخ البشر، والإصلاحات التي تمت على أيديهم، إنما جاءت لأن رسل الله، (عليهم السلام) كانوا يتصرفون مع أبناء أمتهم تصرف الطبيب مع المرضى، كانوا يقولون ما فيه خير وصلاح المجتمع بصراحة، ويصرون على تنفيذ ذلك، ويرفضون المطالب التي تنافي مصالح الناس، ويحذرون الناس من رغباتهم الضارة تلك.

ولو كان الأنبياء (عليهم السلام) يريدون أن يتبعوا مطالب الناس كواضعي القوانين في الحكومات الديمقراطية، ويتجاهلون مصالح المجتمع، لاضطروا إلى قبول جميع الضلالات الاعتقادية والجرائم لدى الناس، وتأييد جميع أفكارهم وأعمالهم الخاطئة.

ولو أراد إبراهيم الخليل (عليه السلام) أن يتبع آراء جميع الوثنيين، لكان عليه أن يبقي على جميع الأصنام والأوثان، وينظر إلى العبادة الحمقاء للناس دون أن يفتح فمه باعتراض.

ولو أراد نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) أن يتبع رغبات الناس لكان عليه أن يبقي على الأصنام داخل الكعبة. ويؤيد وأد الأطفال والتضحية بهم من أجل معبودهم الخشبي أو الحجري، لأن ذلك كان مطلباً من مطالب المجتمع وعملاً صحيحاً لدى الناس، ولكان عليه أن يسمح ببيع النساء كالخراف ويعتبر كل تلك الأعمال قانونية. ومن الواضح أن مثل هذا الأسلوب لا يعدو غير الإستمرار في الجهل والتعاسة بالنسبة للناس.

إن تناول المشروبات الكحولية من العادات المضرة والخطرة جداً في حياة الناس، فالمشروبات الكحولية، تفقد الإنسان عقله، وتأتي بفساد الأخلاق، وتؤثر في أعضاء البدن، وتهدد سلامة الإنسان، وتدب الفوضى في المجتمع، وتدفع بالإنسان نحو الجريمة، وهي بالتالي تُحدث المفاسد الكبيرة في الحياة الفردية والإجتماعية.

قال الصادق (عليه السلام): (مُدمن الخمر كعابد وثن، يورثه الارتعاش، ويذهب بنورهِ ويهدم مروته، ويحمله على أن يجسُر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزناء، والخمر لا يزداد شاربها إلا كل شر) (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، كتاب الأطعمة والأشربة، ص 336. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.