أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-17
290
التاريخ: 2023-04-03
1323
التاريخ: 15/9/2022
1482
التاريخ: 2024-10-10
219
|
بإمكاننا أن نكسب الأجر بأدنى عناء نتحمله في هذه الدنيا. فعلى سبيل المثال نحن نحب الكد والسعي في سبيل الله، ولكننا نتعب ونحتاج إلى النوم، وهذا ما يؤلم الإنسان ولهذا يعوض الله عنه. فمن هذا المنطلق من ينظر إلى النوم كمانع بينه وبين العمل في سبيل الله ويتألم منه يؤجر ويثاب.
وقد ذكرت روايات عديدة أن الحمى والمرض كفارة الذنوب. فعلى سبيل المثال يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (حَمَّى لَيْلَةٍ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا ولِمَا بَعْدَهَا) (ثواب الأعمال، ص 193) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (السقم يمحو الذنوب) (مستدرك الوسائل، ج 2، ص 65).
انظروا إلى رأفة الله إذ كم يعطينا من الثواب بأدنى ألم ومرض. إنه رؤوف رحيم فإن قدر لنا بعض المعاناة في هذه الدنيا، يعوض عنها بمختلف الأساليب. وأحيانا يقدر الله بلاء لينزل على عبده ولكنه يبحث عن ذريعة لصرف البلاء عنه. ولهذا ما إن تدعو الله أو تعمل عملا صالحا يصرف عنك البلاء. كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من قال ما شَاءَ اللهُ لا حول ولا قُوَّةَ إِلَّا بِالله سَبْعِينَ مَرَّةً صرف عنه سَبْعِين نوعاً من أنواع البلاء) (الكافي، ج 2، ص 521)، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (من صام ستة أَيَّامٍ مِن شعبان صرف عنه سبعون لونا من البلاء) (أمالي الصدوق، ص 23)
إن محن الدنيا كالمعاناة في الحلم، فلا تبال بها كثيرا
إن الابتلاءات والمعاناة التي تقاسيها في هذه الدنيا عابرة وسرعان ما تنتهي. فإياكم أن تضجروا منها فإنها تمر كلحظة العين. إن هذه المعاناة التي تعيشونها في حياتكم هي أشبه شيء بالمحن التي ترونها في الحلم. فإن شاهدتم في منامكم حلما مرعبا بمجرد أن تستيقظوا من منامكم، تبتسمون وتتنفسون الصعداء، إذ كل تلك المحن كانت حلما. وكذلك عندما تفارقون الدنيا سوف تقولون: (لقد مرت علي محن الدنيا وآلامها كالحلم، ولكن كم كنت أحملها على محمل الجد). لقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (النَّاسُ نِيَامٌ فَإِذَا مَاتُوا انتبهوا) (عيون الحكم والمواعظ، ص 66).
ـ اخضع للعناء لكي لا تراه / اخضع للعناء لكي ترى الرخاء
اخضع للعناء لكي لا تراه اخضع للعناء لكي ترى الرخاء والسراء. إن جمال خلق الإنسان مرهون بمعاناته، فاخضع لهذه القاعدة واقبل بأنك قد خلقت للعناء، عند ذلك سوف ترى أن المحن والابتلاءات تزول من أمام عينك بالرغم من وجودها. فإن تبدل زاوية رؤيتك سوف تقول: (كانت حياتي كلها هناء وسعادة، فلماذا لم أكن راضيا عنها! فاخضع لقاعدة العناء لكي لا تعميك المصائب وارضَ بالبلايا واستعد لها.
ـ انظر إلى من هو أشد حالا منك
إن أحد أساليب التعامل مع المعاناة هو أن تنظر إلى من هو أشد معاناة منك، وترى ظروفه الصعبة. ثم خاطب ربك وقل: (إلهي اغفر لي أنانيتي). فإن من يعبد أهواءه ليس بإنسان متعادل وكثيرا ما يفرط في سلوكه. {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23].
من يتبع أهواءه يصبح إنانيا وينجر إلى الإفراط. فعندما يمنع الله سبحانه النبي عن اتباع من يتبع هواه يشير إلى إفراطه، {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
ما معنى عبادة الله؟ وما هو الشعور الذي تصحبه عبادة الله؟ وما معنى كلمة (أعبدك)؟ إن معنى عبارة (أعبدك) أقوى وأشد من معنى عبارات من قبيل (أفديك بنفسي) أو (أحبك) أو (أعشقك). هل تعلمون من الذي يعبد الله؟ كان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) يعبد الله إذ لم يكن يرى نفسه أما من يرى نفسه ويهوى نفسه فإنه يعبد نفسه دون الله. فتمرن أخي العزيز لتصل إلى درجة عبادة الله وتمتع بعد ذلك بأحلى وأمتع لذات العالم. وسر ذلك والخطوة الاولى في حل هذه المسألة. هو الخضوع للعناء. فإن أردت أن تشعر بالعبادة إقلع (الأنا) من قلبك.
إن خضعت للعناء، تقل، وإن هربت منها تتفاقم
ان خضعت للعناء، تقل معاناتك. وإن هربت منها تتفاقم آلامك. فإنك أن ترض بالمعاناة، يغير الله قوانينه ومقدراته، ويرسل مخففات المحن إليك من كل حدب وصوب. ويرسل جميع ملائكته إليك ليعتذروا منك فارض بالعناء واخضع للمصائب لتقل وتخف، كما إن فعلت ذلك سوف تزداد شكرا.
وهل تعلم إلى أين تصل في رضاك إلى أن تستقل معاناتك جميعا، فتخاطب الله وتقول له يا إلهي أنا راض عن كل ما قدرته لي فلا تحزن لمعاناتي فإني راض عن حياتي ومغتبط بها.
سلام الله على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) إذ بعد ما جرعه الله أشد أنواع البلاء، وأثناء ما كان ساقطا في حفرة المقتل أخذ يخاطب ربه ويقول له: إلهي رضا بقضائك. فلعله أراد أن يقول لله: إلهي لا تتصور أنا منزعج مما قدرت لي فأنا راض عن كل شيء. إنكم لو تعلمون ماذا يحدث في السماء وما يكتب الله لكم من أجر عند مصائبكم ومعاناتكم وعطشكم وجوعكم في سبيل الله، لناجيتم الله كل حين وكل يوم لتعبروا عن رضاكم عن كل ما يقدره لكم.
ولهذا بعد ما تجرعت العقيلة زينب أشد المصائب في يوم العاشر من المحرم، أرادت أن تعبر عن رضاها عما جرى عليها من قبل الله، فباشرت بصلاة الليل كعادتها في كل ليلة، وكأن لم يحدث شيء، فبدت تستغفر ربها وتقول: (العفو العفو العفو) وتطلب من الله أن يغفر لها كما هو الحال في كل ليلة. ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|