أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-14
1159
التاريخ: 3-10-2016
1683
التاريخ: 2024-05-12
714
التاريخ: 11-1-2017
8156
|
يظهر أن «سيتي الأول» كان قد قام ببعض حملات في بلاد النوبة، غير أننا لا نعلم إذا كان قد سار بها من تلقاء نفسه في عهده هو، أو كان قد أرسله والده على رأسها؛ فقد عُثر على لوحة في «وادي حلفا» تكاد تكون صورة مطابقة للَّوحة التي أقامها «رعمسيس الأول» والده في نفس المكان، وقد أُرِّخت بالسنة الأولى من حكمه، وقد جاء ما فيها مثبتًا للقرابين التي قربها «رعمسيس الأول» في أقصى الجنوب من المعبدين القائمين في «وادي حلفا»، وهذه اللوحة تشير كذلك إلى أسرى؛ ولذلك يُعتقد أنها تقليد أعمى للوحة القديمة. وعلى أية حال، فقد عُثر على لوحة أخرى للملك «سيتي الأول» تشيد بذكره على أنه هو الذي مدَّ حدوده في بلاد السود بوصفهم أسرى أحياء لجلالته (1). هذا غير لوحة داخل مقياس النيل القديم في «إلفنتين» يشاهد عليها صورة «سيتي الأول» يتعبد للإلهين «خنوم»، و«آمون رع «. والمتن الذي على هذه اللوحة هو دعاء للإله «خنوم»، وما أسبغه على الفرعون من نِعَم، فيقول: «لقد أعطيتني الجنوب والشمال، والغرب والشرق التي أضحت تحت نعلي«(2)، وبالقرب من هذه اللوحة نجد على صخرة صورة «سيتي الأول»، وهو يضرب عدوًّا من الجنوب على الطريقة التقليدية المألوفة كما نشاهد «أمنمأبت« (3) نائب بلاد النوبة يتعبد إليه، وكذلك نجد على مسافة من النقش السالف نحو أعالي النهر «أمنمأبت» نفسه قد نحت منظرًا في الصخر يشاهد فيه «سيتي الأول» يذبح عدوًّا، أما المتن الذي نُقش هناك فيحتوي على مدائح عادية للفرعون، ويشمل بعض جمل طريفة في بابها فيقول: «الملك الشجاع الذي جعل حدوده حتى قرون الأرض … هادمًا مدنهم … وأهل الجنوب يأتون إليه خاضعين، وأهل الشمال يأتون إليه ساجدين«(4). وربما دلت هذه الجمل على غزو قام في بلاد النوبة، أو قد تكون — وهو الأصح — كلمات جوفاء من نوع الملق الرخيص الذي كان يكيله نائب بلاد النوبة لمليكه، كما نسمع أمثال ذلك الإطراء في كل زمان ومكان. وقد عثر الدكتور «ريزنر» على لوحة في جبل «بركل» عند الشلال الرابع مؤرَّخة بالسنة الحادية عشرة من حكم «سيتي الأول»، تحدثنا عنه بوصفه أسدًا على بلاد «خارو» (سوريا)، وثورًا على الكوش (5) ، وهذه اللوحة من الأهمية بمكان لأنها تقدم لنا أرفع سنة في حكم «سيتي الأول»، وهي السنة الحادية عشرة، وتدل شواهد الأحوال على أن الغرض من إقامة هذه اللوحة في هذه البقعة النائية ديني؛ إذ يدل ما بقي لنا منها على أنها تخليد لذكرى إعادة بناء معبد آمون بوجه خاص، وكذلك يشير سطر من نقوش اللوحة إلى نبوءة وقعت على ما يظهر قبل أن يبتدئ «سيتي» حكمه، وهي: «أن من أنجبه مبجل وأنه سيكون ملكا على الجماهير (؟) …» وتوجد نبوءة أخرى وقعت عند اعتلاء «سيتي» عرش الملك، وقد جاء ذكرها في النقوش التي خلفها لنا في معبد «سبيوس أرتيميدوس Sepios Artimedos « (هو المعروف بإصطبل عنتر)؛ حيث نقرأ أن الإله «تحوت» يقول (بفمه نفسه): إن ابني سيعتلي العرش جالسًا على سريره مخلدًا، ابن الشمس «سيتي مرنبتاح«(6)، وكذلك نجد نبوءة أخرى على لوحة «نوري» العظيمة؛ حيث يقول: «إن رع صوَّر جلالته، وأنه هو الذي أبدع جماله، وقد عرف أنه سيختاره من بين ألف الألف ليكون ملكًا على الوجه القبلي والوجه البحري«(7). ويدل كل ما لدينا من وثائق على أن «سيتي الأول» لم يستعمل أسطورة الولادة الإلهية التي تدل على أنه منحدر من صلب الإله مباشرة، وهي التي كان يستعملها الفراعنة عندما تعوزهم الأسباب المبررة لاعتلاء العرش؛ ولكنا سنرى أن ابنه «رعمسيس الثاني» قد استعملها.
...........................................
1- راجع: De Rouge Inscrip. Hierog. pp. 165–167.
2- راجع: Br. A. R., III, § 204, & Champ. Notices I, p. 223-4.
3- راجع: L. D., III, pl. 141 n. & De Morgan. Cat. Mon. 28, 5.
4- راجع: Br. Ibid. 89. Note a.
5- راجع: A. Z., LXIX, p. 77.
6- راجع: J. E. A., XXXIII, p. 24.
7- راجع: J. E. A., XIII, p. 196-7.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|