أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
1502
التاريخ: 2024-07-02
433
التاريخ: 9-11-2021
2106
التاريخ: 19-7-2016
1752
|
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ساحتان، تتطلّب كلّ منهما من الأدوات والأساليب والمخطّطات ما يغاير الأخرى، وهما:
1- الساحة الأولى: داخليّة:
وهي ساحة المجتمع الإسلاميّ، الذي يغلب عليه الالتزام بالدين، عقيدة وشريعة. والتركيز هنا يكون على حفظ المجتمع من الانحراف، وتحصينه ضدّ المفاسد الخُلُقيّة والاجتماعيّة، وتعميق ثقافته ووعيه، بما يكفل استمرار المسيرة، وتحقيق أهداف الشريعة.
وفي هذه الساحة: تارة يكون ترك المعروف وارتكاب المنكر حالة فرديّة، فيعمل على إصلاحها، وأخرى يكون حالة جَماعيَّة منظّمة، وتيّاراً عامّاً، فتتطلّب مواجهة منظّمة أيضاً، وقدرات مُجتمِعَة، وقيادة جادّة قديرة. وإذا أطلق على هذه المواجهة اسم الجهاد، فلا يمنع ذلك من كونه بعضاً من أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنّ الجهاد إذا اعتمد القوّة والسيف في معالجة الانحرافات الجماعيّة، فإنّ ذلك لا يعني أنّ كلّ جهاد يحتاج إلى السيف، وإنّما هو بعض وسائله.
2- الساحة الثانية: خارجيّة:
وهي المجتمعات غير المسلمة التي لها على عاتق المسلمين الرساليّين حقّ التبليغ والإرشاد والدعوة إلى الدين، وتعريفها بالإسلام ومعارفه ونظامه، بما يتيح لها فرصة الاستنارة بنوره، والاهتداء بهديه، والدخول تحت ظلّه.
وربّما خصّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الساحة الثانية، باسم التبليغ والإرشاد والدعوة، وهذا يُبنى على أساس أنّ ذلك منحصر في تعريفهم بالدين، باعتبار أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُشترط فيه أن يكون المأمور عارفاً بالمعروف والمنكر، وهو هنا، ونتيجة لجهله بأحكام الدين، لا يعرف المعروف ولا المنكر، فلا بدّ أوّلاً من إرشاده إليه، فإذا عرفه ولم يتقيّد به، صار مورداً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهذا صحيح إلى حدٍّ ما، بل ربّما يُفرّق بين الإرشاد إلى المعروف وبين الأمر بالمعروف في المجتمع الإسلاميّ أيضاً، لكنّ العمل في الساحة غير الإسلاميّة لا ينحصر بتعريفهم بالدين، فكثيراً ما يكون المعروف عند المسلمين معروفاً عند غيرهم أيضاً، والمنكر كذلك، كالسرقة التي يستقبحها العقل، فضلاً عن الشرائع، وكالكذب الذي يعتبره جميع البشر منكراً، وغير ذلك، من الزنا، والقتل، والظلم، والجَور، والإخلال بالعهود والعقود.
فالنهي عن مثل هذه المنكرات يدخل في إطار هذه الفريضة. ويمكن بذلك تعديتها إلى المجتمعات غير الإسلاميّة، مع قطع النظر عن دعوتهم إلى الإسلام وإرشادهم إلى تعاليمه القيّمة. وقد يستفاد من بعض الأخبار انطباق عنوان الأمر بالمعروف على إرشاد الجاهل أيضاً.
فقد روي عن الإمام الصادق )عليه السلام( أنّه قال: "إنّما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر مؤمن فيتّعظ، أو جاهل فيتعلّم، فأمّا صاحب سوط وسيف فلا"[1].
[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج5، ص60.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|