المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الاختلاف بين الرسل وواضعي القوانين  
  
149   11:17 صباحاً   التاريخ: 2024-06-17
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 293 ــ 294
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/12/2022 997
التاريخ: 1-8-2022 1470
التاريخ: 2023-08-28 833
التاريخ: 17/11/2022 1039

اليوم، هل يوجد أشخاص يضعون القوانين لصالح البشر في الدول الديمقراطية كما فعل الأنبياء والرسل؟ هل يقدرون أن يضعوا قوانين تكون في صلاح وسعادة الناس حقاً. وينقذون الناس من التعاسة والبؤس؟ طبعاً الإجابة ستكون بالنفي، لأن الأنبياء هم رسل الله تبارك وتعالى، وهم أطباء الناس، والطبيب هو المحافظ على مصلحة المريض وليس منفذاً لرغباته، ولكن واضعي القوانين في الدول الغربية هم منتخبون من قبل المجتمع وخدم للناس، والخادم واجبه تنفيذ رغبات سيده دائماً، حيث إن هذه الرغبات هي في صالح السيد ومع تحقيقها تتحقق مصالحه ولكن عندما تكون الرغبات مخالفة للمصالح، فإن الخادم يتجاهل المصالح ويلبي رغبات سيده.

مثال: في الظروف الحالية في فرنسا، هل يستطيع واضعو القانون والحكومة أن يحرموا المشروبات الكحولية، وينقذوا الشعب الفرنسي من هذا البلاء؟ للإجابة على هذا السؤال لا بد من ملاحظة ثلاث نقاط:

الأخلاق والتقاليد: في فرنسا تقترن المناسبات الكبيرة والصغيرة بتناول المشروبات الكحولية (الخطوبة، الزواج، الضيافة، والنجاح). العادة في فرنسا أنه لا يقام احتفال دون مشروبات كحولية.

الرأي العام: في رأي معظم الفرنسيين أن الاكتفاء بالمشروبات غير الكحولية شيء مستهجن.

المصالح والمنافع: إن أربعة ملايين فرنسي (من أصل 17 مليون شخص منتج) يعيشون على إنتاج أو بيع المشروبات الكحولية) (1).

في هذه الحالة لا يتمكن واضعو القوانين من تحريم المشروبات الكحولية، لأن الناس يطالبون بها، وعلى أولئك أن يلبوا مطالب الناس، وعلى فرض تصديق هكذا قانون من قبل المجلس النيابي فإنه لن ينفذ، لأن رئيس الجمهورية الذي يرأس القوة التنفيذية هو الآخر منتخب من قبل الناس، وإذا أراد أن ينفذ مثل هذا القانون خلافاً لما يريد الناس، فإنه بالتأكيد سيواجه بردود فعل شديدة، وكما قال (مكيافيلي) إن مثل هذه الحكومة مرفوضة ومحكوم عليها بالسقوط.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ العلوم الجنائية، ج 2، ص 982. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.