أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-3-2021
1810
التاريخ: 17-1-2022
1650
التاريخ: 9-4-2019
2325
التاريخ: 31-1-2022
1874
|
ذكر العلماء أربع مراحل لمجاهدة النفس، هي:
1- المرحلة الأولى:
التعرّف إلى عالَم النفس وما فيه سعادتها وشقاؤها وصحّتها ومرضها وكمالها ونقصها، وإلى أسرار الحياة الأخرى وما فيها من عظيم الثواب والعقاب، وقد تجاوزت الآيات القرآنيّة والروايات التي وصفت الحياة الأخرويّة حدّ الكثرة، وبيّنت أنّ تلك الدار ليس فيها عمل ولا استكمال للنقص ولا جبران للتلف وإنّما هي دار الجزاء.
ومن هنا فإنّ الكافر - يومئذٍ - لا يطلب إعطاءه فرصة للتوبة والعمل، وإنّما يقول: ﴿قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾[1]، أي أعيدوني إلى الدنيا لعلّي أعمل هناك ما فيه صلاح آخرتي، فيُجاب: ﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾[2].
وهذه المرحلة في الواقع ليست من مراحل الجهاد، وإنّما هي ضروريّة لإيجاد الدافع وتحقيق النيّة عند الإنسان، لإصلاح نفسه وجهادها.
2- المرحلة الثانية:
وهي مرحلة اكتشاف العيوب والأمراض، فإنّ من لا يعرف عيب نفسه، لا يجد عنده الدافع لإصلاحه، ولا الداعي إلى معالجته، لكنّ الإنسان يغفل - غالباً - عن عيوب نفسه، أو يطّلع عليها ولا يعدّها عيوباً.
3- المرحلة الثالثة:
وهي مرحلة إصلاح العيوب، وتعويض النقائص، وتحصيل الكمالات. ومن هنا، تبدأ المعركة، وتستعر الحرب مع هوى النفس وشيطانها، فالمجاهد لنفسه لا بدّ له من أن يتعامل معها معاملة المروِّض، بالصبر والمواظبة، فيحملها على الإقلاع عمّا اعتادته من مساوئ، ويجبرها على المداومة على فعل ما فيه الصلاح، كي تترسّخ المَلَكات الفاضلة، وتصبح الفضيلة عادة وسجيّة لها. وهنا، تظهر الشجاعة وقوّة الإيمان، فإنّ الشجاع القويّ من غلب أهواء نفسه وميولها، وليس الشجاع من غلب الأقران وصرع الفرسان.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "الشديد من غلب نفسه"[3].
وإصلاح العيوب، يبدأ بالمواظبة على الأعمال التي من شأنها إيجاد المَلَكات المضادّة لتلك العيوب، فمن كان – مثلاً - مُبتلى بعيب من عيوب اللسان، فليجاهد نفسه بالصمت، إلّا عمّا هو ضروريّ ولا بدّ منه، ومنْ كان عيبه الاستسلام لشهوات البطن، فعلاجه الصوم، ومن كان مُبتلى بالتثاقل عن أداء العبادات، فليكلّف نفسه بالعبادات الشاقّة، فتهون عليه الواجبات، والمصاب بحبّ الجاه، عليه أن يذلّ نفسه بخدمة المؤمنين والتواضع لهم.
فإنّ النفس في ترويضها ومجاهدتها، كالطفل تحتاج إلى تربية وتأديب، إنْ لم ينفع الوعظ، فلو أنّ إنساناً وجد أنّه لا يرتدع عن الغيبة، فليفرض على نفسه عقوبة كلّما اغتاب أحداً، بالصيام أو الصدقة أو الأعمال الشاقّة أو حرمان النفس من الملاذّ المحبوبة المباحة.
4- المرحلة الرابعة:
وهي مرحلة المرابطة والمراقبة للنفس، ومحاسبتها باستمرار، فعلى الإنسان أن لا يُترك بعد اكتشاف العيب من غير مراقبة وحساب، وإنْ أمكن معالجته، بل عليه أن يكون دائماً في حذر ويقظة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾[4].
وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "عِبَادَ اللَّه زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا، وحَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا"[5].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "من لم يكن له واعظ من قلبه وزاجر من نفسه، ولم يكن له قرين مرشد، استمكن عدوّه من عنقه"[6].
وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): "ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسناً استزاد منه، وإن عمل سيّئاً استغفر الله منه وتاب إليه"[7].
[1] سورة المؤمنون، الآيتان 99-100.
[2] السورة نفسها، الآية 100.
[3] الصدوق، الشيخ محمّد بن عليّ، من لا يحضره الفقيه، تصحيح وتعليق: عليّ أكبر الغفّاريّ، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرفة، إيران - قم، 1414هـ، ط2، ج4، ص378.
[4] سورة الحشر، الآية 18.
[5] الشريف الرضيّ، نهج البلاغة، مصدر سابق، ص123.
[6] الشيخ الصدوق، الأمالي، مصدر سابق، ص526.
[7] الشيخ الكلينيّ، الكافي، مصدر سابق، ج2، ص453.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|