الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في جملة من الأوصاف ، والافعال المذمومة
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2/ ص376-388
2025-06-19
29
وهي قسمان :
الأوّل : فيما ورد عنه نواهي اكيده ، وذمّ كثير ، ولم تتحقّق حرمته فقها ، وهي أمور :
فمنها : الحرص على الدنيا :
فإنّه من الصفات المذمومة ، ولولا الّا ما ورد من كونه هو الّذي عمل بآدم عليه السّلام ما عمل لكفى[1]. وورد انّ مثل طالب الدنيا مثل دود القزّ كلّما ازدادت على نفسها لفّا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غمّا[2]. وانّ أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا[3]. وانّ من كثر اشتباكه بالدنيا كان اشدّ لحسرته عند فراقها[4]. وأنّه حرم الحريص خصلتين ، ولزمته خصلتان ؛ حرم القناعة فافتقد الراحة ، وحرم الرضا فافتقد اليقين[5]. وانّ الحرص على الدنيا أذلّ ذلّ وعناء[6]. وانّه الفقر[7]. وأنّه مفتاح التعب ، ومطيّة النصب ، وداع إلى التقحّم في الذنوب ، والشره جامع لمساوئ العيوب[8]. وانّه موقع في كبير الذنوب .
وانّه علامة الأشقياء ، ويفسد الايقان . وانّه يزري بالمروّة ، وينقص قدر الرجل ، ولا يزيد في رزقه[9]. وقال النّبي صلّى اللّه عليه وآله : الحريص محروم ، وهو مع حرمانه مذموم في ايّ شيء كان ، وكيف لا يكون محروما وقد فرّ من وثاق اللّه ، وخالف قول اللّه عزّ وجلّ حيث يقول اللّه عز وجل : الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ[10]. والحريص بين سبع آفات صعبة ، فكره يضر بدنه ولا ينفعه ، وهمّ لا يتمّ له أقصاه ، وتعب لا يستريح منه إلّا عند الموت ، ويكون عند الراحة اشدّ تعبا ، وخوف لا يورثه إلّا الوقوع فيه ، وحزن قد كدر عليه عيشه بلا فائدة ، وحساب لا يخلصه من عذاب اللّه إلّا ان يعفو اللّه عنه ، وعقاب لا مفرّ منه ولا حيلة ، والمتوكّل على اللّه يمسي ويصبح في كنف اللّه ، وهو منه في عافية ، وقد عجّل اللّه كفايته ، وهيّأ له من الدرجات ما اللّه به عليم ، والحرص ما يجري في منافذ غضب اللّه ، وما لم يحرم العبد اليقين لا يكون حريصا ، واليقين أرض الاسلام وسماء الإيمان[11].
ومنها : حب المال والشرف :
فقد بكى النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله من نزول أشياء بأمّته بعده ، منها حبّ المال والشرف[12]. وورد عنهم عليهم السّلام انّه : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها أحدهما في أولها والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم[13]. وانّ الدينار والدرهم أهلكا من كان قبل هذه الأمّة ، وهما مهلكاها[14]. وعن ابن عباس عنه صلّى اللّه عليه وآله : انّ أول درهم ودينار ضربا في الأرض نظر اليهما إبليس ، فلما عاينهما اخذهما فوضعهما على عينه ، ثم ضمهما إلى صدره ، ثم صرخ صرخة ، ثم ضمهما إلى صدره ، ثم قال : أنتما قرة عيني وثمرة فؤادي ، ما أبالي من بني آدم إذا احبّوكما أن لا يعبدوا وثنا ، حسبي من ابن آدم ان يحبّوكما[15].
ومنها : الضجر والكسل :
فقد ورد انهما يمنعان حظّ صاحبهما من الدّنيا والآخرة[16]. وانّ من ضجر لم يصبر على حقّ ، ولم يؤد الشكر ، ومن كسل لم يؤدّ حقّا . وانّ من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة[17]. وانّ للكسل علامات يتوانى حتّى يفرّط ، ويفرّط حتّى يضيّع ، ويضيّع حتى يأثم ويضجر[18] ، انّ الحزم بضاعة ، وانّ التواني إضاعة[19] ، وانّ التواني في الدنيا إضاعة وفي الآخرة حسرة[20].
ومنها : الطمع :
فقد ورد انه الفقر الحاضر[21]. وانّه يخرج العبد من الإيمان[22]. وانّ به يفسد اليقين[23] والورع[24]. وانّ الحرّ عبد ما طمع ، والعبد حرّ إذا قنع[25]. وانّ خير الأمور ما عري عن الطمع ، وانّ صلاح النفس بقلة الطمع . وانّ كل طامع أسير . وانّ من لم ينزّه نفسه دناءة المطامع فقد أذلّ نفسه ، وهو في الآخرة اذلّ واخزى[26]. وانّ الايمان يحجب بين العبد وبين الطمع في الخلق ، ويقول : يا صاحبي خزائن اللّه مملّوة من الكرامات ، وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا ، وما في أيدي الناس فانّه مشوب بالعلل ، ويردّه إلى القناعة ، والتوكّل ، وقصر الامل ، ولزوم الطاعة ، والياس من الخلق ، فان فعل ذلك لزمه ، وان لم يفعل ذلك تركه مع شوم الطمع وفارقه[27]. وقال علي بن الحسين عليهما السّلام : رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عمّا في أيدي الناس[28]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام في وصيّته لابن الحنفية : إذا أحببت ان تجمع خير الدنيا والآخرة فاقطع طمعك عمّا في أيدي الناس[29]. وقال عليه السّلام في وصيّته لولده المجتبى عليه السّلام : إيّاك ان توجف بك مطايا الطمع [ فتوردك مناهل الهلكة ] ، وان استطعت ان لا يكون بينك وبين اللّه ذو نعمة فافعل ، فإنك مدرك سهمك وآخذ قسمك[30]. وقال عليه السّلام : الطمع رقّ مؤبّد[31]. وقال عليه السّلام : الطامع في وثاق الذلّ[32]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : أفقر النّاس الطمّاع[33].
وقال صلّى اللّه عليه وآله : عليك باليأس عمّا في أيدي النّاس فإنه الغنى الحاضر ، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر[34]، وقال الصادق عليه السّلام الذي يثبت الايمان في العبد الورع ، والذي يخرجه منه الطمع[35]. وقال عليه السّلام :
ان أردت ان تقرّ عينك وتنال خير الدنيا والآخرة فاقطع الطمع عمّا في أيدي الناس وعد نفسك في الموتى[36]. وقال الكاظم عليه السّلام : إيّاك والطمع ، وعليك باليأس عمّا في أيدي الناس ، وأمت الطمع من المخلوقين ، فانّ الطمع مفتاح للذلّ ، واختلاس العقل ، واختلاف المروات ، وتدنيس العرض ، والذهاب بالعلم ، وعليك بالاعتصام بربّك والتوكّل عليه[37]. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : إيّاكم واستشعار الطمع ، فإنه يشوب القلب شدة الحرص ، ويختم على القلوب بطابع حبّ الدنيا ، وهو مفتاح كلّ سيئة ، ورأس كلّ خطيئة ، وسبب احباط كلّ حسنة[38]. وقال لقمان لابنه : ان أردت ان تجمع عزّ الدنيا والآخرة فاقطع طمعك عمّا في أيدي الناس ، فإنّما بلغ الأنبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم[39].
ومنها : الخرق :
بضم الخاء المعجمة وسكون الراء المهملة ثم القاف ، ضدّ الرفق . وقد ورد ان من قسم له الخرق حجب عنه الايمان[40] . وانّه لو كان الخرق خلقا يرى ما كان في شئ من خلق اللّه أقبح منه[41]. وانه ما كان الرفق في شيء قطّ الّا زانه ، ولا كان الخرق في شيء قط الا شانه[42]. وان الخرق آفة العلم ، وشين الخلق ، وأقبح شيء واسوأه . وانّه رأس الجهل ولسانه . وانّ وقار الرجل يزينه ، وخرقه يشينه . وانّ من كثر خرقه استرذل . وانّ الخرق مناواة الامراء ومعاداة من يقدر على الضراء . وانّ من الخرق العجلة قبل الامكان والانائة بعد إصابة الفرصة[43].
ومنها : سوء الخلق :
فقد ورد انّ الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل[44]. وانّه لا سؤدد لسيّء الخلق[45]. وانّ سوء الخلق زمام من عذاب اللّه في أنف صاحبه . والزمام بيد الشيطان يجرّه إلى الشرّ ، والشرّ يجرّه إلى النار[46]. وانّ أدوم الناس غمّا أسوأهم خلقا[47]. وانّ سوء الخلق شوم . وانّه نكد العيش ، وعذاب النفس ، ويرفع الانس . وانّه يوحش القريب ، وينفّر البعيد ، وانّ كلّ داء يداوى الّا سوء الخلق[48]. وانّه ما من ذنب الّا وله توبة ، وما من تائب الّا وقد تسلم له توبته ما خلا سيّء الخلق لا يكاد يتوب من ذنب الّا وقع في غيره اشرّ [ خ . ل : اشدّ ] منه[49]. وانّ سعد بن معاذ على جلالته اصابته في القبر ضمّة ، لأنّه كان في خلقه مع أهله سوء[50].
ثم لا يخفى عليك انّه ليس من سوء الخلق الحدّة ، ضرورة انّ الحدّة الذاتيّة ممدوحة ، فقد روى ابن اذينه قال : كنّا عند أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا فيه حدّة ، فقال عليه السّلام : من علامات المؤمن أن تكون فيه حدّة . فقلنا له : انّ عامّة أصحابنا فيهم ، فقال عليه السّلام : انّ اللّه في وقت ما ذرأهم أمر أصحاب اليمين - وأنتم هم - ان يدخلوا النّار فدخلوها فأصابهم وهج ، فالحدّة من ذلك الوهج[51] ، وأمر أصحاب الشمال - وهم مخالفوكم - ان يدخلوا النار فلم يفعلوا فمن ثمّ لهم سمت[52] ، ولهم وقار[53].
ومنها : الافتخار :
فانّه من الصفات المذمومة غاية المذمّة ، وقد كان متداولا في الجاهليّة فنهى عنه الشرع الشريف ، وقبحه للعاقل المتأمّل [ فيه ] ظاهر ، إذ لا معنى للافتخار ممّن اوّله ماء نتن ، وآخره جيفة ، وهو بينهما معه جراب عذرة . وقد ورد انّ آفة الحسب الافتخار والعجب[54]. وانّ من صنع شيئا للمفاخرة حشره اللّه يوم القيامة أسود[55]. وانّ اللّه سبحانه قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية والتفاخر بآبائها وعشائرها ، وانّكم من آدم ، وآدم من طين ، وانّما خيركم عند اللّه وأكرمكم عليه أتقاكم وأطوعكم له[56]. وانّ النّاس من عهد آدم عليه السّلام إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط ، لا فضل للعربي على الأعجمي ، ولا للأحمر على الأسود الّا بالتقوى[57]. وان الافتخار من صغر الأقدار[58]. وانّه أهلك الناس اثنان : خوف الفقر ، وطلب الفخر[59].
ومنها : التعرض للذلّ :
فانّه مذموم ، وقد ورد عنهم عليهم السّلام انّ اللّه عزّ وجلّ فوّض إلى المؤمن أموره كلّها ، ولم يفوّض اليه ان يذلّ نفسه ، اما تسمع لقول اللّه عزّ وجلّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ[60]. فالمؤمن ينبغي ان يكون عزيزا ، ولا يكون ذليلا ، يعزّه اللّه بالإيمان والاسلام . وانّ المؤمن اعزّ من الجبل ، ان الجبل يستقل منه بالمعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء[61]. والمراد بالذلّ المذكور هو الذلّ - بالضم - بمعنى ضعف النفس ومهانتها فهو ذليل ، واما الذل - بكسر الذال - بمعنى سهولة النفس وانقيادها ولينها فهي ذلول ، فهو من كظم الغيظ الممدوح في المؤمن .
ومنها : التعرّض لما لا يطيقه ، والدخول فيما يعتذر منه :
فانّهما مذمومان ، وقد وردت اخبار نطقت بكونهما من الذلّ المذموم . وقال باب الحوائج عليه السّلام لهشام : انّ العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به[62].
وانّ العاقل لا يحدّث من يخاف تكذيبه ، ولا يسأل من يخاف منعه ، ولا يعد ما لا يقدر عليه ، [ ولا يرجوا ما يعنف برجائه ، ] ولا يقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه[63].
ومنها : إقامة السنة السيّئة :
واجراء عادات الشرّ ، فإنّهما مذمومتان ، وقد ورد انّ من علّم باب ضلال[64] - كما في خبر - وسنّ سنّة ضلال - كما في آخر -[65] واستنّ بسنّة جور - كما في ثالث -[66] فاتّبع كان عليه مثل أوزار من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا . وانّه لا يتكلم الرجل بكلمة ضلال يؤخذ بها إلّا كان عليه مثل وزر من أخذ بها ، ومن استنّ بسنّة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة[67]. وانّ أظلم الناس من سنّ سنن الجور ومحا سنن العدل[68].
ومنها : الدخول في امر مضرّته عليه أكثر من منفعته لأخيه المؤمن :
للنواهي الأكيدة عن ذلك وعن الإجابة اليه ، فقال الصادق عليه السّلام :
ابذل لأخيك المؤمن ما تكون منفعته له أكثر من ضرره عليك ولا تبذل له ما يكون ضرره عليك أكثر من منفعته لأخيك[69]. وقال الباقر عليه السّلام : وان دعاكم بعض قومكم إلى امر ضرره عليكم أكثر من نفعه لهم فلا تجيبوا[70].
ومنها : الوسوسة في النيّة :
فإنّها من الصفات المذمومة ، وقد روى عبد اللّه بن سنان انّه ذكر لأبي عبد اللّه عليه السّلام رجلا مبتلى بالوضوء والصّلاة وقال : هو رجل عاقل ، فقال عليه السّلام : وايّ عقل له وهو يطيع الشيطان ؟ ! قال : فقلت : وكيف يطيع الشيطان ؟ فقال : سله هذا الذي يأتيه من أيّ شيء هو ؟ فإنّه يقول لك : من عمل الشيطان[71]. وقد ورد في علاج الوسواس ودفعه اخبار ، فشكا رجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كثرة الوسوسة ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : ذلك شيطان يقال له : خنزب - بالخاء المعجمة المفتوحة وتكسر ، والنون الساكنة ، والزاي المفتوحة - فإذا أحسست ذلك فتعوّذ باللّه ، واتفل عن يسارك ثلاثا قال :
ففعلت ذلك فأذهب اللّه عنّي خنزب[72]. وشكا اليه صلّى اللّه عليه وآله آخر ما يلقى من الوسوسة حتّى لا يعقل ما صلّى من زيادة أو نقصان ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : إذا قمت إلى الصلاة فاطعن بإصبعك اليمنى المسبحة فخذك اليسرى ، ثم قل : « بسم اللّه وباللّه ، توكّلت على اللّه ، أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم » فإنك تنحّيه وتطرده عنك[73]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام - في وصيّته لكميل - : إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : « أعوذ باللّه القويّ من الشيطان الغويّ وأعوذ بمحمد صلّى اللّه عليه وآله الرضيّ من شر ما قدّر وقضى ، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة والناس أجمعين » وسلم ، تكفىء مؤنة إبليس والشياطين معه ، ولو أنّهم كلّهم أبالسة مثله[74]. وورد قول « لا اله الا اللّه » لمن ابتلي بالوسواس[75] ، كما ورد قول : « هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم »[76].
ومنها : استقلال شيء من العبادة والعمل استقلالا مؤدّيا إلى الترك :
فانّه مذموم ، بل أفتى بعض بحرمته ، لقول الصّادق عليه السّلام : لا تستقلّ ما يتقرّب به إلى اللّه عزّ وجلّ ولو بشق تمرة[77]. وقوله عليه السّلام : إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره فانّه يقبل منك[78]. وقوله عليه السّلام : ايّاكم والكسل ، انّ ربّكم رحيم يشكر القليل ، انّ الرجل يصلّى الركعتين تطوّعا يريد بهما وجه اللّه فيدخله اللّه بهما الجنّة ، وانّه ليتصدّق بالدرهم تطوّعا يريد به وجه اللّه فيدخله اللّه به الجنّة ، وانّه ليصوم يوما تطوّعا يريد به وجه اللّه فيدخله اللّه به الجنّة[79]. وقول أمير المؤمنين عليه السّلام : انّ اللّه أخفى أربعة في أربعة ، اخفى رضاه في طاعته ، فلا تستصغرنّ شيئا من طاعته ، فربّما وافق رضاه وأنت لا تعلم ، وأخفى سخطه في معصيته ، فلا تستصغرنّ شيئا من معصيته ، فربّما وافق سخطه معصيته وأنت لا تعلم ، وأخفى إجابته في دعوته ، فلا تستصغرنّ شيئا من دعائه ، فربّما وافق إجابته وأنت لا تعلم ، وأخفى وليّه في عباده ، فلا تستصغرنّ عبدا من عبيد اللّه ، فربّما يكون وليّه وأنت لا تعلم[80].
ومنها : نيّة الشر :
فإنّها مذمومة ، وقد ورد انّه ما من عبد أسرّ شرّا فتذهب الأيام حتّى يظهر اللّه له شرّه[81] ، وانّ من اسرّ ما يسخط اللّه أظهر اللّه له ما يخزيه[82]. وانّ العبد إذا همّ بالسّيئة خرج نفسه منتن الريح ، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين :
قف ، فإنّه قد همّ بالسيئة ، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه ، وريقه مداده فاثبتها [ عليه ][83].
[1] الخصال : 1 / 50 خصلتان ذكرهما إبليس لنوح عليه السّلام حديث 61 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : لمّا هبط نوح عليه السّلام من السفينة أتاه إبليس فقال له : ما في الأرض رجل أعظم منّة علّي منك ، دعوت اللّه على هؤلاء الفساق فأرحتن منهم ، ألّا أعلمك خصلتين : إيّاك والحسد فهو الذي عمل بي ما عمل ، وإيّاك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل .
[2] أصول الكافي : 2 / 316 باب حبّ الدنيا والحرص عليها حديث 7 .
[3] الحديث المتقدم .
[4] أصول الكافي : 2 / 320 باب حبّ الدنيا والحرص عليها حديث 16 .
[5] الخصال : 1 / 69 باب حرم الحريص خصلتين ولزمته خصلتان حديث 104 .
[6] معاني الأخبار : 197 باب معنى الغايات حديث 4 .
[7] معاني الأخبار : 244 باب معنى الفقر حديث 1 .
[8] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 336 باب 64 حديث 10 عن تحف العقول .
[9] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 336 باب 64 حديث 12 عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام ، وفي الأصل : الايمان ، بدل : الايقان .
[10] سورة الروم آية 40 .
[11] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 335 باب 64 حديث 9 عن مصباح الشريعة . الروم : 30 .
[12] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 336 باب 65 حديث 7 عن لبّ اللباب للراوندي .
[13] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 336 باب 65 حديث 2 عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد .
[14] الخصال : 1 / 43 الدينار والدرهم مهلكان حديث 37 .
[15] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 336 باب 65 حديث 3 .
[16] الكافي : 5 / 85 باب كراهية الكسل حديث 2 بسنده عن أبي الحسن موسى عليه السّلام قال : قال أبي عليه السّلام لبعض ولده : إياك والكسل والضجر فإنّهما يمنعانك من حظّك من الدنيا والآخرة .
[17] الفقيه : 4 / 256 باب 176 حديث 821 وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام .
[18] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 336 باب 66 حديث 2 عن الجعفريات .
[19] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 66 حديث 8 عن غرر الآمدي من كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام .
[20] المصدر المتقدم .
[21] الفقيه : 4 / 294 باب 176 النوادر حديث 890 بسنده قال : أتى رجل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال : علمّني يا رسول اللّه شيئا فقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : عليك بالياس ممّا في أيدي الناسّ فانّه الغنى الحاضر قال : زدني يا رسول اللّه ، قال : إيّاك والطمع فانّه الفقر الحاضر ، قال زدني يا رسول اللّه ، قال : إذا هممت بأمر فتدّبر عاقبته فان يك خيرا أو رشدا اتبعّته ، وان يك شرا أو غّيا تركته .
[22] أصول الكافي : 2 / 320 باب الطمع حديث 4 بسنده عن سعدان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قلت له : ما الذي يثبت الإيمان في العبد ؟ قال : الورع ، والذي يخرجه منه قال : الطمع .
[23] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 67 حديث 13 عن تفسير أبي الفتوح الرازي .
[24] المصدر المتقدم .
[25] المصدر السابق .
[26] المصدر السابق .
[27] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 67 حديث 10 عن مصباح الشريعة .
[28] أصول الكافي : 2 / 320 باب الطمع حديث 3 .
[29] الفقيه : 4 / 280 باب 176 حديث 830 .
[30] نهج البلاغة : 3 / 57 حديث 31 ومن وصية له عليه السّلام للحسن بن علي عليهما السّلام .
[31] نهج البلاغة : 3 / 194 حديث 180 .
[32] نهج البلاغة : 3 / 203 حديث 226 .
[33] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 67 حديث 2 عن معاني الأخبار .
[34] وسائل الشيعة : 11 / 322 باب 67 حديث 6 .
[35] الكافي : 2 / 320 باب الطمع حديث 4 ، والخصال : 1 / 9 حديث 29 .
[36] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 67 حديث 3 عن الخصال .
[37] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 67 حديث 5 عن تحف العقول .
[38] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 67 حديث 12 عن بحار الأنوار .
[39] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 67 حديث 8 عن القطب الراوندي في قصص الأنبياء .
[40] أصول الكافي : 2 / 321 باب الخرق حديث 1 .
[41] أصول الكافي : 2 / 321 باب الخرق حديث 2 .
[42] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 68 حديث 1 عن القاضي العياض في الشهاب .
[43] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 337 باب 68 حديث 3 عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام . أقول : ان الطمع بالمال أو الجاه مفتاح كل شر وهو الذّل الحاضر به تفتح الشرور وتغلق خيرات الدنيا والآخرة ومن أراد أن يكون عزيزا عند اللّه والناس فليقطع طمعه عن الناس وليتوكل على من بيده أزّمة الأمور ومثله الخرق فإنه يكسب عداوة الأقربين والأبعدين وينقل عليه أوزارا تجره لا محالة إلى العذاب الأليم أجارنا اللّه تعالى من هاتين الصفتين الرذيلتين وغيرهما .
[44] أصول الكافي : 2 / 321 باب سوء خلق حديث 1 .
[45] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 338 باب 69 حديث 5 عن الخصال .
[46] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 338 باب 69 حديث 11 عن جامع الأخبار .
[47] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 338 باب 69 حديث 12 .
[48] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 338 باب 69 حديث 14 عن الآمدي في الغرر .
[49] قرب الإسناد : 22 .
[50] علل الشرائع : 1 / 309 باب 262 العلة التي من أجلها يكون عذاب القبر حديث 4 .
[51] الوهج : بالواو ثم الهاء ثم الجيم ، الحرارة . [ منه ( قدس سره ] .
[52] جاء في حاشية الحجرية : أي سكنية ، انظر مجمع البحرين 2 / 206 .
[53] علل الشرائع : 1 / 85 باب 80 حديث 1 .
[54] أصول الكافي : 2 / 328 باب الفخر والكبر حديث 2 .
[55] عقاب الأعمال : 304 عقاب من صنع شيئا للمفاخرة حديث 1 . وفي الأصل : وضع شيئا .
[56] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 340 باب 75 حديث 4 عن كتاب الزهد للحسين بن سعيد .
[57] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 340 باب 75 حديث 6 عن الاختصاص .
[58] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 341 باب 75 حديث 15 عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
[59] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 341 باب 75 حديث 10 .
[60] سورة المنافقون آية 8 .
[61] التهذيب : 6 / 179 باب 80 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث 367 بلفظه .
[62] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 365 باب 12 حديث 5 عن تحف العقول .
[63] أصول الكافي : 1 / 20 كتاب العقل والجهل حديث 12 والحديث طويل راجع آخر الحديث .
[64] أصول الكافي : 1 / 35 باب ثواب العالم والمتعلّم حديث 4 .
[65] ثواب الأعمال : 160 ثواب من سنّ سنّة هدى حديث 1 .
[66] المحاسن : 27 ثواب من سّن سنّة عدل حديث 8 .
[67] ثواب الأعمال : 160 ثواب من تكلّم بكلمة حقّ فاخذ بها حديث 1 ، والاحتجاج للطبرسي في حديث الزنديق الذي جمع متناقضات القرآن .
[68] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 369 باب 15 حديث 13 عن الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين عليه السّلام .
[69] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 397 باب 10 حديث 1 عن كتاب الاخلاق لأبي القاسم الكوفي .
[70] أمالي الشيخ المفيد رحمه اللّه : 300 المجلس الخامس والثلاثون حديث 11 بسنده عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام يقول : جمعنا أبو جعفر عليه السّلام فقال : يا بنيّ إيّاكم والتعرّض للحقوق ، واصبروا على النوائب ، وان دعاكم بعض قومكم إلى امره ضرر عليكم أكثر من نفعه لكم فلا تجيبوه .
[71] أصول الكافي : 1 / 12 كتاب العقل والجهل حديث 10 .
[72] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 484 باب 27 حديث 3 .
[73] الجعفريات : 37 كتاب الصلاة . باختلاف يسير .
[74] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 484 باب 27 حديث 4 .
[75] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 484 باب 27 حديث 5 عن المقنع .
[76] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 484 باب 27 حديث 3 .
[77] وسائل الشيعة : 1 / 87 باب 28 حديث 1 .
[78] وسائل الشيعة : 1 / 87 باب 28 حديث 2 .
[79] التهذيب : 2 / 238 باب 12 فضل الصلاة والمفروض منها والمسنون حديث 941 .
[80] الخصال : 1 / 209 ان اللّه تعالى أخفى أربعة في أربعة حديث 31 .
[81] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 9 باب 7 حديث 1 عن فقه الرضا عليه السّلام .
[82] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 9 باب 7 حديث 4 عن أمالي الشيخ الطوسي .
[83] أصول الكافي : 2 / 429 باب من يهمّ بالحسنة أو السيئة حديث 3 .