المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معقل بن يسار
2023-03-23
Exponential Growth
2-5-2019
النبوة العامة
2-08-2015
العوامل الخارجية المشكلة لسطح الأرض - عوامل التعرية - التعرية المائية - التعرية المطرية
26/11/2022
مواقع الفلق الكاذبة Decoy Splice Sites
11-1-2018
وفــاة المستضيء
21-1-2018


تعلّم كيف تشكر الناس  
  
794   10:35 صباحاً   التاريخ: 2024-04-15
المؤلف : السيد هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص81ــ83
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

إذا كنت تريد من الناس أن يقدّروك، فإن عليك أن تمنحهم تقديرك المخلص.

فالتقدير لا يمكن الحصول عليه إلا إذا كان متبادلاً. ومن هنا كان لا بد أن تشكر الآخرين على ما يقدمونه إليك، كما تتوقع أن يشكروك على ما تقدمه إليهم.

إن الشكر ليس مجرد تواضع مطلوب منك فحسب، بل هو حبل التواصل بينك وبين الآخرين، فالناس تقطع المعروف عمن لا يقدره..

ألست أنت ممن يفعل ذلك؟

من هنا فإن الشكر ترجمان النية ولسان الطوية(1).

بينما اللؤم أن لا تشكر النعمة(2).

إن شكرك لمن أنعم عليك، ليس معروفاً تؤديه له، بل واجب عليك، لأنه حق من حقوقه...

يقول الحديث الشريف: «أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوماً كافأته»(3).

إن الناس مجبولون - مثلك - على التلهف إلى الشكر والتقدير وحب المجاملة.. وكل من يعرف كيف يشبع هذا التلهف لديهم يكسبهم إلى جانبه، ومن الضروري أن نعرف كيف نغدق كلمات التقدير في كل المناسبات، وليس في مناسبات الأفراح، أو الأتراح فقط.

ثم إنه لأمر لازم أن نشكر الناس على ما يفعلونه بنا، لأن ذلك جزء من شكرنا الله تعالى.

وقد ورد في الحديث (من لم يشكر المنعم من المخلوقين، لم يشكر الله عز وجل»(4).

وورد أيضاً : (يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة : أشكرت فلاناً؟.

فيقول: بل شكرتك يا رب.

فيقول - تعالى -: «لم تشكرني إذ لم تشكره)(5).

وهنا ملاحظة هامة، وهي أن كثيرين يرون من واجبهم أن يشكروا الغرباء، ولكنهم يهملون شكر الأقرباء عندما يسدي هؤلاء إليهم معروفاً..

مثلاً قلما يشكر الزوج زوجته على خدماتها.

وقلما يشكر الأب أولاده على أعمالهم.

وقلما يشكر الأولاد آباءهم على معروفهم.

وقلما يشكر الصديق صديقه على خدماته.

في الوقت الذي لا بد أن نضع القاعدة الذهبية التالية نصب أعيننا دائماً: (الأقربون أولى بالمعروف).

أليس من الغريب إذن أن نندفع إلى شكر كل غريب عنا إذا أبدى لنا من اللطف، بينما نهمل الشكر على الخدمات المتوالية التي يقدمها لنا ذوونا وأقرباؤنا وزملاؤنا في البيت ومحل العمل وفي كل مكان.

إن كل من يقدّم لك معروفاً مهما كان صغيراً يتوق إلى أن منك كلمة شكر أو تقدير على ذلك، وإذا لم تفعل فأنت تخيب أمله فيك.

يقول الحديث الشريف: (إن الله أمر بالشكر له - تعالى – وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله)(6) .

ومن لم يشكر الناس فهو يهدم شخصيته أمامهم.

__________________________

(1) غرر الحكم ودرر الكلم.

(2) البحار، ج 78، ص 105.

(3) البحار، ج 71، ص 7.

(4) البحار، ج 71، ص 44.

(5) البحار، ج 71، ص 28.

(6) البحار، ج 74، ص 68. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.