أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-01
235
التاريخ: 2024-08-23
280
التاريخ: 2024-03-13
942
التاريخ: 2024-04-04
1090
|
ففي القبرين رقم واحد ورقم اثنين في «ببلوص»، وهما في كل مظاهرهما يرجعان إلى عهدَيْ «أمنمحات الثالث» و«أمنمحات الرابع» (1849–1792ق.م)؛ عُثِر في قبر رقم 1 على إناء من حجر الأبسديان نُقِش عليه لقب «أمنمحات الثالث»، وفي القبر رقم اثنين وُجِد فيه صندوق من الأبسديان كذلك، وعليه لقب «أمنمحات الرابع «، (1) ووُجِدت أمثلة عدة لطرازين من الفخار يُنسَبان بوضوح إلى الأشكال الهكسوسية التي سبقت الإشارة إليها (2). وقد كشفت الحفائر الحديثة في «ببلوص» عن وجود طراز جديد آخَر متصل بقائمة فخار الهكسوس، ويمكن قرنه بفخار «بيت مرسيم «(3) (G-F.) الملوَّن، ويدل المتن الذي معه على أنه أقدم من القبر رقم واحد والقبر رقم اثنين، اللذين عُثِر عليهما في «ببلوص»، على أنه يكاد يكون من المستحيل الآن أن نحكم من أدلة «ببلوص» على مقدار هذا القدم. ولكن على ما يظهر كان هذا الفخار من عصرٍ لا يخرج عن نطاق القرن التاسع عشر ق.م، وذلك بسبب تاريخ القبرين رقم واحد ورقم اثنين، ومع ذلك فإن هذه الأدلة لا يجب أن تعبِّر عن أن الهكسوس كانوا يحتلون «ببلوص» في ذلك الوقت، وإن كان من الجائز وجود بعض أفراد الهكسوس وقتئذٍ في المدينة، والذي يظهر مؤكدًا هو أن الهكسوس كانوا معاصرين لأهل «ببلوص» في تلك الفترة. والقول بأن فخار «مرسيم» (G-F.) يُنسَب إلى الهكسوس، يرتكز جزئيًّا على معاصرة فخار «مرسيم» لأقدم طراز من الفخار وُجِد في «تل اليهودية«، (4) وتوجد أدلة تعضد وجهة النظر هذه فيما أنتجته الحفائر التي عُمِلت في «تل كيسان» في سهل «عكة»؛ حيث وجد الأثري «رو» أن هذا الطراز من الفخار الملون كان أحدث ما لُوحِظ في حشو طوارات الهكسوس التي كانوا يقيمون عليها حصونهم.(5) والمنطق هنا هو أن يفترض الإنسان أن أحداث مواد توجد في بناءٍ مثل بناء الطوار الذي تتألَّف مواده إلى حدٍّ ما من تراب ومواد أخرى؛ أُخِذت من جهة مجاورة تمكِّن الإنسان من أن يؤرِّخ بها المبنى، فمثلًا الجدار الذي يوجد فيه قطعة نقود مطبوعة باسم الإمبراطور «هدريان» لن يكون أقدم من عهد «هدريان»، وبطبيعة الحال يمكن أن يكون الجدار قد بُنِي في أي عهد آخَر بعد عهد هذا الإمبراطور. ولكن هذا الموقف يختلف بعض الشيء في حالة طوار بالنسبة لطريقة بنائه؛ إذ لا يمكن منع وجود قطع من الفخار في التراب المحلي الذي استُعمِل في حشوه. وقد استعملت هذه البقايا الأثرية التي عُرِف تاريخها بصفة محققة أساسًا لبحثنا، وبخاصة تلك التي وجدت فيها مواد يمكن تأريخها خلافًا للفخار الذي نحن بصدده. ولا يزال كثير من المواد الأثرية التي نسبها الحفارون للأسرتين الثانية عشرة والثالثة عشرة باقيًا، غير أنه لا يمكن عقد موازنة بينها على الوجه الأكمل! (6) على أن تفسيرنا للحجج السابقة يمكن الاعتراض عليه، ولكن إذا قبلت نظرية وجود الصفات المادية المعينة الخاصة بالهكسوس بأنها تحمل معنى وجود الهكسوس عندما نجد لأول مرة هذه الصفات المميزة، فعندئذٍ يكون من الصعب أن ننظر إلى الحالات التي عرضناها الآن نظرة مخالفة. يضاف إلى ذلك حقيقة أخرى، وهي أن هذه البراهين قد جاءت إلينا من عدد من الأماكن تقع في نطاق مساحة (جغرافية) (7) شاسعة. وهكذا حتى الآن كان أساس بحثنا مرتكزًا على الفخار، ولكن قد يكون في الإمكان الحصول على صورة مماثلة للتي عرضناها إذا كان في مقدورنا معالجة أشياء من مواد أخرى غير الفخار، مثل الذهب والبرنز والعظم بنفس الثقة؛ ولكن الواقع أن علم الآثار المقارن لم يصل إلى الحدِّ الذي يمكن فيه معالجة الأشياء الصغيرة، التي يمكن أن تكون ذات أهمية في فهم ثقافة حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي في باكورة الألف الثانية قبل الميلاد. ولا نزاع في أن فحص النفوذ الأجنبي الذي برهن على وجوده بقطع آثار صغيرة يرجع تاريخها إلى عهد الدولة الوسطى في مصر، ستستمر متابعته بثقة متزايدة وفائدة أعظم بعد عمل قوائم شاملة للأشكال الفلسطينية (8).
.....................................
1- راجع: Montet, “Byblos et l’Egypte” , Pp. 155–159
2- راجع: Ibid Pls, CXVI. 791. And 800 & CXVIII, 791 & 800. Pere Vincent “Revue Biblique”, XX. (1922), p. 178
3- راجع: A. A. S. O. R, XIII. p. 69–71
4- راجع: Ibid. p. 79
5- راجع: Albright, A. A. S. O. R. XVII. (1938) p. 24
6- راجع: Griffith, “The Antiquities of Tell el Yahudiyeh” Egypt-Exploration Fund, Seventh Memoir, (London. 1890) Pp. 33–74, p. 56, Pl. XIX; for Khataanah material, G. A. Wainwright, “Balabish” (London, 1920) p. 66. esp. note. 5
7- وقد قال: قيل إن غزو الهكسوس قد حدث بعد انتهاء الأسرة الثانية عشرة مباشرة (راجع: J. E. A. XXI. p. 23) غير أن البراهين التي ارتكز عليها واهية من أساسها.
8- ونجد ملخصًا في (O. I. P, XXXIII. Table. V) للأشياء التي وجدت في المقابر الهكسوسية في مجد، ومع الإشارة إلى الاتصالات الأجنبية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|