أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2022
1685
التاريخ: 2023-06-01
1026
التاريخ: 30-9-2019
1974
التاريخ: 17-7-2019
1478
|
اختلفوا في أفضليّة كلّ من الشكر والصبر والظاهر عدم الرجحان لعدم انفكاك أحدهما عن الآخر، بل اتّحادهما في كثير من المواضع كما عرفت، والصابر على المصائب لا بدّ له من تصوّره للمنافع الواصلة إليه بسببها وحصول انزعاج له عن الدنيا وشوق إلى الآخرة فلا ينفكّ عن الشكر؛ لأنّه يعرف هذه النعم من الله كما يعرف البلاء منه، ويفرح بها ويعمل بمقتضى فرحه من الطاعة ونحوها، وفي النعمة المطلقة كالسعادة والعلم وسائر الفضائل كما أنّ حصولها وتصوّر كونها نعمة مستلزم للشكر فكذا إبقاؤها لا ينفكّ عن المقاومة مع الهوى ومنع النفس عن الميل إليه وعن الكفران بالعصيان، هو الصبر فشكر العينين بالنظر إلى عجائب صنع الله يستلزم الصبر عن الغفلة والنوم ونحوها.
هذا، والمعيار الكلي في أفضليّة بعض الأعمال عن بعض كونها أشدّ تأثيراً في إصلاح النفس وصفيتها وتطهيرها عن شوائب الدنيا وأشد إعداداً لمعرفة الله وانكشاف الحقائق لديه، فاللازم على العاقل الموازنة بين كلّ درجتين من درجات الصبر والشكر فيما ذكر والترجيح بمقتضاه وهي مختلفة باختلاف أقسام النعم وأقسام البلاء واختلاف مراتب المعرفة والفرح المأخوذين في حقيقة الشكر واختلاف الطاعة المأتي بها في كلّ منهما صعوبة وسهولة، فربّما كان بعض درجات الصبر أشدّ تنويراً وأكثر إصلاحاً (1) للقلب من بعض درجات الشكر وبالعكس، فإنّ الأعمال الأحوال المندرجة تحتهما كثيرة، فممّا يندرج منها تحت الشكر حياء العبد من تتابع نعم الله عليه ومعرفته بتقصيره عن الشكر واعتذاره من قلّة الشكر واعترافه بكون النعم ابتداء منه تعالى من غير استحقاق لها، وعلمه بأنّ الشكر أيضاً من نعمه ومواهبه وحسن تواضعه بالنعم تذلله وقلّة اعتراضه وحسن أدبه بين يدي المنعم وتلقّي النعم بحسن القبول واستعظام ما صغر منها وشكر الوسائط بقوله صلى الله عليه وآله : «مَن لم يشكر الناس لم يشكر الله» (2) فكلّما ازدادت هذه الأحوال في الشكر وطال زمانه ازدادت فضيلته.
وأمّا ما دلّ على أفضلية الصبر على الشكر من الأخبار فاللازم فيه إمّا التقييد ببعض مراتبها أو الحمل على ظاهر العامّة من الشكر والصبر دون ما تبيّن لك من حقيقتهما اللازم منه الملازمة أو الاتّحاد.
__________________
(1) في «ب» و «ج»: اختلاجًا.
(2) المحجّة البيضاء: 7 / 247.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|