أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-27
800
التاريخ: 2024-11-25
157
التاريخ: 2024-04-03
977
التاريخ: 2024-09-12
372
|
أثبتنا فيما سبق قِدَم عبادة الإله «ست» في الشمال الشرقي من الدلتا في مقاطعة «سترويت»؛ والآن نريد أن نبرهن على أن عبادة هذا الإله في بلدة «أواريس» في عهد الأسرة الثالثة عشرة لم تكن بالأمر الغريب كما يزعم بعض المؤرخين؛ فقد كتب الأستاذ «إدورد مير» الذي يُعَدُّ عمدةَ مؤرِّخي العصور القديمة،(1) عن الأسرة الثالثة عشرة يقول: لدينا آثار غريبة من عصر ثالثِ آخِر ملوك الأسرة الثالثة عشرة، الذي كان يُدعَى «نحسي» (العبد)، وهو اسم كان يُسمَّى به كثير من أفراد عامة الشعب؛ ففي «تانيس» وجدنا اسم هذا الأمير على قطعة حجر ربما كانت من أثرٍ قد أهداه والده للإله «ست» صاحب «را أخت»؛ وكذلك وُجِد في «تل المقدام» الواقعة في قلب الدلتا (مركز ميت غمر) تمثالٌ ملكيٌّ لهذا الأمير نُقِش عليه «محبوب ست» صاحب «أواريس»، ولكنا نعرف أنه لم يذكر لنا على أي أثرٍ اسم الإله «ست» في «تانيس» قبل عهد «الهكسوس»، وقد ذكر لنا كلٌّ من الملك «مرمشع» والملك «سبك حتب» الرابع كثيرًا على تماثيله التي وُجِدت في «تانيس»؛ أنه المحبوب من «بتاح» صاحب «منف»، وأن «أواريس» كانت عاصمة الهكسوس، وأن «ست» صاحب «أواريس» هو إلههم، ومن ثَمَّ نعلم أن كلًّا من «نحسي» ووالده كان قد أصبح من أتباع «الهكسوس»، وأن غزو هؤلاء القوم الأجانب للبلاد كان قد حدث قبل نهاية الأسرة الثالثة عشرة، ومن المحتمل أنَّ تتابُعَ تولِّي الملوك عرشَ البلاد بسرعة مدهشة في هذه الفترة يرجع بعضه إلى عِظَم نفوذهم. والواقع أن ما وصلنا من معلومات جديدة يجعلنا نعيد النظر فيما كتبه هذا المؤرخ؛ وذلك لأنه في إقليم «تانيس» كانت عبادة الإله «ست» قائمة منذ العهود القديمة، وقد عرفنا الآن أن معبد هذا الإله موجود في «سثرت» على مقربة من «تانيس» منذ أوائل الدولة القديمة على أقل تقدير، وعلى ذلك فإن إقامة «نحسي» أثرًا لهذا الإله القديم في إقليم «تانيس» لا يدلُّ على أي اتصال «بالهكسوس»، كما لا تدل عبارة وصف الإله بأنه صاحب «أواريس» على أية علاقة قطُّ بالهكسوس؛ وذلك لأن هذه المدينة (2) كانت قائمةً قبل غزو الهكسوس كما سبقت الإشارة إلى ذلك، هذا فضلًا عن أن اسم مدينة «أواريس» مصري خالص، ولا يُشَمُّ منه أن الغزاة قد أسَّسوا بنيانها، ويجب أن يفهم الإنسان ذلك حقًّا، فقد ميَّزَ «رعمسيس» الثاني المباني الجديدة التي أقامها في المدينة بتخليد اسمه، فأطلق عليها اسم «بررعمسيس» (بيت رعمسيس)، ولا شك في أن توحيد «تانيس» ﺑ «أواريس» يقدِّم لنا سندًا قويًّا لتفسير الرأي الذي نعرضه هنا الآن؛ وذلك لأن الآثار المكشوفة تحدِّثنا بأنه منذ القِدَم كانت تقوم في هذه البقعة مدينةٌ على جانب عظيم من الأهمية، وكذلك يدل ما كُشِف من آثارٍ على أن نشاط «نحسي» من ناحية البناء في «تانيس» كان ضئيلًا بدرجة مدهشة، كما كانت الحال مع أسلافه في عهد الدولتين القديمة والوسطى. والواقع أن التفسير الذي أدَلَى به الأستاذ «إدورد مير» عن «نحسي» وآثاره لا يصمد أمام النقد؛ إذ كيف ينبغي ﻟ «نحسي» أو والده أن يقيم معبدًا لإله الغزاة الأجانب في عقر عاصمتهم؟ والأحرى بهذا الأمير إذا كان يريد أن يُظهِر خضوعَه وتبعيته للغزاة أن يقيم أثرًا لإله الدولة الجديد الذي كان يُعتبَر هو من أتباعه في الإقليم الذي يقع خارج مدينتهم، أما في «تانيس-أواريس» التي بناها الهكسوس ثانية على حسب «تصميم» موضوع لم يكن ليسمح ﻟ «نحسي» أن يقيم فيها للإله «ست» معبدًا بوصفه إلهه، بل كان ذلك من الأمور الخاصة التي يمتاز بها أسياده الفاتحون. هذا ونعلم من النقوش التي دُوِّنت على المباني أشياء أخرى؛ إذ نعرف أنه قبل الغزو الأجنبي كانت توجد مدن لعبادة «ست» غير بلدة «سثرت» ومدينة «حوت وعرت» (أواريس)، مثل «را أخت» التي كانت تقع حتمًا في إقليم «أواريس»، وخلافًا لهذه المعابد نعلم أن الإله «ست» كان يشغل مكانة ممتازة في مقاطعته
........................................
1- راجع: Edward Meyer, “Gesch”. § 305
2- راجع رأي الأستاذ جاردنر في هذه المدينة وموقعها: Gardiner, “Ancient Egyptian Onomastica”, Vol. II. p. 176.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|