أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-04
432
التاريخ: 2024-02-27
958
التاريخ: 2024-06-01
771
التاريخ: 2023-09-10
1329
|
لقد كان موضوع «الهكسوس» من أبرز ما تناوله علماء الآثار من الموضوعات في السنين الأخيرة، وبخاصة بعد الكشوف الحديثة الناجمة من الحفائر التي قامت في الشرق الأدنى؛ سنحاول هنا الاستفادة من كل ما كتبه هؤلاء الباحثون لنكوِّنَ صورةً واضحة بقدر ما تسمح به معلوماتنا عن هؤلاء الغزاة. ولقد احتدَمَ الجدل في الماضي في الوقت الذي اجتاح فيه الهكسوس البلاد المصرية، أما تاريخ طردهم من أرض الكنانة فيكاد يكون من المتفق عليه الآن أنه كان حوالي عام 1580 ق.م على يد الفرعون أحمس الأول، مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، كما سنشرح ذلك فيما بعدُ، وكذلك نعلم حسب تفسير الأستاذ «زيته» للوحة «أربعمائة السنة» أن الهكسوس كانوا قد أصبحوا أصحاب السلطان في أرض الدلتا حولي عام 1730 ق.م، وعلى ذلك نرى أنهم كانوا قد حكموا مصر بين مدٍّ وجزر نحو قرن ونصف قرن من الزمان. وقد كانت الفكرة الراسخة في الأذهان عند عامة المؤرخين إلى بضع سنين مضت أن هؤلاء الغزاة قد انقضُّوا على الديار المصرية فُجاءةً من بلادهم الأصلية، واستولوا عليها عنوةً، وأن ذلك قد حدث في فترةٍ كانت مصر قد بلغت فيها من الضعف والوهن حدًّا بعيدًا، أي عندما كانت الحروب الداخلية تفتك بها كلَّ الفتك، ولكن سيرى القارئ فيما بعدُ أن هذا الزعم خاطئ من أساسه، بل الواقع أنه توجد أسباب عدَّة تدلُّ على أن أولئك الغزاة كانوا قوة ثقافية في وادي النيل منذ عهد الملك «سنوسرت» الثاني (1906–1887ق.م)، أي في منتصف عهد «الدولة الوسطى»، عندما كانت مصر في أوج عظمتها، أو بعبارة أخرى في إبَّان عصرها الذهبي، وسنميز تمييزًا بيِّنًا بين المؤثرات الثقافية والمؤثرات السياسية التي أدَّتْ إلى ذلك. وتدل شواهد الأحوال على أنه لا توجد أسباب تدعو إلى الشك في أن الهكسوس قد حكموا مصر قبل عام 1730 ق. م، ولكن من الطبيعي أن المؤثرات الثقافية التي كانت موجودة قبل ذلك العهد في الأقطار الآسيوية المجاورة قد تركت أثرها إلى حدٍّ ما في مصر، ومن المحتمل أن المصريين أنفسهم قد نقولها إلى بلادهم، وهذه المسألة نجد حلها في الجواب على السؤال التالي، وهو: كيف يتسنَّى للمرء أن يفسِّر ظهور ثقافة جديدة في بلدٍ ما؟ وسيرى القارئ فيما بعدُ أن عناصر ثقافية جديدة قد أُدخِلت في كلٍّ من سوريا وفلسطين، بل وفي مصر نفسها حوالي عام 1900 ق.م، وسيلاحظ كذلك وجود علاقة بين هذه العناصر الثقافية الجديدة وبين ثقافة الهكسوس الخاصة بهم مدةَ عهد سلطانهم السياسي في مصر؛ على أن هذا القول يحتاج إلى تفسير وإيضاح ينسجم مع الحقيقة القائلة: إن مصر كانت وقتئذٍ في عصرٍ من أزهر عصورها، وإن «ببلوص» الواقعة على الشاطئ السوري كانت موالية لمصر حتى عام 1740ق.م، ويظهر أن الجواب المقنع على ذلك هو أن غزو الهكسوس لمصر لم يتم دفعةً واحدةً بين عشية وضحاها، ولكنه قد تمَّ تدريجًا وعلى مهل، فكان يكتسب قوته بمرور الزمن كالشجرة التي تضرب بأعراقها على مرِّ الأيام في أرض خصبةٍ، فتزداد نموًّا وإيناعًا. على أننا من جهة أخرى لا نجد في سقوط الأسرة الثانية عشرة، الذي أدَّى إلى ضعف مصر، سببًا يساعد على حركةٍ قامت للأسباب التي أوردناها هنا، وهي التي كانت نتيجتها توطيد أول أسرة للهكسوس في أرض الدلتا حوالي عام 1730ق.م.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|