أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-11
267
التاريخ: 3-10-2016
1719
التاريخ: 27-9-2016
4178
التاريخ: 2024-03-29
1055
|
تأملوا أنتم أيها النجوم التي تطلع في «خرعحا» (مصر العتيقة)، إن الإله صاحب الأجزاء الألف! (يعني السفينة) قد وُلد، وأمراسه قد شُدت ومكانه قد هُيئ (؟)؛ وإني أقطع خشب الآلهة التي أبني بها السفينة من أولها لآخرها، وهي التي أصعد بها إلى السماء، وبها أُحمل إلى «نوت»، وإني أُحمل عليها مع «رع»، وإني أُحمل عليها مع القرد (القمر)، وإني أسير قدمًا بانشراح على ماء «وعرت» الخاص بالإلهة «نوت» عند باب الإله «سيح» (هو المريخ، ويسمى كذلك ابن آتوم إله الشمس عند الغروب).» وبعد ذلك ينتهي متن تابوت المتحف المصري بشرح يكاد يكون نسخة طبق الأصل من الفصل الأول: فصل السياحة في السفينة العظيمة لشمس الإله «رع» يوميًّا(1) (؟) (2) (1) يا أيها اللهيب الوهاج الذي خلف «رع»، والذي يعقد تاجه، إن سفينة «رع» تهاب العاصفة! وإنك لامع، وإنك رفيع، وإنك تأتي اليوم مع «تحوت» (أو مع سفينة الليل) في دورته الفاخرة (أي دورة القمر أثناء الليل)؛ وبذلك أرى مجيء «ماعت» (إلهة العدالة رفيقة «تحوت» في سفينة الشمس)، والآلهة الذين في صورة أسود (تماثيل بو الهول، وهي تمثل إله الشمس عند الغروب)، وهم القائمون على حراسة المحاريب العدة المصنوعة من اليراع، حتى أراهم هناك وتفرح، ويكون عظماؤهم في حبور وصغارهم في سعادة، وإني قد مهدت طريقي إلى مقدمة سفينة [رع] وهي التي ترفعني إلى عليين مثل قرص الشمس، فأضئ مثل بهاء «رع» الذي أمده بثرائه، وقد ضمني ربًّا «للعدالة»، وعندئذ قال تاسوع الآلهة: «إن الذي هناك هو «رع» وأنتِ يا روح «أوزير» النائمة اجعلي والده الذي فيها (أي سفينة الشمس) يحكم في صالحه، وإني أجعل الميزان له مستقيمًا، وإني أتيت بالآلهة «تفنوت» ليعيش. تعالي أسرعي؛ لأن الأب ينطق بقرار «ماعت» (العدالة)، إنه الإله «آتوم» أسرع.» هكذا صاح الذي في أصيله في حينه، «تأمل! لقد أتيت لأحضر له فكي «روستاو»، والنور الذي هو عين الشمس. هذه إشارة صريحة إلى الطريقين اللذين يسلكهما المتوفى؛ أي طريق الماء وطريق الأرض، وقد مثل كل منهما بفك الإله «جب» إله الأرض، (وفي نسخة أخرى قد مثلتا بطريقي «روستاو»)؛ ولأجل أن أضم إليه جموعه (يقصد هنا أعضاءه المختلفة التي تفككت وانتثرت بعد الموت)، وأبعد عنه الثعبان «أبو فيس» المؤذي؛ ولأجل أن أشفي له جراحه (بالتفل عليها)، وقد مهدت طريقي ومررت عليها بينكم، وإني أنا الذي يسكن بين الآلهة، تعالَ ودعني أمر قدمًا في سفينة رب «سيا» (إله الفهم)، أنت يا صورة «حوروز» (ويا صورة تحوت) الذي يشعل النار ويطفئها، ولقد مهدت طريقي يأيها الوالد المقدس، ويأيها القرد المقدس (أي تحوت). لقد دخلت الأفق، فانتقل بجانب الأمراء المقدسين، سأكون شهيدًا على من في السفينة المقدسة، وسأمر قدمًا على حاشية اللهيب اللامع التي خلف رب صاحب الذؤابة (أو أصحاب الذؤابات).» ثم يختم متن تابوت متحف القاهرة بالعنوان التالي: اقتحام الباب الذي يسمى ««حور» سيدها»: إنك تدير السفينة التي هي عينك (أي عين إله الشمس) يأيها الأب (أي رع). ثم يتلو ذلك: «تعويذة المرور على ردهات النار الخاصة بباب سفينة «رع» كل يوم «. ومما هو جدير بالملاحظة في هذه المتون السالفة أن العقيدة الشمسية هي الفكرة الهامة فيها، مما يدل على أن هذه العقيدة كانت هي السائدة في هذا الوقت رغم ظهور العقيدة الأوزيرية وشيوعها. فنجد الجزء الأول يحتوي على أنشودة مدح لإله الشمس الذي كان يتطلع إليه المُتوفَّى بوصفه ابنه ليعد له مكانًا في سفينته التي كان يسيح فيها كل يوم من الشرق إلى الغرب؛ أي إن المُتوفَّى كان يرغب في أن يوحد بإله الشمس «رع». أما الجزء الثاني فقد كُتب على ما يظهر في صورة تعويذة سحرية الغرض منها إعداد سفينة للمتوفى يمكنه العبور بها إلى عالم الآخرة، ويدل المتن على أن المُتوفَّى قد وصل فعلًا إلى باب «روستاو» بعد اقتحام الحواجز النارية التي كانت مقامة في سبيله، وبخاصة ردهة النار التي تظهر على المصوَّر في شكل مستطيل، ويسمى بابها: «حور سيدها»، وهو الباب الناري المرسوم على الجهة اليسرى من هذه الردهة (رقم 7). على أنه يوجد في متن التابوت رقم 28085 المحفوظ بمتحف القاهرة إيضاحات كُتبت بالمداد الأحمر في نهاية هذا الفصل، وهي تمدُّنا بفكرة سديدة عن المقصود من هذا الكتاب، وهي: «إن من لا يعرف بداية هذا الكتاب ونهايته، يغمر الخوف اسمه الذي في جوفه، وإن فلانًا يعرفه ولا يجهله، وإنه الروح المسلح الذي على رأس الأبواب، وكل إنسان يعرف هذا الفصل يكون مثل «رع» في شرقي السماء، ومثل أوزير في أعماق العالم السفلي، وسينزل إلى رجال البلاط الأربعة أصحاب النار، ولن يُحرق بها أبدًا وأنه وصلها بسلام آمنًا «. ولا نزاع في أن هذا الإيضاح يدل بجلاء على أنه تعويذة سحرية، كما أنه يضع أمام القارئ الفكرتين الهامتين الخاصتين بعالم الآخرة، وهما العقيدة الشمسية والعقيدة الأوزيرية. ويلاحظ هنا ما جاء في المتن أن المُتوفَّى سيكون مثل «رع» في شرق السماء ومثل «أوزير» في أعماق العالم السفلي، والعقيدة الأخيرة مضادة للأولى تمامًا؛ وذلك لأن إله الشمس في شرق السماء يدل على الحياة، أما الإله «أوزير» الذي يعيش في العالم السفلي المظلم فيدل على الموت، ومع ذلك فإن العقيدتين قد امتزجتا وصارتا تكوِّنان فكرة واحدة؛ لأن «أوزير» توحد مع الإله «رع» كما سبقت الإشارة إلى ذلك. أما ما جاء عن ردهة النار التي ذكرت فيما سبق فقد وضحت على المرشد الجغرافي، وهي في الواقع مسكونة بطائفة من الجنِّ لم يرسم صورهم، وكل ما نعرفه عنهم هو أنهم ذكروا في أحد النقوش أربع مرات على الجدران النارية باسم «ندماء اللهيب»، ولا بد أنهم الكائنات الذين أشير إليهم في المتن باسم «ندماء النار الأربعة»، ومن ثم نعرف أنهم مخلوقات ضارة لا يمكن المُتوفَّى أن يقترب منهم إلا إذا كان مسلحًا بتعويذة سحرية، (انظر رقم 6) (Lacau, Ibid, P. 207 (2)).ولذلك يستمر المتن الافتتاحي مؤكدًا لك ذلك فيقول: «دعني(6) أمرُّ، إني أنا الواحد القوي سيد «الآلهة» الأقوياء، وأحد أشراف «رع» ورب العدالة «ماعت» وخالق «وازيت» (إلهة الوجه البحري). تأمل! إني أحد أتباع «رع». تأمل! إني امرؤ يتنزه في حقول قربان «رع». تأمل! إني أنا الإله العظيم، ومعترف بي أمام التاسوع الإلهي ليقدم لي القربان«. ولا نزاع في أن هذا متن سحري به يتمكن المُتوفَّى من التغلب على كل الصعاب التي تعترضه في عالم الآخرة بقوة الكلمة التي فيه؛ ومن أجل ذلك نجد أن المُتوفَّى قد انتحل فيه لنفسه ألقاب الإله الأعظم ومناقبه، ويلاحظ أن المُتوفَّى قد اتخذ لنفسه هذه الصفات في بداية العهد الذي سمح فيه لعامة الشعب أن يعتنقوا المذهب الشمسي؛ أي مذهب الإله «رع» ويتمتعوا بمميزاته، ثم يستمر بعد ذلك المتن فاستمع لما جاء فيه على لسان المتوفى: «لقد اجتزت طريقي «روستاو» برًّا وبحرًا، وهما طريقا «أوزير» اللتان توصلان إلى السماء، وكل امرئ يمكنه السير عليهما يكون صاحب سلطان على أتباع «تحوت»؛ (أي القمر)، ويكون في وسعه أن يخترق كل سماء يُريد أن يعرج فيها، أما من لا يعرف كيف يسير على هاتين الطريقين فإنه سيُقضى عليه ويصبح قربانًا للموتى، أو يصير طعامًا للمعدمين، ولن يقام له العدل أبدًا. وإني من أتباع سماء «أوزير» والوارث بعد الرئيس (أي «أوزير»)، وإني «سبي» (اسم المُتوفَّى صاحب التابوت) محيي «أوزير» وإني أنا الذي أضرب لك الحراس «حات حزو» الذين هم ملك إله الشمس (وقد مثل هنا في صورة أسد).» وفي نهاية المتن نجد الشرح التالي: «تعويذة المرور عليها؛ أي (الطريق «. ومما هو جدير بالملاحظة أن المُتوفَّى يخبر حراس الباب المؤدي إلى «روستاو» في هذه التعويذة أنه ليس بزائر جديد، بل إنه على علم بالسياحة بطريقي الماء واليابسة في عالم الآخرة، وأنه هو الذي بعث الحياة من جديد في نفس «أوزير» صاحب هذه الآخرة، بل إنه أكثر من ذلك ادعى أنه حامي الإله «رع» وبعبارة أخرى يدعى أنه هو المسيطر على الإلهين الرئيسيين اللذين يشرفان على السياحة السماوية والسياحة السفلية، وهذه التعبيرات الخارقة لحد المألوف من القوة والتهديد لا نجدها قط إلا في التعاويذ السحرية، وهذا المتن هو نهاية ما جاء على تابوت القاهرة رقم 28083. قرأنا في التعويذة السالفة أن طريقي «روستاو» بالماء وباليابسة هما «لأوزير» وأنهما يوصلان إلى السماء، وقد كان لزامًا على المُتوفَّى بعد أن ينتخب إحدى هاتين الطريقين أن يقتفيها دون أن يحيد عنها قيد شعرة؛ إلى أن يصل إلى هدفه المنشود وهو «روستاو»، وإلا كان مصيره جهنم وبئس القرار. وبعد ذلك كان على المُتوفَّى أن يقوم برحلة أخرى ليصل إلى سماء العالم السفلي حيث يستمر في رحلته في عالم الآخرة الأدنى؛ إلى أن يصل ثانية إلى شرقي السماء ليحيا مع الإله «رع» ثانية، وهكذا كل يوم. والواقع أن طريق الماء السالفة الذكر ليست طريق السماء، بل من المحتمل جدًّا أنها كانت بالنيل؛ لأن المُتوفَّى كان دائمًا عند قدماء المصريين يُحمل إلى مقرِّه الأخير على ظهر النيل، أو على الأرض حسب الأحوال؛ أي إنه كان صاحب الخيار في ذلك. ونعنى بالنيل هنا نيل عالم الآخرة.
.........................................
1- Lacau, Ibid, P. 189 (2)
2- يلاحظ هنا أن الأرقام العربية الموجودة بين قوسين تشير إلى الأرقام الموجودة على المصور، وهي التي تدل على مكان المتون فيه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|