ذبول البندورة الفيوزاريومي

Fusarium wilt of tomato

الفطر المسبب:

usarium oxysporum f. sp. lycopersici

الأعراض:

تظهر أعراض المرض الأولى على أعصاب الوريقات الفتية الخارجية التي تصبح شفافة قليلاً، وتبدو لاحقاً الأوراق القديمة متدلية نتيجة ارتخاء عنق الورقة. وعندما تصاب النباتات في طور البادرة، فإنها تذبل وتموت مباشرة بعد ظهور الأعراض الأولى للمرض. ويمكن أن تذبل النباتات البالغة في الحقل، وتموت فجأة إذا كانت الإصابة شديدة، والظروف الجوية ملائمة لنمو الفطر وتطور المرض. ومع ذلك، فإن الأعراض الأكثر شيوعاً على النباتات البالغة، إضافة إلى ظهور العروق شفافة وارتخاء الأوراق، هو توقف النباتات عن النمو، واصفرار الأوراق السفلية، وأحياناً تشكل جذور عرضية، وذبول الأوراق والسوق الفتية، وسقوط قسم من الأوراق، بينما يظهر على حواف الأوراق المتبقيـة بقع بنية وتقرحات، وأخيـراً موت النبات بالكامل. تظهر عادة هذه الأعراض على جانب واحد من الساق، ويتقدم المرض حتى يموت الساق والمجموع الورقي بالكامل. ويمكن أن تصاب الثمار أيضاً، إذ إنها تتعفن وتسقط دون أن يظهر عليها أي تبقعات. ويمكن أن تصـاب الجذور كذلك، فبعد فترة من توقف نمو النبات تتعفن الجذور الجانبية الصغيرة وتموت.

وعند إجراء مقطع عرضي بالقرب من قاعدة ساق النبات المصاب يلاحظ وجود حلقة بنية اللون في مستوى الأوعية الناقلة. ويختلف ظهور هذه التلونات الوعائية في الأجزاء العلوية من النبات حسب شدة الإصابة.

أعراض الإصابة بالذبول الفيوزاريومي على البندورة. A: ذبول الأوراق واصفرارها على جانب واحد من النبات. B: مقطع طولي و C مقطع عرضي في الساق يبينان تلون الأوعية الناقلة.

دورة المرض:

يحافظ الفطر على حياته في التربة خلال فترة غياب المضيف على مخلفات النباتات المصابة بصورة مشيجة أو أبواغ كونيدية صغيرة وكبيرة، وغالباً على شكل أبواغ كلاميدية. وتساهم الأدوات الزراعية الملوثة ومياه الري والأمطار بنقله إلى مسافات قصيرة، بينما ينتشر لمسافات بعيدة بواسطة الشتول والتربة المحمولة عليها.

وعند زراعة النباتات السليمة في تربة ملوثة، تخترق أنابيب إنبات الأبواغ أو المشيجة قمم الجذور مباشرة، أو عن طريق الجروح، ولهذا فإن الحشرات والديدان الخيطية تسهل حدوث الإصابة عن طريـق الجروح التي تحدثها، ويمكن أن يحدث الاختراق أيضاً في نقطة تشكل الجذور الجانبية. تنتشر المشيجة بين خلايا القشرة حتى تصل إلى الأوعية الناقلة، لتخترقها وتنتقل خلالها نحو الأعلى باتجاه منطقة التاج والساق. تنمو مشيجة الفطر وتتفرع داخل الأوعية الناقلة، وتتشكل الأبواغ الكونيدية الصغيرة التي تنفصل وتنتقل إلى الأعلى مع نسغ النبات، ثم تبنت في النقطة التي تتوقف فيها حركتها نحو الأعلى، وتخترق أنابيب الإنبات الجدار العلوي للوعاء الناقل إلى وعاء مجاور، حيث تنمو المشيجة وتستمر الأبواغ الكونيدية الصغيرة بالتشكل من جديد.

تسد الأوعية الناقلة نتيجة تراكم مشيجة الفطر وأبواغه، والمواد الهلامية، والصمغ، وتشكل التيلوزات، وتخرب الأوعية الناقلة نتيجة الضغط الذي يحدثه الانقسام المفرط للخلايا البارانشيمية المجاورة لها، وبذلك يحدث خلل في التوازن المائي بين كمية الماء التي تفقدها الأوراق عن طريق النتح وكمية الماء التي تستطيع الجذور والساق نقلهـا إليها، مما يؤدي إلى ذبول الأوراق وموتها أخيراً، وبعد ذلك موت ما تبقى من النبات. ثم يغزو الفطر كل أنسجة النبات حتى يصل إلى سطح النبات الميت، ليتبوغ عليه بغزارة، ويمكن لهذه الأبواغ أن تنتشر إلى نباتات جديدة أو مناطق جديدة بواسطة الرياح والماء وغيرها.

شكل يبين دورة مرض ذبول البندورة الفيوزاريومي المتسبب عن الفطر .Fusarium oxysporum f. sp lycopersici (عن 2004 ,Agrios).

A: الأفرع السفلى تبدأ بالذبول. B: ذبول كامل النبات وموته. C: ورقة ميتة. D: تشكل الأبواغ الكونيديـة في سبورودوكيوم على الأوراق الميتة. E: تشكل الأبواغ على المشيجة في التربة. F: الأشكال المختلفة التي يوجد فيها الفطر على الأنسجة المصابة في التربة (a: مشيجة، b: أبواغ كلاميدية، c: أبواغ كونيدية كبيرة، d: أبواغ كونيدية صغيرة). G: إنبات البوغ الكونيدي.H: اختراق الجذور في نقطة تشكل الجذور الثانوية. I: اختراق مشيجة الفطر أو أنابيب الإنبات الجذور اختراقاً مباشراً. J: اختراق الجذور عن طريق الجروح، ووصول الفطر إلى الأوعية الناقلة. K: مقطع عرضي في الساق يبين تلون الأوعية الناقلة. L: مشيجة الفطر وأبواغه في الأوعية الناقلة. M: الأوعية الخشبية في الساق أو أعناق الأوراق لنبات سليم. N: انسداد وتخرب الأوعية الناقلة في الساق أو أعناق الأوراق لنبات مصاب. O: تراكم المواد الصمغية في الأوعية الناقلة والخلايا المجاورة. P: مشيجة ومواد صمغية تسد الأوعية الناقلة.

وفي بعض الأحيان عندما تكون رطوبة التربة مرتفعة، ودرجة الحرارة منخفضة نسبياً، يمكن للنباتات المصابة أن تعطي إنتاجاً جيداً من الثمار، ولكن في هذه الحالة يمكن للفطر أن يصل إلى الثمار، ويخترق أو يلوث البذور. وعادة تتحلل الثمـار المصابة وتسقط، وتكون البذور المصابة شفافة بحيث يمكن تميزها بسهولة واستبعادها، ومع ذلك فإنها يمكن أن تؤدي دوراً ضعيفاً في نقل ونشر المرض.

المكافحة:

- زراعة أصناف مقاومة، ويوجد الآن العديد من أصناف البندورة التي تحمل صفة المقاومة لمرض الذبول الفيوزاريومي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن البندورة تصاب أيضاً بمرض الذبول الوعائي الفرتيسليومي المتسبب عن الفطر .Verticillium sp، ومن الصعب التمييز بين أعراض الذبول الفيوزاريومي والفرتيسليومي، ويشار في بعض دول العالم إلى الأصناف المقاومة للفرتيسليوم بالحرف V، وتلك المقاومة للفيوزاريوم بالحرف F، وللأصناف المقاومة لكليهما معاً بـ VF.

- تعقيم تربة الحقل عملية مكلفة، ولكن يمكن تعقيم التربة داخل البيوت المحمية.

- استخدام بذار سليم، وتعقيم بذار البندورة بالماء الساخن قبل زراعته في المشتل.

- أعطت الأبحاث التي أجريت في السنوات الأخيرة على المكافحة الحيوية نتائج مشجعة، إذ يتم تلقيح نباتات البندورة قبل زراعتها بسلالات غير ممرضة من الفطر F. oxysporum، أو استخدام فطريات أخرى مثل Trichoderma .sp، و .Gliocladium sp، أو بكتيريا مثل Pseudomonas fluorescens و Burkholderia cepacia، وغيرها. ولكن حتى الآن لم يجر تطبيق المكافحة الحيوية لمرض الذبول الفيوزاريومي حقلياً.

- تشميس تربة الحقل بتغطيتها بطبقة من البلاستيك خلال الصيف يمكن أن يخفف أيضاً من شدة الإصابة بالمرض.

- لقد تبين حديثاً أن رش نباتات البندورة بمعلق من الفطـر البيضي Phytophthora cryptogea يحرض المقاومة الجهازية المكتسبة Systemic acquired resistance عند نباتات البندورة، حيث إنها بقيت خالية من الإصابة بالذبول حتى بعد تلقيحها بالفطر Fusarium oxysporum f. sp. lycopersici. وهذه الطريقة لم تستخدم أيضاً حتى الآن بشكل عملي لمكافحة هذا المرض.