إذا كان ماء الغيم في حالة توازن مع الأجناس الغازية التي في الهواء، احتوى على أجناس قابلة للانحلال فيه من الغازات الجوية بتراكيز يُحدّدها قانون هنري (Henry's law). ومن تلك الغازات ثاني أكسيد الكربون الذي بلغت القيمة الوسطى لنسبة مزجه الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ppmv 378 في عام 2004. يتصف ثاني أكسيد الكربون المنحل في الماء بأنه حمض ضعيف، ويساوي عامل حموضة المحلول المائي الذي يحتويه والمتوازن مع الغلاف الجوي غير الملوث 5.7 = pH . سوف يتضح مغزى هذه القيمة حينما نجري حسابات قابلية انحلال الغازات في الماء ومفعولها في عامل الحموضة في الفصل الحادي عشر. لذا يكون ماء المطر الذي يحتوي على ثاني أكسيد كربون حامضاً قليلاً، مع تركيز لأيونات الهدرونيوم hydronium ion يزيد بنحو 20 مرة على ذاك الذي في الماء الصافي. ونظراً إلى كون كثير من ثاني أكسيد الكربون طبيعي " المنشأ ، يُقال غالبا أن عامل حموضة المطر غير الملوث يساوي.5.7

وفي الواقع، يمكن للأجناس الطبيعية الأخرى التي تولّد الحموض، ومنها الحموض العضوية والمركبات الكبريتية التي تتكون بسيرورات حيوية مكروية من كتلة حيوية حية أو ميتة، أن تكون مصدراً لحموضة المطر الزائدة في مناطق بعيدة عن تأثير البشر. يُضاف إلى ذلك أنه حينما يحتوي المطر على كيماويات طبيعية " أخرى من قبيل الغبار المحتوي على كربونات الكالسيوم، يصبح محلولاً قلوياً مخففاً. وعموماً، يمكن لأجناس موجبة وسالبة الأيونات أن تتراكم في المطر وفقاً للظروف، من دون أن يكون من الممكن دائما التمييز بوضوح بين الأجناس ذات المنشأ الطبيعي وتلك ذات المنشأ البشري. ونتيجة لهذه العوامل مجتمعة، يمكن لعامل حموضة المطر غير الملوَّث أن يأخذ قيمة تختلف من أقل من 4.5 حتى 8، أو أعلى. وفي جميع الحالات، ليس المطر والثلج ماء نقياً، وتتحدد كيمياؤه بمجموعة من العوامل المعقدة المترابطة. يتضمن الجدول 1.5 تراكيز الأجناس الكيميائية الرئيسية الموجودة في ماء المطر، التي جرى قياسها في مواقع مختلفة.

وتعتبر الأجناس المنحلة في ماء المطر، والمدرجة في الجدول، نفسها مكونات هامة أيضاً للمتساقطات التي تتساقط في مواقع أخرى على الأرض. ومع أنه لا يمكن رد الأجناس إفرادياً إلى أصل محدَّد على نحو مؤكَّد ، إلا أن معظم الصوديوم والكلور يأتي من المحيطات ومن أمثلتها أمطار برمودا في سانت جورج وترافق الصوديوم والكلور تراكيز صغيرة إلى حدٍّ ما من أيونات بحرية أخرى منها البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم والكبريتات. وفي حالات أقل شيوعاً ، تأتي التراكيز المرتفعة للصوديوم و/أو الكالسيوم والكلور في المعلقات الجوية من الأملاح التي تستعمل لإذابة الجليد والثلج الذي يتراكم على الطرقات العامة في أثناء الشتاء في بلدان مثل روسيا وكندا. ويدخل الكالسيوم والمغنيزيوم الموجودان في الغبار قطيرات الماء، ولذا فإن مستويات هذين العنصرين العالية تأتي من سطح الأرض. ومن أمثلة المناطق التي يحصل فيها ذلك مدينة بون في الهند. وتأتي أيونات الأمونيوم من سيرورات حيوية تتضمن نتروجين بقايا النباتات والحيوانات، ومن الأسمدة اللاعضوية. وإضافة إلى الأجناس الأصلية، يحتوي المطر على تراكيز قليلة من عناصر أخرى، خاصة في المناطق المكتظة بالصناعة.

الجدول 1.5 تركيب المطر في مواقع مختلفة