تاريخ شجرة الزيتون في سورية

لقد كانت ومازالت زراعة الزيتون مزدهرة في سورية، فآثار تدمر تدل على ازدهار هذه الزراعة منذ أيام زنوبيا وما قبلها فلا زالت معصرة الزيتون الحجرية من ضمن الآثار التي يشاهدها الزوار لقصر زنوبيا والنقش على الاعمدة الرخامية حافل بأشجار الفاكهة التي كانت مزدهرة آنذاك ومنها الزيتون بأوراقه وثماره والمعصرة الحجرية، كما أن مناطق حلب وأدلب لازالت مزدهرة منذ القدم، وكذلك حمص ومناطقها، ويروي ابن بطوطة بأن مدينة سرمين القريبة من ادلب كثيرة في زيتونها وزيتها وصناعة الصابون فيها وكذلك حلب المتميزة بسمعتها بصناعة الصابون ويروي الواقدي عن فتح قنسرين أنها كانت مشهورة بزيتونها وان أبا عبيدة بن الجراح قد هدد المعتدين على أشجار الزيتون بالعقاب الشديد. ويذكر البدري في مؤلفه « نزهة الانام في محاسن الشام » انه كان يوجد في قرية كفر سوسة في القرن التاسع عشر الهجري أشجار من الزيتون ومعصرة زيت يعود عهدها الى زمن عيسى عليه السلام ولا زالت الاشجار البرية غزيرة في الساحل السوري وبالذات في مناطق الحفة ومصياف وعفرين حيث يقدر عددها بالملايين.