يعرف تصريف الشحنة بعملية مبادلة الجسيمات بضديداتها، أما الصلة بين تصريف الشحنة وكل من عكس الزمان وتعاكس المكان فينشأ من وصف ضديدات الجسيمات بأنها جسيمات تتحرك إلى الخلف في الزمن. وقد رافق الإطاحة بمبدأ حفظ التعادلية المكانية إطاحة أقل صيتا لمبدأ لا متغيرية تصريف الشحنة. أما الوضع الراهن لهذين المبدأين فهو كالاتي: أن التفاعلات النووية الضعيفة تخرق بشكل كبير لا متغيرية المكان (P) ولا متغيرية الشحنة (C) لكن ذلك يحدث بشكل يجعل اللامتغيرية المؤلفة منها (PC) تقريبا. ولا تعد لا متغيرية الزمن (T) صحيحة تقريبا على الأقل وربما أطلاقا بالنسبة للتفاعلات الضعيفة. وبالنسبة إلى التفاعلات القوية والكهرومغناطيسية، والى القدر الذي نعرفه الآن، فأن اللامتغيرات الثلاث P, C, T، عند أخذ كل منها على انفراد، هي قوانين صحيحة.

ويخرق النيوترينيو اليساري (الأيسر) الذي يخرق تعاكس المكان لا متغيرية تصريف الشحنة أيضا. لنعتبر انحلال البايون الموجب:

إن الرمز التحتي L يدل على أن النيوترينيو والميون الموجب ينطلقان ببرم أيسر (يساري). ونحن نعلم أن تأثير C في هذه العملية هو مبادلة الجسيمات بضديداتها، بينما ينحصر تأثير P في تحويل الحركة اليسرى إلى حركة يمني (الرمز التحتي R يشير إلى ذلك). ولذلك نحصل على العمليات المحولة الآتية:

أن تحويل C يؤدي إلى عملية مستحيلة (لم يسبق لها أن شوهدت) لأن هذا التحويل يحول النيوترينيو الأيسر الى ضديد النيوترينيو الأيسر، كما نعلم، كلها يمنى (يميني). ولذلك فأن هذا الانحلال الناتج عن تفاعل ضعيف يخرق اللامتغيرية C. وكذلك فأن تطبيق تحويل P على العملية الأصلية لانحلال البايون الموجب يحول النيوترينيو الأيسر إلى نيوترينو أيمن، مؤديا بذلك مرة أخرى إلى عملية لم تسبق مشاهدتها. ولكن تأثير P وC معا يغير النيوترينيو الأيسر إلى ضديد نيوترينو أيمن. أن الانحلال الأخير في مجموعة الأنحلالات السابقة هو ما نشاهده في الواقع في عملية انحلال البايون السالب. ولذا فأن تطبيق PC على عملية فيزيائية ممكنة يؤدي إلى عملية أخرى هي أيضا ممكنة فيزيائيا. ومن خلال المثال السابق وعدد من الأمثلة الأخرى، فقد أمكن التحقق من أن التفاعلات وحتى التفاعلات الضعيفة اللا منضبطة منها لا تخرق اللامتغيرية المؤلفة من العمليتين P وC بشكل كبير. ولسوء الحظ الذي يتجلى عادة في الطبيعة، والذي يتوق الفيزيائي دوما إلى تحقيقه، فقد أظهر الانحلال الضعيف للكايون أن مبدأ اللامتغيرية المؤلفة PC هي صحيحة تقريبا، لا إطلاقا.

ولاستكمال صورة التحولات TPC، فأننا نذكر فيما يلي نتائج نوعين أخرين من العكس على عملية انحلال البايون.

إن عملية عكس الزمن بمفردها تغير من ترتيب الأحداث في العملية الأصلية. أما عكس الثلاثة معا TPC فتغير الأيسر إلى الأيمن، والجسيمات إلى ضديدات الجسيمات والقبل إلى البعد أن أيا من هذه التحويلات مكن الحدوث فيزيائيا بكل يقين تقريبا، إلا أنه لا يوجد أمل في اختيار أي منهما تجريبيا.