أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-22
733
التاريخ: 2024-08-03
420
التاريخ: 2023-10-29
689
التاريخ: 2023-09-28
1017
|
ونودي ببايزيد سلطانًا في قوصوة، فبدأ عهده بقتل أخيه يعقوب فاختط لخلفائه طريقًا مخضبًا بالدم ساروا عليه قرونًا متتالية، وتسلم بايزيد دولةً لا تزال في دور النشوء فأرادها وريثةً لبيزنطة، فاتجهت أنظارُهُ إلى آسية الصغرى بعد شبه جزيرة البلقان، فزحف على إمارة آيدين وأكره أميرها على الطاعة، ثم فرض عليه إقامةً جبريةً في بروسة، وقام في السنة 1391 فحاصر أَزمير وكانت قد أصبحت بيد الإسبتاليين منذ السنة 1345 فلم يقوَ عليها؛ لأنه لم يكن لديه أُسطولٌ بحري. ثم أخضع إمارة صروخان ومنتش ودخل أَضالية فوصل بها إلى البحر المتوسط، وأنشأ في هذه السنة نفسها أسطولًا بحريًّا فخرَّب جزيرة خيُّوس، وغزا سواحل أتيكة في بلاد اليونان، ثم جمع حوله أُمراء البلقان، وقام إلى إيقونية عاصمة علاء الدين، فحاصرها في أواخر السنة 1391 ففرَّ أميرُها من وجهه والتجأ إلى جبال طوروس، وكانت قد ساءتْ أحوالُ جبهته في شمالي البلقان، فعاد عن إيقونية وعبر بجُمُوعه وجيوشه إلى أوروبة. وعاد علاء الدين إلى إيقونية محاربًا، فرجع بايزيد إلى آسية، وما إن وصل إلى كوتاهية حتى فاوضه علاء الدين في الصلح، فلم يقبل وانقض عليه فهزمه وقتله واستولى على إمارة القرمان (1392)، وفي السنة 1395 حارب برهان الدين أمير قبدوقية، فأجبره على الطاعة، وخشي أمير قسطموني سُوءَ العاقبة، فَفَرَّ والتجأ إلى المغول، ووصل بايزيد إلى البحر الأسود واحتل مرفأي سمسون وسينوب. وكان بايزيد يتابع في الوقت نفسه أعمالَ الفتح في البلقان التي بدأ بها والده مراد، فاقتص من عازار بعد قوصوة، ولكنه أُعجب بشجاعة الصرب وبأسهم، فعامل ابن عازار معاملةً حسنةً، وأدخل عناصرَ صربيةً في جيشه، وبعد أن جال جولته الأولى في آسية الصغرى غزا البشناق والفلاخ، وانتصر على مرقية Mircea هوسبودار الفلاخ، وأبعده إلى بروسة، وأكرهه على الدخول في طاعته بشروطٍ بقيتْ أساس علاقات العثمانيين بأمراء الفلاخ مدة طويلة: اعتراف بسلطة السلطان، ودفع مال سنوي معين، وتقديم معونة عسكرية عند الحاجة، وامتناع السلطان عن الدعوة للدين الإسلامي شمالي الدانوب، وعن إقامة أَيَّة جالية إسلامية وأي جامع للصلاة (1)، وأصبحت المجر بعد هذا كله مركز المقاومة الرئيسي لتقدم الأتراك في أوروبة، وكان لويس ملكها قد تُوُفي في السنة 1386 فخلفه في الحكم صهره سيجموند ابن الإمبراطور كارلوس الرابع، وكان هذا أيضًا يحلم بالسيطرة على البلقان (2)، فبادر إلى الحرب فأرسل إنذارًا إلى بايزيد يوجب عليه الجلاء عن بلغارية فلم يُجب بايزيد، فأغار سيجموند على بلغارية واحتل نيقوبوليس بعد حصار طويل، ثم اضطر إلى أن يتراجع بخسارة كبيرة لدى وصول بايزيد إلى الجبهة (1392). ولمس بايزيد تأييدًا لخصمه في الأوساط البلغارية، فاحتل تيرنوفو وسبى جماعاتٍ من البلغار فأسكنهم بَرَّ الأناضول، وألغى الوضعَ السياسي الخاص الذي كان قد أعطاه والده للبلغار فاحتل البلاد احتلالًا وامتنع عن التعرُّف باللفظ «بلغار» في مراسيمه بعد ذلك (3). وكان منذ أن تَبَوَّأَ عرشه قد تدخل في سياسة القسطنطينية للتفريق بين أفراد الأسرة المالكة، فعطف على يوحنا بن أندرونيكوس الرابع، وشَجَّعَه على الدخول إلى القسطنطينية وعلى التَّرَبُّع في دست الحكم (14 نيسان–7 أيلول 1390) مكرهًا يوحنا الخامس على الالتجاء إلى أَحَدِ الحُصُون، ولَمَّا جاء عمانوئيل الثاني بن يوحنا الخامس وطرد هذا المغتصب؛ تَقَبَّلَه بايزيد، وأقطعه أرض سليمبرية، وكان قد أكره يوحنا الخامس على دفع إتاوة معينة وعلى إلحاق ابنه عمانوئيل به على رأس مائة فارس. وكانت مدينة فيلادلفية «آلاشهر» في آسية الصغرى لا تزال خاضعة للفسيلفس، فأحب بايزيد أن يضمها إلى ملكه، فامتنعت فحاصرها وأمر الفسيلفس وابنه عمانوئيل أن يشتركا في أعمال الحصار! أي أن يُظاهرا السلطان على أتباعهما المخلصين، فأقدما ممتعضين كل الامتعاض، وحاول يوحنا الخامس أن يرمم الحصون في عاصمته فأمره بايزيد بوجوب هدم ما أنشأ مهددًا بسمل عيني عمانوئيل، فخضع الفسيلفس لمشيئة السلطان متحسرًا وتُوُفي بعد ذلك بقليل في السادس عشر من شباط سنة 1391، وعلم عمانوئيل بوفاة والده وهو لا يزال في بروسة مكرهًا على الإقامة فيها، ففرَّ منها ودخل القسطنطينية، فغضب بايزيد وحاصر القسطنطينية سبعة أشهُر متتالية، ثم فرض على عمانوئيل زيادةً في الإتاوة وإنشاء جامع في القسطنطينية وإقامة حرس تركي في غَلَطة (4) . ثم كان ما كان من أمر الفتح في البلقان والأناضول — كما سبق أن أشرنا — فأصبح بايزيد وريثَ رومة الجديدة وصاحب الحق في نسرها الملكي، ولم يَبْقَ مِنْ تركتها خارج نطاق سلطته سوى العاصمة وبلاد اليونان، وكانت المورة قد دخلت في دور نزاع شديد بين ثيودوروس باليولوغوس ديسبوتس المورة أو بالأحرى: ذلك الجزء منها الذي كان خاضعًا للقسطنطينية وبين بعض أمراء اللاتين المجاورين، فشكا هؤلاء طمع ثيودوروس إلى بايزيد وطلبا تدخله. فدعا بايزيد جميع أمراء الإقطاع التابعين لملكه إلى سرِّيس في ربيع السنة 1394، فلَبَّى الدعوة كل من عمانوئيل الثاني الفسيلفس وثيودوروس باليولوغوس سيد ميسترة والفسيلفس المخلوع يوحنا السابع وأمراء الصرب وسيد مونمغازية اللاتيني، وبعد أن استمع إلى شكوى ماموناس ونظر في ما قاله أفراد أسرة باليولوغوس حكم على جميع هؤلاء بالإعدام ثم أبدل حكم الإعدام بسَمْل أَعْيُن مستشاريهم وأمر ثيودوروس أن يكف عن مونمغازية وأن يتخلى له عن أَرغوس وأن يتقبل في حصونه حاميات تركية، فقبل ثيودوروس ثم فرَّ من سرِّيس خلسة وسبق الأتراك إلى حصونه وامتنع فيها واستعان بالبنادقة، فاحتل بايزيد ثيسالية ونوقيذية واستعاد لماموناس بعض ما فقده وأرجأ الاقتصاص من ثيودوروس إلى وقت آخر(5).
.......................................
1- Gibbons, H., A., Op. Cit., 192
2- Eckhardt, Op. Cit., 40–42
3- Guerin-Songeon, Hist. de la Bulgarie, 293-294
4- Muralt, Chronog., 6899, 10-11; Donkas, Chronog., XIII, 812
5- Zakythinos, D. A., Despotat Grec de Morée, 155-156; Rodd, Princes of Achaea, II, 249-250
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|