أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-07
978
التاريخ: 2023-10-21
904
التاريخ: 2024-08-02
388
التاريخ: 2023-09-29
939
|
وما إن تبوأ أندرونيكوس العرش حتى شَمَّرَ عن ساعد الجد فابتعد عن الطيش والتلذُّذ، وعُني عنايةً فائقةً بإقالة العثرة وإنهاض الدولة، فقرَّب يوحنا كنتاكوزينوس من نفسه واعتمد عليه وعمل بإرشاده، وكان يوحنا مِنْ أفذاذ رجال عصره قديرًا في الحرب والسياسة، فقضى على الفتن والتآمُر وأمَّن العباد وخفف الضرائب قدر المستطاع، وعُني بالعدل والقضاء فحصر السلطة القضائية العليا في قُضاة أربعة، وزاد رواتبهم ليكتفوا ويستغنوا، ثم فرض عليهم يمينًا مغلظةً يقسمونها على ألا يفرِّقوا بين غنيٍّ وفقيرٍ، وأشرك البطريرك في اختيارهم وتعيينهم ليضمن بذلك تعاون الكنيسة في توزيع العدل وإحقاق الحق (1)، ووافق أندرونيكوس على هذا كله وعني بتنفيذه وتطبيقه، ولكنه اضطر بعد ثمانية أعوام إلى أن يعزل جميع هؤلاء؛ لسوء تصرفهم، ورغب الفسيلفس ووزيره الأول في التحرُّر من سيطرة الجنويين والبنادقة، فأدخلا إلى العاصمة جاليات تجارية فرنسية غير إيطالية وشَرَعَا في إنشاء أُسطولٍ وطنيٍّ ليستغنيا به عن خدمات الجنويين (2). وكان أندرونيكوس الثالث جنديًّا مجرَّبًا يشاطر جنوده التعب والشقاء فيقودهم إلى الحرب بنفسه، وقضى شطرًا وافرًا من سني حكمه في ميادين القتال في البلقان، فحالف في السنة 1330 البلغار للصمود في وجه الصرب الطامعين وقام إلى الجبهة محاربًا، ولكن ميخائيل الثالث حليفه البلغاري نازل أسطفان ديشنسكي الصربي قبل وُصُول الروم إليه فانكسر في الثامن والعشرين من حزيران في ميدان قسطندل Kostandil ولاقى حتفه فيه. وطمع أندرونيكوس في بعض حصون بلغارية الجنوبية، فاغتنم فرصة وفاة ميخائيل وضمها إلى ملكه، وتُوُفي ديشنسكي وتولى الحكم بعده ابنه أسطفان دوشان (1331–1355) قيصر الصرب العظيم، فصادق ملك بلغارية الجديد يوحنا ألكسندروس وتَعَاوَنَ معه، فأعلنا الحرب على أندرونيكوس، فاستعاد يوحنا في السنة 1332 ما استولى عليه أندرونيكوس، وتقدم أسطفان دوشان في مقدونية فاحتل أوخريدة وكستورية وغيرهما، واضطر في السنة 1334 إلى أَنْ يُصالح أندرونيكوس؛ ليدافع عن حدوده الشمالية ضد هجمات المجر. وفي السنة 1333 تُوُفي ديسبوتس ثيسالية أسطفان ميليسيني، فاستولى حاكم ثيسالونيكية على نصف ثيسالية باسم أندرونيكوس الثالث، وبعد ذلك بسنتين اضطر يوحنا أورسيني ديسبوتس إبيروس إلى أن يتخلى عن القسم الجنوبي من ثيسالية للفسيلفس، ثم استعان الفسيلفس بفرقة تركية وأخضع القبائل الألبانية الجبلية وأعادها إلى الطاعة، واتجه بعد ذلك شطر إبيروس فضمها سِلْمًا، ثم ثارت في وجهه في السنة 1339 زوجة المطالب بعرش الإمبراطورية اللاتينية بدسيسة من كاترينة دي فالوي، فقام الفسيلفس إليها في السنة 1340 وأخضعها (3).
..................................................
1- Petit, L., Réforme Judiciaire d’Andronic, Echos d’Orient, 1906, 134–138
2- Cantac., II, 28–38
3- Bréhier, L., Byzance, 429-430
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|