أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-21
915
التاريخ: 2023-11-08
925
التاريخ: 2023-11-21
1069
التاريخ: 2024-07-01
498
|
ولم يهنأ أندرونيكوس بزوال خطر المغاور، فما كاد هؤلاء يغادرون آسية حتى عاد الأتراك إلى سابق طمعهم وغزوهم، ففي السنة 1308 توغلوا في شبه جزيرة نيقوميذية وقَضَوْا على مناوشات المغول أصدقاء الروم، ثم استولى الأمير سيسان حليف عثمان على إفسس، فنهب مقام القديس يوحنا فيها (1)، وكانت جزيرة رودوس قد أصبحت مركزًا للقرصنة، فلما اشتد الخلاف بين الإسبتاليين Hospitaliers والملك هنريكوس الثاني في جزيرة قبرص، رغب الإسبتاليون في اتخاذ رودوس مقرًّا لهم، ففاوضوا أندرونيكوس في تسلمها من يده إقطاعًا لهم، ولكن الفسيلفس أبى فسقطت في أيديهم في الخامس عشر من آب من السنة 1310 (2)،فخسر الفسيلفس بذلك معاونة بحرية قيِّمة في نضاله ضد الأتراك. وكان قد استعان المغاور — في إبان سخطهم على الروم — بجماعاتٍ من الأتراك، فلما انتهى أمرُ المغاور بقيتْ هذه الجماعاتُ التركية في تراقية تنهب وتخرِّب وتدمر، ففاوض الفسيلفس زعيمهم خليلًا في ذلك، وكاد يتوصل إلى شيءٍ من التفاهم معه، ولكن أحد كبار الضباط طمع في بعض غنائم الأتراك فنشبت موقعةٌ حاميةٌ خسر فيها ميخائيل التاسع كل متاعه، فبقي الأتراك في تراقية ثلاث سنوات أُخرى (1311–1314)، وبقيت تراقية أرضًا بورًا طوال هذه الفترة، واضطر أندرونيكوس إلى أن يدرب جيشًا جديدًا وأن يستعين بالصرب قبل أن يتمكن من حصر هؤلاء الأتراك في شبه جزيرة غاليبولي والقضاء عليهم (3)، ولم يرضَ بابا رومة عن نُفُوذ أوروش ملك الصرب في البلقان؛ لِتَمَسُّكِهِ بالأرثوذكسية، فحض ملك المجر شارل روبر ونسيبه فيليب عاهل ترنتوم على محاربته، فخسر أوروش بلغراد وقِسْمًا من بلاد البوسنة، واضطر خَلَفُهُ إسطفانوس إلى أن يطلب المعونةَ من الغرب؛ لعدم تَمَكُّن أندرونيكوس من تقديمها. وكانت كنيسة القسطنطينية لا تزال منقسمة على نفسها، وكان أتباع أرسانيوس لا يزالون مُصِرِّين على عدم تَدَخُّل السلطات المدنية في شئون الكنيسة، فتغيرت رئاسة الكنيسة خمس مرات بين السنة 1312 والسنة 1323 وشغر العرش البطريركي مرتين في هذه الفترة. ومما زاد في الطين بلة الاختلافُ الذي نشأ بين أفراد الأسرة المالكة؛ فإن الفسيلفس أندرونيكوس الثاني كان قد تَعَلَّقَ بحفيده أندرونيكوس ابن ابنه ميخائيل التاسع الذي ولد حوالي السنة 1296، فشبَّ هذا الحفيد مدلوعًا مضطربًا فاسدًا، فأنفق بغير حساب واستدان من الجنويين مبالغ طائلة، ثم تعلق بخليلة وغار عليها من شركة شابٍّ آخرَ، وكمن له ليتخلص منه فأخطأه وقتل أخاه الديسبوتس عمانوئيل، فاغتاظ والده ميخائيل التاسع وتُوُفي حزينًا كسير الخاطر في ثيسالونيكية (1220)، فشقَّ هذا على الجد أندرونيكوس الثاني وأحب أن يمنع حفيده من الوصول إلى العرش بعده، فأعلن ميله نحو ولدٍ غير شرعيٍّ من ابنه قسطنطين، فتآمر أندرونكيوس الحفيد على جده وعاونه في ذلك كلٌّ من الوزير الأول يوحنا كنتاكوزينوس Cantacuzenus وأوروش ميلوتين ملك الصرب، وأراد الفسيلفس أن يحكم على حفيده بالسجن المؤبد، ثم عفا عنه، فطلب الحفيدُ العفوَ عن أعوانه، فأبى الجد، فَفَرَّ أندرونيكوس الحفيد إلى أدرنة وانضم إليه أعوانُهُ، فدخلت الدولة في حرب أهلية دامتْ سبع سنوات (1321–1328) وأسفرت عن نجاح الحفيد ووصوله إلى العرش باسم أندرونيكوس الثالث، وبقي الجد متمتعًا بجميع مظاهر الملك حتى وفاته في السنة 1332 (4).
.................................
1- Pachymeres, G., Op. Cit., And., VII, 13
2- Delaville-Leroax, La France en Orient, 272–284
3- Gibbons, H. A., Op. Cit., 40-41
4- Bréhier, L., Byzance, 425–428; Diehl, C., Europe Orientale, 237–241
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|