أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-30
1055
التاريخ: 2024-08-01
513
التاريخ: 2023-10-21
955
التاريخ: 2023-11-12
976
|
وكان أليكسيوس شديد الورع والتقوى، وكان يحب علم اللاهوت ويناقش فيه ويؤلف في بعض مسائله، وكانت ابنتُهُ حنَّة صاحبة الأليكسياذة تعجب بسعة اطلاعه في هذا العلم وبتقواه فجعلته «ثالث عشر الرسل «، (1) ومما يروى عنه في هذا الشأن أن جنوده في إبان الثورة التي أوصلته إلى العرش نهبوا العاصمة وسلبوا وسَبَوْا، فهبَّ أليكسيوس بعد أن استوى على عرشه يحمِّل نفسه وأفراد أسرته صومًا وتقشفًا وغير ذلك؛ ليكفر عما جرى. وفي السنة الأُولى من ملكه استقال البطريرك المسكوني قزما الأوروشليمي؛ لأنه كان قد قضى حياته كلها في الزهد بعيدًا عن العالم ومشاكله، فلم يرق له البقاءُ في سياسة الكرسي؛ ففي الثامن من شهر أيار 1081 أكمل خدمة القداس ثم قال لخادمه «هات المزامير واتبعني.» وترك الكنيسة وذهب إلى ديره ولم يعد، فتولى السدة المسكونية بعده أفستراتيوس، وكان قليل الثقافة ضعيف الإرادة فسقط في بدعة يوحنا الإيطالي، وقال بتقمُّص الأرواح، فأنزله المجمع القسطنطيني عن الكرسي الرئاسة وأقام بعده البطريرك نيقولاووس الثالث الملقب بالغراماتيكوس، وكان عالمًا كبيرًا وراهبًا بارًّا وديعًا تقيًّا، فساس السدة القسطنطينية سبعةً وعشرين عامًا، وتُوُفي شيخًا طاعنًا في السن في السنة 1111. وكان يوحنا الإيطالي الأستاذ الأول و«قنصل الفلاسفة» في جامعة القسطنطينية، وكان أفلاطونيًّا في فلسفته يُكْبِر رجال الفكر الكلاسيكي فيقدمهم على بعض آباء الكنيسة، وكان يقول — فيما يظهر — بأزليَّةِ المادة وأزليةِ الأفكار، وبتناسُخ الأرواح وتقمصها، وفي السنة 1082 شكاهُ البعضُ إلى الفسيلفس، فأمر بالتحقيق معه، ثم بمثوله أمام المجمع المقدس، فاعترف يوحنا بركوبه متن الشطط في بعض النقاط، ولكنه أَصَرَّ على غيرها، وامتنع عن التراجُع عما اعتقده حقًّا، فحرمه المجمع، ولكنه لم يضايق تلامذتَه وأتباعَه فبقيتْ هذه الأفكار الأفلاطونية شائعةً في الأوساط العِلْمِيَّة العالية في القسطنطينية، وظل اللقب «محب أفلاطون» لقبًا مشرفًا في عاصمة الروم (2)، وقام بعد ذلك الراهب المصري نيلوس تلميذ يوحنا الإيطالي يعلم في القسطنطينية أن جسد المخلص تَأَلَّهَ حالما اتحد باللاهوت فحرمه المجمع القسطنطيني في السنة 1094 وحرم أتباعه (3). وكان قد رغب بعضُ أسلاف أليكسيوس من أباطرة القرن الحادي عشر في إصلاح الرهبنات، فأقطعوا بعض العلمانيين الأكفاء أديرةً معينةً وأوقافها ووكلوا إليهم أمر إدارتها وذلك لكي ينقطع الرهبان والراهبات فيها للتعبُّد وعمل الخير، وعُرف هذا النوع من الإقطاع بالخريستيخة، فعَمَّمَه أليكسيوس؛ ليرضي به بعض كبار الرجال من أهل السياسة وليزيد دخل الخزينة، ولكن هذا التعميمَ أَدَّى إلى امتعاضٍ شديدٍ في بعض الأوساط الدينية، فقد جاء في ذكريات يوحنا الأنطاكي أَنَّ هؤلاء الملتزمين العلمانيين أكلوا الأخضرَ واليابس ومنعوا عمل الخير وقتَّروا على الرهبان فيما يأكلون ويشربون وتصرفوا بالأوقاف كأنها أملاكُهُم الخاصة، وجاءوا بذويهم وأصدقائهم إلى الأديرة، وأكلوا وشربوا وغنَّوا ما لا يليق، وأفسدوا حياة الرهبان وسلوكهم (4). وسمع أليكسيوس هذا وأكثر منه ولكنه أبقى على نظام الخريستيخة؛ لأنه أوقف تَوَسُّعَ أوقاف الأديار، وزاد في دخل الخزينة، وحاول أن يُصلح الرهبان، وعلم باندفاع أحدهم — الراهب خريستوذيلوس — في هذا السبيل، فقَرَّبَه إليه وشمله بعطفه، وشَجَّعَهُ على إنشاء دير نموذجيٍّ في جزيرة باتموس، وفي السنة 1088 وهب هذا الدير الجديد جميع ما في الجزيرة وأَعْفَى جميعَ أوقافه من الضرائب ورفع عنه سلطة البطريرك (5)، وأظهر الفسيلفس اهتمامًا مماثلًا في شئون الكهنة خدام الرعية، فأمر بوُجُوب تَقَيُّدِهم بقواعدِ السلوك، وبانتقاء الصالحين من العامة؛ للقيام بهذه الخدمة الشريفة، وبوجوب تثقيفهم وتنوير عقولهم.
................................................
1- Anne Comnène, Alexiade, II, 300
2- Uspenski, T., Jean Italos, Bull. Inst. Russe de Constantinople, 1897; Oeconomus, L., Vie Réligieuse au Temps des Comnènes, 18ff; Bréhier, E., Hist. de la Phil., I., 627ff.
3- Draeseke, Zu Eustratios, Byz. Zeit. 1896, 323ff
4- Patrologia Graeca, Vol. 132, Cols. 1117–1149
5- Miklosich et Muller, Acta et Diplomata Graeca, VI, 44–48; Dolger, F., Regesten, 1147; Oeconomus, L., Op. Cit., Ch. VIII.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|