أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
137
التاريخ: 2024-06-12
570
التاريخ: 2023-12-13
901
التاريخ: 20-8-2022
1714
|
من الأمور التي شغلت الإنسان قديما وحديثا هي مسألة إطالة العمر فرغبة الإنسان في الخلود، وخوفه من الموت والفناء، يجعله يسعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيق هذه الرغبة. فيبذل الملايين في صدد هذه الأبحاث إلا أنها تبوء بالفشل. ولا تنتج هذه الأبحاث إلا توصيات معينة في الوقاية والأكل لتحقيق السلامة وغيرها، ويكون نظرها مقتصراً فقط على الجانب المادي، متغافلين عن الجوانب المعنوية. في حين أن الجانب المعنوي له تأثير كبير جدا في هذه المسائل، فقد تناولتها المباحث العلمية، والروايات بشكل مفصل، واعتنت بها؛ لأنها تحقق رغبة الناس. ولذلك وجهت المؤمن إلى أمور متى ما قام بها أطال الله في عمره، ومن هذه الأمور الصدقة، وصلة الرحم، وترك الذنوب. وفي المقابل هناك أمور تعجل الفناء، وتناولتها الروايات أيضاً بالحديث.
فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قوله: «والذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم واليمين الفاجرة والأقوال الكاذبة والزنا وسد طرق المسلمين وادعاء الإمامة بغير حق»(1).
ويعتبر قطيعة لرحم، وصلة الرحم من أهم الأمور الموجبة لنقصان العمر وطوله، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «ما نعلم شيئاً يزيد في العمر إلا صلة الرحم»(2).
بل في تفسر الآية: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [الرعد:25].
إن الذي أمر بوصله وعدم قطعه هو صلة الرحم. فأنظر إلى هذا الأمر وأهميته القصوى على الفرد في حياته الدنيوية والبرزخية، لذلك روي إن علياً (عليه السلام) استعاذة: (أعوذ بالله من الذنوب التي تعجل الفناء).
فقام إليه رجل من الخوارج عندما سمع الإمام (عليه السلام) يستعيذ وقال: يا أمير المؤمنين، أو تكون ذنوب تعجل الفناء؟
فقال الإمام (عليه السلام): (نعم ويلك قطيعة الرحم»(3).
ومن الطريف ما ينقل أن المنصور بعث إلى الإمام الصادق (عليه السلام) فلماء جاءه الإمام الصادق (عليه السلام) أمر بأن يأتي ولداه وهما محمد والمهدي فجاء ولداه وطلب من الإمام الصادق (عليه السلام) أن يحدثه في صلة الرحم وما لصلة الرحم من الآثار، قال الإمام لصادق (عليه السلام) حدثني أبيعن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال علي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة يجعل له بكل سنة عشر سنوات، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين، ثم قال الإمام الصادق عفي يمحو اله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. قال له المنصور: ما أريد هذا الحديث أريد حديث آخر.
فقال الإمام الصادق (عليه السلام): حدثني أبي عن جده عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم تعمر الديار وتزيد في الأعمار وإن كان أهلها غير أخيار.
فقال المنصور للإمام الصادق (عليه السلام): يا أبا عبد الله هذا أيضاً حسن ولكن لا أريد هذا الحديث، أريد حديث آخر.
فقال الإمام الصادق (عليه السلام): حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم تهون الحساب وتقي ميتة السوء.
قال المنصور: نعم، هذا أردت»(4).
ولكي نرَ سوء عاقبة قطع صلة الرحم، نورد هذه الحادثة التي ذكرها الكافي:
جاء رجل إلى الإمام الصادق (عليه السلام) فقال له: «إن أخوتي وبني عمي قد ضيقوا علي الدار وألجؤوني منها إلى بيت ولو تكلمت أخذت ما بأيديهم أو أفعل كما يفعلون، ولكن لإيماني ودماثة أخلاقي يرون أن هذا ضعف في شخيصتي فيضيقون عليّ. رد عليه الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: اصبر فإن الله سيجعل لك فرحا. قال فانصرفت، ووقع الوباء في سنة 131هـ ، فماتوا والله كلهم، قال: فخرجت فلما دخلت على الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ما حال أهل بيتك؟
قال: فقلت للإمام (عليه السلام): قد ماتوا والله كلهم، انتهى أمرهم فما بقي منهم أحد.
فقال الإمام (عليه السلام): هو بما صنعوا بك وبعقوقهم إياك وقطع رحمهم وبتروا ثم قال لي: أتحب أنهم بقوا وأنهم ضيقوا عليك، قال: قلت أي والله)(5).
ولا شك أن لصلة الأرحام من الآثار العظيمة التي لا تحصى ويكفي أن تعلم أنها وصية رسول الله فقد قال (صلى الله عليه وآله): «أوصي الشاهد من أمتي والغائب، ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصل الرحم وإن كانت منه على مسيرة سنة فإن ذلك من الدين)(6).
فهل يا ترى تكون هذه الوصية والحرص من الرسول (صلى الله عليه وآله) لأمر عادٍ، أو لا قيمة له؟ ومع تطور الزمان لم يبق لأحد حجة في عدم صلة رحمه، ولا سيما أن المواصلات والتكنولوجيا الحديثة قد سهلت المسافات، وقربت البعيد، فلا عذر لأحد في القطيعة. فدع عنك وساوس الشيطان وحمية الجاهلية، والتكبر، والغرور، وصل رحمك غنياً كان أو فقيراً، كبيراً كان أو صغيراً، قريباً كان أو بعيداً.
__________________________
(1) معاني الأخبار: 271.
(2) الكافي 2: 152.
(3) الكافي 2: 348.
(4) مستدرك الوسائل 15: 241.
(5) الكافي 2: 347.
(6) الكافي 2: 151.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
السيد السيستاني يستقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق
|
|
|