أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-03
812
التاريخ: 2023-11-07
994
التاريخ: 2023-10-25
907
التاريخ: 2024-07-12
385
|
وكان قد وشي لباسيليوس بابنه لاوون؛ بأنه ينوي قتله، فسجنه وعزم على قلع عينيه، ولكن فوطيوس البطريرك توسط في أمره وخلصه من الخطر. ولدى ارتقاء لاوون العرش دسَّ أعداء فوطيوس الوساوس للفسيلفس الجديد وأقنعوه أن الواشي به لأبيه كان ثيوذوروس الساحر، وأشركوا مع هذا بالتهمة فوطيوس نفسه، فعزل لاوون فوطيوس؛ إما لأنه صدَّق الوشاية، أو لأنه أحب أن يُجلس أخاه إسطفانوس بطريركًا أو للأمرين معًا، ونفاه في أواخر السنة 886، وحبس ثيوذوروس وجلده، ورقى أخاه السنكلس إسطفانوس كرسي البطريركية. وتُوُفي فوطيوس في السادس من شباط سنة 891، ولا يزال الدير، الذي أقامه في جزيرة خالكي بالقرب من القسطنطينية على اسم الثالوث المقدس، وقد أصبح مدرسة إكليريكية عالية، يحتفل بتذكاره في السادس من شباط حتى يومنا هذا، كما لا تزال الكنيسة الأرثوذكسية تَعتبره قديسًا عظيمًا مساويًا للرسل. وتُوُفي البطريرك إسطفانوس أخو لاوون في السنة 893 وقام بعده البطريرك أنطونيوس الملقب بكاولياس Cauleas أحد رهبان أوليمبوس، وكان رجلًا فاضلًا أيضًا، فحاول بإخلاص إصلاحَ العلاقات بين أتباع فوطيوس وأتباع إغناطيوس، ولكن دون جدوى، وتُوُفي سنة 895 فقام بعده البطريرك نيقولاووس ميستيكوس Mysticos؛ أي المكاتم، وكان رجلًا عالمًا، فاضلًا، تقيًّا، تقبل النذر بعد أن كان قد أصبح كاتم أسرار لاوون الفسيلفس، ورقي في درجات الكهنوت إلى أن انتُخب بطريركًا، وما فتئ حتى نفاه لاوون في السنة 906، فجلس على كرسي القسطنطينية أفثيميوس السنكلُّس (1) . وكان شغل لاوون الشاغل وهمه الأوحد أن يكون له ولدٌ ذَكَرٌ؛ يخلفه على العرش، وماتت زوجتُهُ الأولى ثيوفانو في السنة 893، وكانت له علاقاتٌ غيرُ شرعية مع زويه ابنة إستيليانوس زاوتسه، وكانت هذه قد أماتت زوجها الشرعي مسمومًا، وتُوُفي والدها، فأراد لاوون أن يتزوج منها زواجًا شرعيًّا، وطلب إلى كاهن البلاط أن يرفع يده بالبركة ففعل، ولكن البطريرك أنطونيوس لم يرضَ عن هذا الإكليل، وبقيت زويه مع لاوون سنة وثمانية أشهُر، ثم ماتت، فتزوج الفسيلفس من ثالثة إفذوكية الشهيرة بجمالها، ولكنها ما لبثت معه إلا مدة الحمل، فإنها ماتت في أول ولادة هي وطفلها معًا. وهكذا، فإن لاوون بقي بدون ولد ذكر يخلفه، فأقام فيما بعد مع سُرِّيَّة اسمها زويه كاربونوبسينا» Zoé Carbonopsina أم العيون السود!» وبعد أن خلَّف منها ولدًا ذكرًا هو قسطنطين السابع، طلب إلى البطريرك نيقولاووس ميستيكوس أن يكلله عليها، فذَكَّرَه البطريرك بالمادة التسعين من القانون الذي أصدره هو بصفته فسيلفسًا وقد ثبت فيها القانون الكنائسي بمنع الزيجة الرابعة وشجب الثالثة، وذكره أيضًا بالمادة الحادية والتسعين من القانون نفسه التي منعت اقتناء السراري، ثم قال: إنه يعمَّد المولود الجديد شرط أن يهجر الفسيلفس أم الطفل، فقبل لاوون بذلك وطرد زويه من البلاط، فأقيم سرُّ العماد باحتفال مهيب يوم عيد الظهور في السنة 906، ولكن لم تمضِ ثلاثة أيام حتى عادت زويه إلى البلاط، وعلم لاوون أنه ليس بين الكهنة ورؤساء الكهنة من يقبل أن يكلله عليها فكلل نفسه عليها بنفسه، فكان هو العريس والقسيس معًا، ثم أغوى كاهنًا اسمه توما فكلله، فقطع البطريرك الكاهن، وأخذ ينصح إلى لاوون، لا بل يتضرع إليه، ألا يكون عثرة في سبيل الكنيسة، وأن يتصرف بما يشرف مركزه العالي؛ كي يصبح شخصه الشريعة الناطقة، فلما أصرَّ الفسيلفس على موقفه منعه البطريرك من الدخول إلى الكنيسة، وسمح له بأن يقف في المدخل مع الموعوظين، فسعى القيصر لدى بعض الأساقفة واستمالهم إليه، كما استمال البابا سرجيوس الثالث (904–911). وعقد مجمعًا في السنة 906، وأنزل نيقولاووس عن كرسيه البطريركي، وجلس البطريرك أفثيميوس السنكلُّس، فحل لاوون من حرمه وقبله في شركة الكنيسة، وعزم لاوون أن يسن قانونًا يحلل به الزيجة الرابعة والخامسة والسادسة وهلم جرًّا، ولكن أفثيميوس منعه من ذلك، وظل لاوون — فيما يظهر — غيرَ مُرتاح البال حتى ساعة وفاته، فإنه عندما اقترب أجلُهُ في السنة 912، استدعى نيقولاووس من منفاه، وبكى وطلب الصفح، وأوصى أخاه الوصي ألكسندروس أن يخلع أفثيميوس ويرجع نيقولاووس (2).
.........................................
1- جراسيموس متروبوليت بريوت، الانشقاق، ج1 ، ص534، وج2، ص9 ــ 10.
2- Diehl, C., Les Quatre Mariages de Léon, Figures Byzantines, I, 181–215; Gay. I., Le Patriarche Nicolas le Mystique, Mélanges Diehl, I, 91–100; Bréhier, L., Byzance, Op. Cit., 142–146.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|