أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-29
842
التاريخ: 2023-11-08
740
التاريخ: 2024-09-22
162
التاريخ: 2023-10-30
1027
|
وظهرت طائفة الخرَّمية في جبال فارس بين أذربيجان والديلم، وتولى رئاستها بابك وعاث في البلاد فسادًا في عهد المأمون، وهزم جُيُوش الخليفة العباسي المَرة تلو الأُخرى، وأباد جيشًا بأكمله بعثه المأمون في السنة 829-830، وقد دامت ثورة بابك حتى أيام المعتصم (833–842)، فجرَّد المعتصم جيشًا كبيرًا بقيادة الأفشين وغيره؛ للقضاء على هذه الثورة، فأرسل بابك إلى ثيوفيلوس يحرَّضه على الخليفة العباسي، فرأى ثيوفيلوس في ثورة بابك فرصةً يقابل فيها العباسيين بمثل ما فعلوا عندما ساعدوا توما في ثورته على والده ميخائيل، وهكذا أعدَّ ثيوفيلوس جيشًا كبيرًا واتجه به إلى أعالي الفُرات وهو يأمل الاتصال بالخرَّميين، وبلغ إلى زبطرة سنة 837 وأشعل فيها النار وسَبَى نساءَها وأطفالها، ثم دخل سميساط وملاطية (1)، وعاد بعد ذلك إلى القسطنطينية فاستُقبل فيها استقبال الظافر وخرج الناس للقائه بأكاليلَ من الزهر، وأقيمتْ حفلةُ سباق ظهر فيها ثيوفيلوس بثيابٍ زرقاء فوق عربة تجرها خيول بيضاء، وأُلبس تاج النصر ونادى الشعب: أحسنتَ السَّير أيها السائق الأصيل! ولكن المعتصم استطاع أَنْ يَقْضِيَ على ثورة بابك في أواخر السنة 837، ففرغ للروم وأَعَدَّ ثلاثةَ جيوش سيَّر أحدها بقيادة الأفشين عبر طوروس من درب الحدث، وقاد هو الجيشين الآخرين وعبر بهما من أبواب قيليقية، وكانت أنقرة نقطة التلاقي، فصمد ثيوفيلوس أولًا عند نهر الهاليس (آلس كما يسميه العرب)، ولكنه لَمَّا علم بزحف الأفشين منفردًا قام لصده قبل أن يتسنى للأفشين الانضمام إلى الجيشين العربيين الآخرين، فالتقاه قُرب دوزمانة وهي لا تَبْعُدُ كثيرًا عن ترخال، فدارت الدائرة على الروم وانهزم ثيوفيلوس منكفئًا إلى القسطنطينية، وتقدم العرب إلى عمورية فحاصروها ثم دخلوها عنوةً ونهبوا وأحرقوا، وأسروا عددًا كبيرًا من الجند والضباط والقادة، وقتلوا ستة آلافٍ من الأسرى، وأمر الخليفة اثنين وأربعين من كبار الضباط أن يُسلموا ليَسلموا، فلما أَبوا قتلوا عند ضفة دجلة (2)، ولعل المعتصم فكر في الزحف على القسطنطينية ولكنه اضطر ليرجع؛ إذ وردت عليه أنباء مؤامرة قامت لخلعه (3)، وفي السنة 839 ظهرت سفينةٌ روميةٌ في مياه السواحل الشامية، وفي السنة 840 تقدم الروم فأخذوا مرعش واحتلوا بعض مناطق ملاطية، ورغب المعتصم في السلم ولكنه عاد فأَعد عمارة كبيرة ليغزو بها القسطنطينية، إلا أن المنية عاجلته في السنة 842، وعصفت عاصفة هوجاء بالعمارة العربية فحطمتها (4)، ووجه ثيوفيلوس وفودًا نحو الغرب: إلى البندقية وإلى أنكلهايم عاصمة لويس التقي الورع، وإلى عبد الرحمن الثاني الأُموي الأندلسي، يطلب المعونة، ولكن ثيوفيلوس — على الرغم من الترحيب بهذه الوفود — لم يلقَ أية معونة.
...............................................
1- البلاذري، فتوح البلدان، ص192، اليعقوبي، ج2، ص580.
2- Bary, J. B., Mutasim’s March Through Cappadocia, Journal of Hell, Studies, 1909, 120–129; Vasiliev, A. A., Martyrs of Amorion, Transactions of Imp. Acad. of Sciences, VIII, Ser. III.
3- الطبري، 3، 1236.
4- Diehl et Marçais, Monde Oriental, 312-313
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|