أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-24
1016
التاريخ: 2023-11-14
907
التاريخ: 2023-10-22
697
التاريخ: 2023-10-15
989
|
وفي السنة 775 تُوُفي قسطنطين الخامس فخلفه ابنُهُ لاوون الرابع، وكان لاوون الخزري مثل والده يرفض الأيقونات ولكنه كان لين الجانب، وبعد خمس سنين خلفه ابنُهُ قسطنطين السادس وله من العمر عشر سنوات، وتولت أُمُّهُ إيرينة زمام الحكم باسمة وكانت مِنْ مُحِبِّي الأيقونات، ولكنها رأت منذ بداية عهدها في الوصاية أن الجيش ما يزال معاديًا للأيقونات، وأن الصقالبة في غَلَيان مستمر؛ فأرجأتِ النظر في إعادة الأيقونات إلى وقت آخرَ. وكان البطريرك بولس الرابع وغيره من كبار رجال الكنيسة قد أكرهوا إكراهًا على تَقَبُّل قرارات مجمع السنة 754، فاستقال ونصح إلى الوصية أن تجمع مجمعًا مسكونيًّا وأن يُرقَّى إلى الكرسي البطريركي طراسيوس كاتم أسرار المملكة. وكان طراسيوس عالمًا تقيًّا فلم يقبل الدرجة إلا بعد أن استوثق من الوصية بأنها تُدافع عن الرأي القويم (1). وفي السنة 784 كتب البطريرك طراسيوس، وكتبت الوصية باسمها وباسم ابنها قسطنطين السادس إلى البابا أدريانوس الأول (771–795)، وإلى البطاركة الثلاثة الشرقيين أبوليناريوس الإسكندري وثيودوريتوس الأنطاكي وإلياس الأوروشليمي، من أجل مجمعٍ مسكونيٍّ يُعقد في القسطنطينية؛ فأجاب أدريانوس مادحًا مبتهجًا ولكنه اعترض على ارتقاء طراسيوس من العوام وعلى لقبه بطريرك المسكونة، وطلب أن تُرد له أملاك بطرس الرسول والسلطة على الأبرشيات التي أضافها لاوون الثالث إلى الكرسي القسطنطيني. وفي السنة 786 اجتمع المجمعُ في القسطنطينية في كنيسة الرسل، ولكن الجند اندفعوا إليها شاهرين السلاح، فدفعوا بالآباء إلى الخارج. وفي السنة 787 الْتَأَمَ هذا المجمعُ في مدينة نيقية، وكان مؤلفًا من 367 أبًا وكان رئيسُهُ طاراسيوس. وناب عن البابا أدريانوس القِسَّان بطرس وبطرس، وعن البطاركة الشرقيين الثلاثة القِسَّان توما ويوحنا؛ لأن الظروفَ السياسية كانت شديدةً على هؤلاء. وعقد المجمع المسكوني السابع ثماني جلساتٍ واشترع اثنين وعشرين قانونًا، وفي الجلسة الأُولى خطب البطريرك طاراسيوس الرئيس خطبة وجيزة، ثم قرئ كتاب قسطنطين الفسيلفس ووالدته الوصية إيرينة: «إننا قيامًا بالوصية الإنجيلية وصية المسيح رئيس الكهنة الأبدي، قد عنينا في إرجاع السلام إلى الكنيسة، فبرضاه ومَسَرَّتِهِ قد جمعناكم أنتم كهنته الجزيل بِرُّكم الحافظين عهده بذبائحَ غير دموية؛ ليكون حُكمُكم حكم المجامع المستقيمة الرأي «. ومما جاءَ في هذه الرسالة أن طاراسيوس أُغصب على قبول المنصب البطريركي، وأنه قال قبل أن يقبل الشرطونية: «إني أرى وأنظر كنيسة المسيح المؤسسة على الصخرة التي هي المسيح إلهنا مقسومةً الآن ومنشقة، وإننا نحن كنا نقول قبلًا بغير ما نقول الآن، ومسيحيو الشرق المماثلون لنا في الإيمان يقولون قولًا آخر، ووافقهم مسيحيو الغرب، ونحن غرباء عنهم جميعهم، وكل يوم نحرم من الجميع، فأطلب عقد مجمع مسكوني يحضره نوابٌ عن بابا رومة، وعن رؤساء كهنة الشرق «. وبعد ذلك دخل الأساقفةُ المبتدعون، واعترفوا بغَلَطِهِم، وقَدَّمُوا ندامةً، ورفعوا اعترافات إيمان مستقيم، وفي مُقَدِّمَة هؤلاء باسيليوس أسقف أنقيرة، وقد قال في كتابه: «فأنا باسيليوس أسقف مدينة أنقيرة قد اخترتُ أن أَتَّحِدَ بالكنيسة الجامعة أعني: أدريانوس بابا رومة القديمة الجزيل القداسة وطاراسيوس البطريرك الجزيل الغبطة، والكراسي الرسولية الجزيلة القداسة، كراسي إسكندرية وأنطاكية والمدينة المقدسة، وسائر رؤساء الكهنة والكهنة الأرثوذكسيين، وقدمته إليكم أنتم الذين نِلْتُمُ السلطان عن الأصل الرسولي «. وفي الجلسة الثانية قُرئت رسائلُ البابا ورسائل البطاركة، ومما جاء في رسالة البابا أدريانوس التي وَجَّهَها إلى «أخيه الحبيب طاراسيوس»: «وبما أن برَّكم قريبٌ من الأقدام السامية، أقدام ملوكنا العظام، الجزيل تقواهم المُتَوَّجين من الله؛ تضرعوا إليهم عَنَّا أن يأمروا بإعادة الأيقونات المقدسة إلى مركزها القديم في مدينة العاصمة المحروسة، وفي كل مكان «. وسأل النواب طاراسيوس: هل يوافق على رسالة أدريانوس أم لا؟ فأجاب: أنه يوافق عليها لكونها أرثوذكسية، وأنه هو نفسه قد فحص وبحث وتَعَلَّم من الآباء، واعترف ويعترف وسيعترف، ويؤيد صحة التحارير التي قُرئت، قابلًا الأيقونات المصورة على أثر تسليم آبائنا الأقدمين، فقال عندئذٍ القس يوحنا أحد نائبي البطاركة: «إنه يَليق بنا في الحاضر أن نرنم زبوريًّا: الرحمة والحق تَلَاقَيَا والعدل والسلام تَلَاثَمَا؛ فإن الرحمة والحق تلاقيا، أعني: أدريانوس وطاراسيوس، باتفاق رأيهما وتعليمهما «. وفي الجلسة الثالثة قُرئت رسالة طاراسيوس إلى البطاركة وأجوبتهم عنها، وفي الرابعة اعترف الآباءُ بوجوب تكريم الأيقونات وقبَّلوها وألغَوْا مجمع السنة 754 لأنه لم يكون مسكونيًّا، وفي السابعة كتب اعتراف الإيمان وحدَّد فيه المجمعُ وجوبَ تقبيل الأيقونات والسجود الإكرامي لها «احترامًا للذين صورت عليهم لا عبادةً لهم، كما اتهم الكنيسة أعداؤها؛ لأن العبادة إنما تجب لله وحده دون غيره (2) «.
.........................................
1- جراسيموس متروبوليت بريوت، تاريخ الانشقاق، ج،1 ص 364 ــ 365.
2- جراسيموس متروبوليت بيروت، تاريخ الانشقاق، ج1، ص365–370.
Mansi, Amplissima Collectio Consiliorum, XIII.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|